عادي

الدعوات لاستقالة ترامب تتكثف وبيلوسي مصممة على عزله

11:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
البيت الأبيض

واشنطن-أ.ف.ب

قبل عشرة أيام من انتهاء ولايته، يواجه دونالد ترامب دعوات للاستقالة بشكل متزايد بما يشمل معسكره الجمهوري لتجنب إجراء عزل صعب في أوج أزمة سياسية وصحية واقتصادية تشهدها الولايات المتحدة.
فبعد عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين بن ساس وليزا موركوفسكي، اعتبر السناتور بات تومي، الأحد، على شبكة «سي إن إن» أن استقالة الرئيس «ستكون الحل الأفضل». وأضاف أنه منذ الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر التي خسرها «غرق دونالد ترامب في مستوى من الجنون (...) وارتكب أفعالاً لا يمكن تصورها ولا تغتفر».
وقال آلان كيتزينغر عضو مجلس النواب وأول جمهوري دعا اعتباراً من، الخميس، إلى إعلان أن الرئيس «غير أهل» لشغل منصبه، لشبكة «أي بي سي»، «أفضل شيء لوحدة البلاد هو أن يستقيل».
لكن الملياردير الأمريكي المنعزل في البيت الأبيض والذي تخلى عنه العديد من وزرائه مع فتور علاقته بنائبه مايك بنس، لم يعط أي إشارة إلى أنه مستعد للاستقالة بحسب ما نقلت الصحافة الأمريكية عن مستشاريه.
وبعد حذف حسابه على «تويتر» وشبكات تواصل اجتماعي أخرى تريد تجنب تحريض جديد على العنف، باتت لدى ترامب بدائل محدودة للتواصل مع الجمهور. في هذا الوقت، تواصل السلطات البحث عن المتظاهرين المؤيدين لترامب الذين أصدروا تهديدات بالقتل ضد بنس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهما ثاني وثالث أكبر مسؤولي الدولة، خلال الهجوم على مبنى الكابيتول، الأربعاء.
ووفقاً لـ«إن بي سي»، تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من 40 ألف معلومة من الجمهور على موقعه، خصوصاً مقاطع الفيديو يتم حالياً تحليلها. وتم تداول مقطع فيديو، الأحد، على «تويتر» يُظهر ما لا يقل عن خمسة أشخاص يمسكون هراوات وعصياً ويضربون رجل شرطة على الأرض.
وقد يكون الأمر متعلّقاً بأحد عناصر شرطة الكابيتول برايان سيكنيك الذي توفي، الخميس، متأثراً بجروح أصيب بها في الهجوم على الكونجرس. وأقيم حاجز معدني طويل حول «الكابيتول» وتمت زيادة عدد قوات الأمن حتى حفل تنصيب جو بايدن رئيساً في 20 كانون الثاني/يناير والذي أعلن مايك بنس أنه سيحضره.

«تدنيس»
ودعت نانسي بيلوسي التي تعهدت باتخاذ إجراء إذا لم يقدم الرئيس المنتهية ولايته استقالته، السبت، النواب إلى العودة لواشنطن هذا الأسبوع لتقرير كيفية المعاقبة على مسؤولية ترامب في الهجوم الدامي على «الكابيتول».
وفي رسالة مفتوحة للمسؤولين المنتخبين، لم تذكر إمكان العزل، لكنها اعتبرت أن «من الضروري للغاية أن يتحمل أولئك الذين قادوا هذا الهجوم على ديمقراطيتنا المسؤولية». وأضافت: «يجب إثبات أن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس».
وأعلنت بيلوسي، الأحد، أنها ستمضي قدماً في الجهود المبذولة لإقالة ترامب من منصبه خلال الأيام الأخيرة من ولايته.
وقالت بيلوسي، إنه سيكون هناك مشروع قرار في مجلس النواب، الاثنين، يدعو إلى إقالة ترامب باعتباره غير صالح للمنصب، وذلك بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور.
وأضافت أنه في حال لم يوافق نائب الرئيس مايك بنس، «فسنمضي في طرح تشريع العزل» في مجلس النواب. وشددت بيلوسي على «أننا سنتصرف بصورة طارئة لأن هذا الرئيس يمثل تهديداً وشيكاً» للدستور والديمقراطية.
وتابعت «بمرور الأيام، تشتد فظاعة الاعتداء المستمر على ديمقراطيتنا، الذي يرتكبه هذا الرئيس، وكذلك الحاجة الفورية إلى التحرك».
ويأخذ نص اتهام عرض على مجلس النواب ووقعه 180 برلمانياً على الأقل على الرئيس الجمهوري أنه «أدلى بتصريحات عمداً» شجعت على اقتحام مبنى الكونجرس من قبل أنصاره، الأربعاء.
وبحسب النائب الديمقراطي جيمس كلايبورن فإن المذكرة يمكن أن تبحث هذا الأسبوع. وقال لشبكة «سي إن إن»، إن ذلك قد يحصل «الثلاثاء أو الأربعاء».
لكن هذا إجراء طويل ومعقد، وقد علت أصوات عدة في المعسكر الديمقراطي معتبرة أنه قد يبطئ خطط بايدن الذي جعل معالجة أزمة «كوفيد-19» أولويته. وقال كلايبورن «لنمنح الرئيس المنتخب 100 يوم» في بداية ولايته للسماح له بمعالجة أكثر القضايا إلحاحاً، مضيفاً: ربما يمكننا تقديم المواد (الخاصة بإجراءات العزل) بعيد ذلك.
من جانبه، قال السناتور الديمقراطي جو مانشين على شبكة «سي إن إن»، إن إجراءات العزل بعد 20 كانون الثاني/يناير لن يكون لها أي معنى. وعلق بات تومي: «لست متأكداً حتى من أنه يمكن عزل شخص لم يعد في السلطة».
لكن إطلاق إجراء «عزل» للمرة الثانية سيترك بصمة لا تمحى على أداء ترامب، إذ لم يتعرض أي رئيس أمريكي في السابق لهذه الإهانة.
وكان الكونجرس استهدف ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 بإجراء إقالة بادرت إليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحاً للرئاسة. وتمت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يعد غالبية من الجمهوريين في مطلع العام 2020.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"