عادي
أكبر لوحة فنية على القماش في العالم

دبي.. بوابة «رحلة الإنسانية» إلى «جينيس»

18:41 مساء
قراءة 5 دقائق
1
لوحة

انطلاقاً من دبي التي يتخذها مقراً له، نجح الرسام البريطاني ساشا جفري، وهو أحد الرموز الفنية الداعمة للأعمال الإنسانية ومن أشهر الفنانين المعاصرين، في دخول موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية العالمية، بعمل بالغ التميز، وهو لوحة فنية على القماش تُعد الأكبر من نوعها في العالم، وتحمل عنوان «رحلة الإنسانية» بمساحة 17 ألفاً و176.6 قدم مربعة.
وتعد اللوحة أكبر مبادرة اجتماعية وفنية وخيرية عالمية في التاريخ، وتأتي في إطار المبادرة الخيرية «إنسانية مُلهَمة»، التي تم إطلاقها برعاية سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بالشراكة مع كلّ من «دبي العطاء»، العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنتجع أتلانتس النخلة بدبي، وبدعم من وزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم، وتهدف إلى جمع 30 مليون دولار للإسهام في تحقيق تغيير إيجابي في حياة الأطفال الأكثر احتياجاً حول العالم، والأكثر تضرراً من آثار جائحة فيروس «كورونا» في المناطق الأكثر فقراً، وبتأييد أكثر من 100 شخصية عالمية حتى الآن.
يعكس هذا الإنجاز، في بُعديه الإبداعي والإنساني، أثر البيئة الداعمة التي توفرها دبي للمواهب الخلاقة والمناخ المناسب الذي يمكّنهم من إطلاق أفكار مبتكرة، تصب في مصلحة الإنسانية، وهو أيضاً ما يتفق مع نهج دبي في تعزيز العمل الخيري والإنساني وتوسيع نطاقه عالمياً، انطلاقاً من التاريخ الطويل الذي تتمتع به دبي، والإمارات على وجه العموم، في هذا المجال، حيث تعد مساعدة المجتمعات الأقل حظاً، لاسيما في مجال توفير أسباب الحياة الكريمة للأطفال، أحد أهم الأهداف التي توليها دولة الإمارات اهتماماً كبيراً، ما ينعكس في تصدرها قوائم الدول المانحة للمساعدات الإنسانية التنموية لعدة سنوات على التوالي.
سبعة أشهر
نفّذ ساشا جفري لوحته «رحلة الإنسانية» داخل القاعة الكبرى في منتجع أتلانتس النخلة، التي قام بتحويلها إلى استوديو رسم، إذ أمضى فيها سبعة أشهر كاملة بدءاً من مارس/ آذار 2020 وحتى سبتمبر/ أيلول من العام ذاته، إذ واصل العمل بواقع 20 ساعة يومياً، مستخدماً 1065 فرشاة رسم، و6300 لتر من الطلاء لتنفيذها. وتمكَّن جفري من الوصول إلى أكثر من 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم من خلال هذه القطعة الفنية الشهيرة.
وقال جفري: تشرفتُ بدخول لوحتي «رحلة الإنسانية» إلى «جينيس»، وهي مجرد البداية لمسيرة مبادرة «إنسانية مُلهَمة»، فاللوحة والمبادرة هما أكثر بكثير من مجرد قطعة فنية، إذ يهدفان إلى إحداث تغيير إيجابي حقيقي في المجتمعات من خلال قلوب وعقول وأرواح أطفال العالم، وكلاهما يمثل نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
وأضاف: إذا كان بإمكان شخص واحد أن يعمل لمدة 20 ساعة في اليوم، وينام أربع ساعات فقط، لفترة سبعة أشهر متواصلة يرسم خلالها بمفرده لوحة تزيد مساحتها على 17 ألف قدم مربعة، فلكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يقوم به 7.5 مليار شخص إذا عملنا معاً ووضعنا حداً للتمييز بين البشر، والحكم على الآخرين، واتباع الأجندات. هدفنا عالم واحد.. روح واحدة.. كوكب واحد.
70 قطعة 
قال شادي جاد مدير تسويق أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «جينيس»: إن أكبر لوحة فنية على القماش هي إنجاز مميز لجفري، وبالتأكيد ستلهم هذه القصة الكثيرين حول العالم. نود أن نهنئ جفري وكل الذين شاركوا في هذا الإنجاز الاستثنائي.
وتم تقسيم لوحة «رحلة الإنسانية» الضخمة إلى عدة لوحات قماشية بعد ترقيمها وتوقيعها وفهرستها وتعليقها على إطار، وتُباع 70 قطعة من اللوحة بشكل فردي عبر أربعة مزادات خلال 2021، وسيتم جمع الأموال لمصلحة المبادرات الخيرية في قطاعات التعليم والاتصال الرقمي والرعاية الصحية وغيرها من المرافق، بالشراكة مع كلٍّ من دبي العطاء، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو»، ومؤسسة «جلوبال جيفت»، وبدعم من وزارة التسامح والتعايش، ووزارة التربية والتعليم.
وقال د. طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ل«دبي العطاء» وعضو مجلس إدارتها: يسرنا أن نهنئ ساشا جفري على هذا الإنجاز الفريد، الذي من شأنه أن يرسم ملامح مستقبل جديد للعديد من الأطفال والشباب المحرومين حول العالم. إنّ لوحة «رحلة الإنسانية» تبرز أهمية وقوة روح الفريق والعمل الجماعي وتأثيرهما الكبير في إحداث تغيير إيجابي. نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة الاستثنائية الرامية إلى تمكين ودعم المستفيدين منها، ومنحهم فرصة أساسية لتحويل حياتهم إلى عملٍ مميز من صنعهم».
ومن المقرر أن تعود هذه التحفة الفنية إلى قاعة منتجع «أتلانتس» الكبرى ليكشف عنها الستار رسمياً في 25 فبراير/ شباط الجاري، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع القطع لإعادة تكوين اللوحة الأصلية بعد تقسيمها لتحقيق أهدافها الخيرية.
وقال تيم كيلي نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام في أتلانتس دبي: نحن سعداء بدخول «رحلة الإنسانية» إلى موسوعة «جينيس» كأكبر لوحة قماشية فنية في العالم، وتشرفنا باستضافة جفري في المنتجع حيث قام بإبداع هذه التحفة الفنية الضخمة.
فخر واعتزاز
قالت الممثلة العالمية إيفا لونجوريا، الرئيسة الفخرية لمؤسسة «جلوبال جيفت»، وتعد أحد رموز العمل الخيري: نشعر أنا وماريا برافو، والمتبرعون لمؤسستنا وشركاؤنا في «يونيسيف» و«دبي العطاء» بكل الفخر والاعتزاز، ويسعدنا أن نتعاون ونكون جزءاً من المبادرة المهمة «إنسانية مُلهَمة»، إذ نواصل تعزيز علاقتنا الطويلة مع الفنان ساشا جفري، الذي جمع أكثر من 60 مليون دولار لتسليط الضوء على أهم القضايا في جميع أنحاء العالم. وأوضحت ماريا برافو مؤسِّسة «جلوبال جيفت» أن ساشا جفري أمضى وقته واستثمر موهبته ووظّف طاقته على مدى سنوات عدة للمساعدة في جمع الأموال الضرورية لدعم المؤسسة، وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية الدولية في مختلف أنحاء العالم.

رعاية صحية

استوحى ساشا جفري مبادرته الخيرية «إنسانية مُلهَمة» من رؤيته لتعزيز الروابط بين الناس وتقريبهم من بعضهم بعضاً في سبيل تحقيق عالم أكثر وعياً وتعاطفاً في فترة ما بعد جائحة «كوفيد-19». ويلتزم جفري بدعم مستقبل التعليم، فضلاً عن توفير الموارد المالية والدعم لقضايا الرعاية الصحية ومشاريع البنية التحتية في المناطق الأكثر فقراً في العالم.

وخلال الفترة من فبراير/ شباط الجاري إلى مايو/ أيار المقبل، يتم عرض بعض القطع المختارة من «رحلة الإنسانية» مع عدد آخر من الأعمال ضمن مجموعة جفري الشهيرة التي يبلغ عمرها 18 عاماً، في «جاليري ليلى هيلر» في السركال أفنيو في دبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"