مسار المسبار

01:20 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا كان الفضاء من فضة، فمسبار الأمل من ذهب، يذهب بالإمارات إلى عتبات المستقبل الخارجي، ليحط رحاله على «الكوكب الأحمر» في تمام الساعة 7:42 من مساء اليوم الثلاثاء، عبر رحلة مكوكية «مرّيخيّة» انطلاقاً من مركز «تانيجاشيما» الفضائي في اليابان، في 20 يوليو 2020، وصولاً من «مركز محمد بن راشد للفضاء» في رحلة استغرقت 83 ساعة متواصلة في ظل أجواء جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ أواخر العام 2019، لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة بذلك، خامس دولة عالمية تطأ بأحلامها «جغرافية المريخ» بعد الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند، بما أهّلها لأن تصبح عضواً في «نادي مستكشفي المريخ» الذي يضم 7 دول فقط، ولتكون أول دولة عربية وإسلامية تحقق هذا الحلم الحامل للطموحات العلمية والعملية، في مهمة تستغرق (سنة مرّيخيّة) واحدة (687 يوماً أرضياً)، حيث يتشابه «كوكب المريخ» مع «كوكب الأرض» من حيث امتلاكه للفصول الأربعة خلال العام، وتُغطي طبقات من الجليد قطبيه الجنوبي والشمالي، ولأن المهمة الإماراتية الفضائية ليست ترفيهية أو بغرض فرض عضلات استعراضية، أو من باب الدعاية الدولية، فإن «الأهداف العلمية» لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تتمثل في «رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ».
كما سيعمل فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» على: (1) التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة (2) دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء (3) تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ (4) تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة (5) مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة (6) الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ (7) البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
تلك هي الخطة الاستراتيجية الفضائية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي رسمت في خريطتها الذهنية أن يكون احتفالها باليوبيل الذهبي في 2 ديسمبر 2021 بمواصفات خاصة، تليق بما حققته من نهضة حضارية في جميع المجالات وعلى جميع الصُّعُد والمستويات المختلفة الطبع والطابع؛ منذ عامها التأسيسي 1971، مروراً بأعوامها الراسخة في التاريخ الوطني الإماراتي وفي الذاكرة العربية والعالمية، وصولاً إلى العام الجاري 2021، عام الاحتفال باليوبيل الذهبي الذاهب إلى المستقبل بالقوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما يؤكد مسارها الصحيح نحو ذهابها إلى مئويتها الزمنية في 2 ديسمبر 2071.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"