ما لنا وما علينا

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

 

التأهب يسود الميدان التربوي بفئاته كافة، فالجميع يرفع درجة الاستعداد، للانخراط في تفاصيل الجولة الثانية، لامتحانات الفصل الدارسي الأول، التي تحمل عنوان «الاختبارات التعويضية»، وتستهدف طلبة الصفوف من الرابع وحتى الثاني عشر.
الامتحانات التعويضية، ذات أبعاد مهمة، تحاكي في مضمونها الارتقاء بمستويات الطلبة علمياً وتقييماً، يعتبرها «المتغيبون والراسبون» في سباق الجولة الأولى طوق النجاة، الذي يمكنهم من الانتقال لمقاعد التميز، وينظر لها أصحاب المشاكل التقنية على أنها جولة لإثبات الذات، وتعد محطة لتصحيح الأخطاء، ونقطة انطلاقة جديدة لطلبة تحسين المعدلات.
والأهم من التأهب، حالة السكينة التي خيمت على الميدان، عقب التعديلات الجديدة التي أقرتها «التربية» حول آليات وضوابط الامتحانات، إذ أزالت مؤقتات الأسئلة، لطلبة الثاني عشر بمساراته، لتقضي على حالة الارتباك والحيرة المريرة لدى الممتحنين، وتمكنهم من مراجعة إجاباتهم قبل الضغط على زر التسليم، أعاد إليهم الثقة والطمأنينة من جديد.
زيادة زمن الامتحان لطلبة ال12، ليصبح 75 دقيقة بدلاً من 60، جعل الامتحانات التعويضية، مصدراً للتفاؤل والدافعية لدى جموع الطلبة، وهنا تأخذنا التوقعات إلى نتائج متميزة في تلك الجولة، ترضي الطلبة، وتعزز جهود الوالدين والمعلمين، وتستحق الثناء لقيادات التربية والتعليم، إذ أصبحت الامتحانات بلا منغصات، والأسئلة بدون ضغوط زمنية أو نفسية. ولكن هناك تحفظ وحيد، يؤخذ على أسبوع الامتحانات التعويضية، ويشكل صعوبة بالغة على جموع الطلبة، الذين يعتبرونه الأكثر معاناة على مدار العام الدراسي، لوقوعهم تحت ضغط الامتحانات تارة، ودراسة منهاج الفصل الثاني تارة أخرى.
فكيف لطالب أن يمكث ثلاث حصص، لدراسة محتوى منهاج الفصل الثاني في الصباح، لينتقل بعدها إلى لجان الامتحانات؟، الأمر يبدو سهلاً وميسوراً لطلبة المدارس الحكومية، فالدراسة والامتحان في المكان نفسه، ولكن الواقع صعب بالنسبة لطلبة «الخاصة»، إذ فرضت عليهم الإجراءات والضوابط، الانتقال إلى بعض المدارس الحكومية لأداء الامتحان.
أعتقد أن طاقات الطلبة لم تمكنهم من استيعاب علوم جديدة من محتوى المنهاج الوارد في الخطة الدراسية، وعقولهم لم تحتمل تدفق المعارف مع امتحانات تحتاج لتركيز عال، ومهارات ترتقي بالمعدلات، وتمكين للقدرات نهوضاً بالمستويات المتواضعة.
التعليم يسر وليس عسراً، والطلبة مهما كانت طاقاتهم، فإن قدراتهم محدودة، ونعلم أن المراجعات التي تسبق الامتحانات، تشكل انتعاشة للحالة المعلوماتية والمعرفية للطلبة، ترتقي بجاهزيتهم، تعينهم على التعايش مع أجواء الامتحان وتحقيق التميز.
يحسب ل«وزارة التربية»، استجابتها لنداءات الميدان الأخيرة، وإسقاط مؤقتات الأسئلة ومعالجة زمن الامتحان، وإعادة توزيع المنهج خلال أسبوع الامتحانات التعويضية، أمر ليس بالعسير عليها، فجهودها مشهودة في تمكين المتعلمين، وقدراتها على تذليل المعوقات أمام الطلبة أمر لا يقبل التشكيك، وهذه كلمة حق تلخص ما لنا وما علينا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"