مستقبل التراث الإماراتي

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

في مستهل موسمه الثقافي لعام 2021، الأربعاء الفائت 20 يناير، كان «التراث بين ناقليه ومستقبليه» عنوان المحاضرة التي نظمها فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، برأس الخيمة، للباحث التراثي والتاريخي الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ في قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات، وجاءت فاتحة الأمسية بالتساؤل الآتي: «ما الفكرة التي يريد المحاضر عرضها من التراث المستهدف من أمسية هذا اليوم؟ هل هو التراث الواقع بين قطبي المعادلة الزمنية التعاقبية: جيل ناقلٌ للتراث وجيلٌ مستقبل له، حيث النقل والاستقبال يأتيان بشكل طبيعي بتلقائية الممارسة البشرية؛ كالأمثال مثلاً المبنية على ما جرى من أحداث في عصر ما من العصور الفائتة، أو كسلوك الأفراد وممارساتهم اليومية بحسب البيئات التي ينتمون إليها..؟! أم ثمة ثيمات وشواهد أخرى ضمن الملف المعد لهذه الليلة الثقافية التراثية الثرية بما هو حي وحيوي، كالتراث المادي مثلاً»..؟!
هكذا جاء السؤال المفعم بالترقب، لما سوف يبوح به المُحاضر الذي أمسك بزمام المحاضرة في تلك الأمسية، معبراً عن الفكرة بمعادلات قولية تمهيداً لما سوف يطرحه فيما بعد، من تساؤلات وتوضيحات ومقترحات وتوصيات معنية بمستقبل التراث الإماراتي؛ يقول «عندنا الآن التراث؛ عندنا ناقلون، وعندنا مستقبلون، ويبقى الفراغ هنا: كيف نوصّل بين الأمرين؟! إذ قد يكون الناقل هو نفسه حامل التراث، وقد يكون شخصاً آخر ينقل التراث إلى آخرين؛ هنا فكرة المحاضرة: كيف نوصّل العلم الذي لدى الناقلين، ومن يوصّل ذلك العلم إلى المستقبلين، وكيف تكون ردة أفعال أولئك الأشخاص؟!».
ويضيف «ثمة دوائر قد يكون الإنسان فيها متباعداً، لكنها متقارب بعضها مع بعض؛ فحين الحديث عن «تراث»: (تواصل، سنع، أجيال، فنون شعبية، دعم، توثيق أكاديمي، تدريب، دراسة علمية)، فإنها جميعاً تصب في معيار التاريخ، الذي هو الأساس الذي يجمع كل هذه الدوائر المملوءة بمعاني خاصة تشمل التراث».
إذن، هي شجرة تراثية وارفة الظلال وغنية بثمار يقتطف منها المحاضر ثمرة واحدة «الفنون الشعبية الغنائية»، يضيء من حيث تواصل الأجيال بسؤال مفصلي: كيف المحافظة على التراث الغنائي الشعبي من حيث الأداء الفني وليس الجانب الأكاديمي؟!
وإذن، حتى تتم هذه المحافظة المنشودة، لا بدّ من وجود أجيال تتعاقب في نقل التراث الأدائي للفنون. وحتى توجد هذه الأجيال في المشهد التراثي، مخلصة وناقلة أمينة لما بعدها من أجيال، لا بدّ من وجود مؤسسات وهيئات ذات اختصاص التراثي المتنوع، تكون داعمة مادياً ومعنوياً، ومشجعة على إقبال الأفراد على تعلم تلك الفنون الشعبية وأدائها بروحها التراثية الخليجية الأصيلة؛ وهنا، لا بدّ من دعم جمعيات التراث الشعبي، لتقوم بواجباتها المنوطة بها، وبدورها تجاه المحافظة على التراث بكل صوره وأشكاله، بتحفيز العناصر البشرية وتدريبها، بما يؤدي إلى تعاقب الأجيال في تسلّم الراية التراثية الإماراتية، والأخذ بهُويتها نحو المستقبل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"