معنى حقيقي لحياتك

01:58 صباحا
قراءة دقيقتين

ربما تساءلت يوماً حول ما إذا كان باستطاعتك أن تضيف معنى لحياتك وتجعلها أكثر إثارة وعمقاً وقيمة، ربما حاولت مراراً وتكراراً لكنك دائماً ما تعود إلى نقطة الصفر، ولا تدري ما تفعل لجعل الحياة عالماً من النجاحات والنقلات النوعية لا على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الفكري والروحي والنفسي. فكيف تجعل لحياتك معنى حقيقياً لها.
إن جعل حياتك ذات معنى لا يعني أن عليك القيام بأمور غير اعتيادية أو غير مألوفة، بل يمكن للأمور الصغيرة أن تُحدث فرقاً حقيقيّاً، مثل امتلاك شغف يوقد بداخلك الطاقة والرغبة في التقدم والتحسن باستمرار، إن الشغف يعتبر الوقود الذي يدفع الإنسان إلى العمل والسعي والكفاح من أجل أهدافه، إنه يعطيك إحساساً بالمسؤولية ومعنى أكبر لوجودك، لأنك موجود لتحقق ما تحب وما أنت مولع به، فابحث عما أنت شغوف به وقرر أن تتحدى كل الصعاب للوصول إلى حيث تريد، يقول دينيس ديدرو: «وحده الشغف، الشغف بالأمور العظيمة، يستطيع أن يسمو بالروح إلى مقامات عالية جدّاً».
ولتجعل حياتك أكثر عمقاً قم بخلق علاقات مع الآخرين، أسّس شبكة قوية من المعارف والأصدقاء، وساعد الجميع من حولك، إن تحفيز الغير وتقديم أي مساعدة معنوية أو مادية له أثر السحر في الروح، ويجعل حياتك ذات مغزى أكبر، ابحث كذلك عن أشخاص إيجابيين يشاركونك الأحلام ذاتها أو أحلاماً تشبه أحلامك ولديك وإيّاهم هوايات مشتركة، وستفاجأ بالأثر الكبير الذي سيتركونه على حياتك والعكس صحيح.
كن واقعيّاً في نظرتك إلى الحياة، فلا تبالغ في السلبية ولا في الإيجابية، وبذلك لا تصاب بخيبات الأمل الكبيرة، وتبقى قادراً على حل المشكلات ومجابهة الصعوبات. تحمل كذلك مسؤولية حياتك، فعندما تتخلى عن لوم الآخرين والظروف وتنسب أي فشل أو نجاح لنفسك فحسب، عندها تتمكن من إخراج الطاقات الدفينة بداخلك، والغوص إلى أعماق الذات لاستكشاف ذاتك أكثر، حيث ستُدهش من القدرات التي لم تكن في السابق تدري أنك تملكها.
من الأشياء التي تضيف معنى لحياتك أيضاً هي قراءة الكتب القيمة ذات المعاني الإنسانية العميقة، التي تشحذ الوجدان وتغذي الروح وتنمي العقل. فاحرص على قراءة أمهات الكتب كل يوم، إلى جانب حرصك على جسدك من خلال الطعام الصحي وممارسة الرياضة؛ إذ لا يمكن لإنسان أن يستشعر لذة الحياة ومعناها بجسد مُتعب طوال الوقت، بحيث يجرّ نفسه جرّاً إلى عمله كل صباح، ويعود في المساء منهار القوى. لذا خصص وقتاً منتظماً للرياضة اليومية لتحافظ على طاقتك وعافيتك.
في النهاية، إن كنت تريد أن تضيف معنى لحياتك، فاتخذ الكتاب القيّم صديقاً دائماً، وعمل الخير رفيقاً أبديّاً، ومحبة الآخرين مشكاة تنير الطريق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"