منظومة التأمين الصحي

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين


نجحت الإمارات في تغطية عدد كبير من السكان مواطنين ومقيمين، تحت مظلة التأمين الصحي، وتمكنت من توفير الرعاية الصحية المتكاملة لمعظم الناس، وعبر قرارات وتشريعات ومبادرات، مكنت الكثير من حصولهم على تغطية تأمينية. 
مشروع التأمين الاتحادي الموحد للمواطنين، الذي تعمل عليه الحكومة منذ سنوات مضت، قد يشمل جميع المواطنين بعد إطلاقه الرسمي، وتفعيله وتخصيص الموازنات العالية له، ليتمكن المواطنون كافة، من اختيار المستشفى الخاص الذي يرغبون في التردد عليه، وسيقلّ الضغط على المستشفيات الحكومية، لتتمكن من تطوير خدماتها في ظل تخفيف العبء على الكوادر الطبية والإدارية. 
ومنظومة التأمين الصحي الخاص بالمواطنين، حققت تطوراً ملحوظاً عبر تأمين «ثقة»، وتأمين «سعادة» لمواطني دبي، ونجد أن مظلة التأمين في الشارقة نجحت في تغطية فئات كثيرة، والعمل جارٍ على تغطية باقي الفئات تدريجياً، وفيما يخصّ المقيمين، نجد أن الأغلبية باتت مؤسساتهم توفر لهم التأمين، بموجب قرارات فرضتها الدولة على المؤسسات، وهذا أسهم في حصول الجميع على الرعاية الصحية. 
تطور المنظومة والرعاية الصحية في الإمارات، في السنوات الأخيرة، يقفز بالدولة إلى مراتب متقدمة في القطاع الصحي، حيث لاقى التأمين الصحي نجاحاً كبيراً في ظل القوانين التي تضبط العملية، وفي ظل الرقابة الكبيرة على هذا القطاع؛ ورغم وجود بعض المخالفات والتجاوزات، وسوء استخدام بعض الناس، أو شركات التأمين أو المستشفيات الخاصة، فإنها تعدّ خفيفة وضئيلة، مقارنة بحجم الاستثمار في هذا القطاع، سواء الاستثمار المالي الذي يتجاوز المليارات سنوياً، أو الاستثمار في صحة الإنسان، بحصوله على الرعاية الصحية الجيدة، وبخيارات متنوعة، تتناسب مع ما يطمح إليه من خدمات. 
الأقلية ما زالوا من دون تغطية تأمينية، وتلك الفئة يجب توفير البدائل لها، حتى تحصل على الرعاية الصحية، لأن هناك الكثير من المواقف الإيجابية في مستشفياتنا الحكومية والخاصة، التي تقدم الرعاية للمريض، وقد تتنازل عن الرسوم للحالات الإنسانية، فهذا ما اعتدنا عليه في الإمارات، خاصة أننا نجد مرضى إقامات طويلة في المستشفيات الحكومية، وتجاوزت فواتير بعضهم مليون درهم، وبتكاتف الجهود يخرجون من المستشفى، لنقلهم إلى منازلهم أو تسفيرهم إلى مواطنهم، دون أن يتحملوا أي كلفة مراعاة لوضعهم المادي وحالتهم الإنسانية. 
من جانب آخر، تتكفل الجمعيات الخيرية بتسديد النفقات المترتبة على المرضى سنوياً، بمبالغ كبيرة، للحالات المعسرة، فالجميع ينالون الرعاية الصحية الجيدة، في ظل توفر منظومة صحية متكاملة وتغطية تأمينية جيدة.
ونتمنّى أن نشهد تطوراً أكبر في منظومة التأمين، وتوفير باقات بأسعار أقل كلفة وأعلى جودة، والأهم من ذلك إطلاق التأمين الصحي الاتحادي الذي طال انتظاره.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"