الربط الإلكتروني الكامل

حققت الدولة تقدماً ملموساً في الربط الإلكتروني بين عدد من الجهات، وهذا أسهم في تحقيق قفزات نوعية في معدل رضا المتعاملين وسعادتهم، فضلاً عن تميز خدمات تلك الجهات، وتقليل النفقات التشغيلية والمتمثلة في طباعة الأوراق وغيرها.
الربط الكامل بين الجهات الحكومية المحلية والاتحادية، ضرورة في المرحلة الحالية، في ظل ما حققته الدولة من تقدم واضح في عدد من المجالات، وحجزت لها مركزاً متميزاً على الخريطة العالمية.
الواقع أن التحول إلى الحكومة الإلكترونية بنسبة 100% هدف عملت عليه الدولة منذ سنوات مضت، وسنوياً ثمة مؤشرات توضح تحقيق نسب عالية من الوصول إلى الهدف، ولكن بعض الجهات ما زالت تقدم خدماتها بطريقة تقليدية، مستعينة بحضور المراجع للمؤسسة وتصوير وطباعة الأوراق، وفي أحيان أخرى هناك خدمة ذكية على تطبيق المؤسسة، وفي الوقت نفسه، طلب مراجعته للمؤسسة لاستكمال الخدمة، ليزيد العبء عليه، بملازمته الهاتف لقرابة الساعة، بإرفاق المستندات واستكمال المطلوب، ومن ثم الذهاب إلى المؤسسة واستكمال الإجراءات للانتهاء من الخدمة، في حين أنه من الممكن الانتهاء فعلياً من الخدمة بكبسة زر.
وإشكالية أخرى، أن هناك مؤسسات لا يوجد ربط إلكتروني بينها وبين مؤسسات أخرى، رغم أنهم يقدمون الخدمة في القطاع نفسه، فيضطر العميل للذهاب إلى المؤسستين وطباعة الأوراق نفسها لكلتيهما، للحصول على الخدمة والانتهاء منها.
الربط الإلكتروني بين الجهات المحلية والاتحادية كافة، والقطاع الخاص أيضاً، سيرفع من مستوى جودة الحياة في الدولة، ويرفع من مستوى الخدمات الحكومية، التي تفوقت فعلياً بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وأسعدت الشعب، وقللت نسب الانتظار، وكذلك نشهد تنافساً كبيراً بين المؤسسات في تطوير خدماتها، من أجل سعادة المتعاملين، وهذا ما عهدناه في الإمارات، فالجميع يطمحون ويعملون للوصول إلى الرقم واحد.
الإنجاز الكبير في التحول نحو الخدمات الرقمية بالدولة، بات دافعاً للمؤسسات للاستمرار بتحديث الخدمات الإلكترونية، وتعزيز ريادة الدولة في الخدمات الحكومية التي تقدم عبر الوسائل التقنية المختلفة، وخلق نموذج إماراتي متفوق في الحكومة الرقمية، للوصول إلى الجمهور بكبسة زر، وتحقيق أعلى معدلات سعادة المتعاملين.
يفضل أغلبية أفراد المجتمع الحصول على الخدمة عبر خدمات حكومية ذكية، التي تمتاز بالسهولة في الاستخدام، وتكون مفعلة على أرض الواقع، خاصة أن تلك الخدمات اختصرت عليهم الكثير من الوقت والجهد والمسافات، وودعوا خلالها الأرتال الطويلة.
السباق مستمر، والتنافس يزيد كل يوم في وطننا، من أجل الوصول للصدارة، في كل المجالات، وستحقق الإمارات إنجازاً جديداً بعد استكمال مشروع الحكومة الإلكترونية، والربط الكامل بين الجهات المحلية والاتحادية بالدولة.

[email protected]