الإقبال اللافت على مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على مستوى الدولة، يعكس مدى الوعي الصحي لدى غالبية أفراد المجتمع، والتعاون بين مختلف القطاعات الصحية والجهات المختلفة من جهة وأفراد المجتمع من جهة أخرى، الذين سارعوا منذ اللحظة الأولى إلى الالتزام بالتعليمات للحصول على اللقاح سواء من خلال حجز المواعيد، من خلال التطبيقات المتاحة لهذا الغرض، أو مراجعة مراكز التطعيم المنتشرة في جميع مناطق الدولة التي تعطي اللقاح.
المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها الإمارات في التعامل مع جائحة كورونا، وعلى رأسها توفير اللقاحات لجميع المواطنين والمقيمين مجاناً وقد سبقت دول العالم في ذلك، تؤكد مدى الاهتمام الذي توليه قيادة وحكومة الدولة للمواطنين والمقيمين على أرضها، فأصبحت الإمارات اليوم تتصدر دول العالم في العديد من المؤشرات المتصلة بالتعامل مع جائحة كورونا، ومنها أول دولة تتخطى فيها الفحوص عدد السكان.
الانتشار الواسع لخيم ومراكز الفحص، وخيم ومراكز إعطاء اللقاح في جميع أرجاء الدولة وبين الأحياء السكنية يبعث على الطمأنينة، ويعكس الاهتمام المتنامي لإعطاء اللقاح لأعلى نسبة من المواطنين والمقيمين، وهذه الجهود المتواصلة تؤسس لمرحلة مقبلة مهمة محورها اختفاء الأعداد اليومية من الإصابات الجديدة والانتقال بالجائحة إلى مرض فيروسي عادي، بعد اكتمال تطعيم غالبية السكان، وقد احتلت الإمارات الآن المرتبة الثانية عالمياً في مجموع جرعات اللقاح الموزعة لكل 100 شخص، ليصبح كغيره من الأمراض الفيروسية العادية.
المتتبع للإجراءات والاستراتيجيات التي تنتهجها القطاعات المختلفة في الدولة في التعامل مع الجائحة يتضح له مدى التوازن الذي تحرص عليه الدولة في المحافظة على سلامة المواطنين والمقيمين في الدرجة الأولى، واستئناف الأنشطة الاقتصادية وعودة الحياة الطبيعية، وهذا في حد ذاته أنموذج فريد من نوعه عالمياً، حقق نجاحاً لافتاً في التعاطي مع الجائحة ومواجهتها باقتدار، والمضي قدماً في مواجهة تداعيات الفيروس وفق أسس علمية.
هذه الجهود اللافتة تتطلب من كل فرد في المجتمع أن يتحمل مسؤولياته، وأن يبادر إلى مراكز التطعيم للحصول على اللقاح المجاني، وإجراء فحوص دورية لاستبعاد الإصابة حماية للآخرين، ولا يقل أهمية عن ذلك الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بالذات لبس الكمامة بشكل صحيح في الأماكن العامة وفي مواقع العمل، وتجنب المناطق العامة المغلقة إلا في حالات الضرورة لمساعدة الجهات المختصة في الحد من الإصابات.
