عادي

تريندز يعلن عن مبادرة «شبكة المراكز البحثية الدولية لدعم الأخوة الإنسانية»

16:43 مساء
قراءة 4 دقائق
1

أبوظبي: «الخليج»
عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، حلقة نقاشية «عن بُعد» تحت عنوان: «نحو منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية» بمشاركة نخبة من رجال الدين يمثلون الديانات المختلفة، ناقشوا خلالها الجهود العالمية والمبادرات الرامية إلى تعزيز الأخوة الإنسانية باعتبارها السبيل نحو مواجهة تيارات التعصب والتطرف والكراهية التي تسود العديد من مناطق العالم.
وبدأت فعاليات الحلقة النقاشية بكلمة افتتاحية للدكتور محمد عبدالله العلي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «تريندز»، ألقاها نيابة عنه، الباحث في المركز سلطان العلي، التي رحّب في مستهلها بالمشاركين في هذه الحلقة النقاشية التي تأتي بعد أيام من احتفال العالم للمرة الأولى في الرابع من فبراير الجاري باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
 وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، أن العالم أحوج ما يكون هذه الأيام إلى إعلاء قيم الأخوة وترسيخ القواسم الإنسانية المشتركة بين البشر، ليس لمواجهة تيارات التعصب والتطرف والتمييز التي تجتاح العديد من مناطق العالم، وتقف وراء حالة الفوضى وعدم الاستقرار السائدة في المشهدين الإقليمي والدولي فقط، وإنما لإعادة الاعتبار إلى منظومة القيم والأخلاق في العلاقات الدولية أيضاً.
 وأشار إلى أن العالم الآن في حاجة أيضاً إلى منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية، والتأسيس لثقافة عالمية تُعلي قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر والتضامن في مواجهة التحديات، وتتصدى لكافة مظاهر الكراهية.
 
مبادرة شبكة المراكز
وأعلن دكتور العلي، عن مبادرة «شبكة المراكز البحثية الدولية لدعم الأخوة الإنسانية»، كخطوة يتبناها مركز «تريندز» لدعم الجهود الرامية إلى إنشاء منظمة عالمية للأخوة الإنسانية تضم كافة الأديان على مستوى العالم، تنطلق في أهدافها من العمل على نشر القيم الإيجابية الخاصة بالتسامح والتعايش واحترام المختلف والقبول بالتنوع ونبذ الكراهية والعنصرية والإيمان بوحدة المصير الإنساني.
وأوضح أن مركز «تريندز» وضع في مقدمة أولوياته العمل على تعزيز ثقافة الأخوة الإنسانية، ودشن لذلك برنامجاً بحثياً متخصصاً يحمل عنوان «التسامح والتعايش».
 كما طرح المركز، في الإطار نفسه، مبادرة العام الماضي تحمل عنوان «مواجهة خطاب الكراهية»، ودعا مراكز البحوث والدراسات إلى التركيز في أنشطتها المختلفة من إصدارات، وندوات، ومؤتمرات إلى تفكيك خطاب الكراهية الذي تروج له قوى التطرف، سواء كانت إسلاموية أو يمينية، والعمل على كشف مخاطره التي تمثل تهديداً واضحاً لقيم الأخوة الإنسانية على الصعيد العالمي.
 وأشار إلى أن هذه الحلقة النقاشية تندرج ضمن هذه الرؤية، ومن منطلق إيمانه بأهمية دور مراكز التفكير في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز أسس الأمن والسلم والاستقرار إقليمياً ودولياً، وخاصة في ما يخص موضوع «الأخوة الإنسانية».
 
 الحلقة النقاشية

أدار فعاليات الحلقة النقاشية الدكتور محمد فريد عزي الباحث في مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، الذي أشار إلى أن الهدف من وراء هذه الحلقة هو إلقاء الضوء على الجهود والمبادرات التي من شأنها تعزيز الأخوة الإنسانية، وبناء منظومة عالمية تقود هذه الجهود.
الأخوة الإنسانية: المفهوم والمرتكزات والمنطلقات
 وتطرق يحي سيرجيو ياهي بالافيتشيني، نائب رئيس المجتمع الديني الإسلامي الإيطالي، في كلمته إلى مرتكزات الأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» الموقعة في أبوظبي في فبراير 2019 تتيح فرصاً لإرساء أسس حوار بين الأديان وتساعد على ترسيخ مرتكزات لمعرفة الدين أو الأديان بشكل أفضل وجعلها معروفة بطريقة سليمة بعيدة عن أي استغلال من جانب أي جماعة.
 وقال إنه إذا تمكنا من خلال «وثيقة الأخوة الإنسانية» من تنفيذ التدريب والمعرفة والتعليم وتحقيق التعاون بين الأديان، فإننا سنستطيع التغلب على العنف والتمييز والجهل بالأديان لاسيما دين الإسلام تحديداً، وبالدين اليهودي والمذاهب المسيحية، مثل الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، وبالهويات الدينية الأخرى مثل البوذية وغيرها.
 وأوضح بالافيتشيني، أن وثيقة الأخوة الإنسانية، ساعدت على خلق تطابق وتعاون بين الهويات المتعددة والأديان المختلفة في ظل حالة من احترام مختلف المجتمعات والهويات والأديان؛ فالجميع مواطنون سواء من بلدان غربية أو شرقية يؤمنون بالله، وهو أمر مهم؛ حيث تساعد هذه الثقافة على أن يصبح مفهوم المواطنة ثقافياً وقانونياً أكثر جدية؛ حيث يمكن للشخص أن يتفاعل كمؤمن أو كعلماني مع أي مجال في المجتمع.
 
آليات تعزيز ثقافة الأخوة
 
وتناول د. محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في الإمارات، في كلمته التي ألقاها أمام الحلقة النقاشية آليات تعزيز ثقافة الأخوة الإنسانية عالمياً، مشيراً إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقع عليها ممثلو أكبر ديانتين في العالم في أبوظبي بتاريخ فبراير 2019 تنطلق من المشترك الإنساني وتعمل على تعزيزه وتأصيله بثقافة التسامح والحوار لخلق عالم يسوده الوئام.
 وأوضح د. بشاري، أن ظهور الهويات المقاتلة باسم الدين إنما هو انعكاس لقراءة خاطئة للنصوص الدينية سواء من قبل أحزاب الإسلام السياسي أو من الجماعات المتطرفة.
 
التحديات والفرص
وتناول جيل أمانويل جاكيه، محلل بأكاديمية جنيف للدبلوماسية والعلاقات الدولية بسويسرا، في كلمته فرص بناء منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية، والتحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أن هناك مقاربات لإلقاء اللوم على الأديان وتحميلها مسؤولية الصراعات والأزمات التي يشهدها عالم اليوم، وهذا ينطوي على مفاهيم نمطية وجهل بحقيقة الأديان والقيم التي تحض عليها.
 وأكد أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت من أبوظبي في فبراير 2019 وثيقة مهمة تجمع كثير من المدارس والأفكار والقيم اللازمة لبناء أسس فهم أفضل بين أتباع الأديان المختلفة، وتعزيز التعاون والسلام العالمي. وحذر السيد جيل، في سياق متصل، من خطورة انتشار الأفكار الخاطئة حول الأديان، خاصة تلك التي تسعى إلى تحميلها كل مآسي البشرية.
 
خارطة طريق
طرح المشاركون في نهاية هذه الحلقة النقاشية مجموعة من التوصيات التي تشكل خارطة طريق لكيفية بناء منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية، أبرزها، العمل على تعزيز قيم الإنسانية في كافة المجالات التي ترتبط بتحقيق التنمية البشرية، وتطبيق المبادئ الأساسية لوثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها السبيل إلى بناء مجتمع إنساني أفضل.
كما أوصى المشاركون في الحلقة النقاشية بضرورة العمل على تصحيح صورة الآخر في المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام المختلفة، والتركيز على وضع منظومة قيمية إنسانية مشتركة تحترم الاختلاف والتنوع وتعزيزها بمختلف الصور والآليات، وعدم استغلال الدين وتوظيفه في الصراعات السياسية بين الدول وإيجاد عالم يسوده السلام والأمن والاستقرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"