قوارب النزهة

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

قرار وزارة التغير المناخي والبيئة بشأن تطبيق فترة حظر صيد أسماك القرش التي تشمل أسماك الراي؛ أي الأنواع المعروفة محلياً ب«اللخم»، يبدأ من أول مارس/آذار المقبل لمدة 4 أشهر، تزامناً مع مواسم تكاثرها، يأتي في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على الكائنات البحرية بأنواعها المختلفة، واستدامتها بذات الأنواع الأكثر عرضة للاصطياد، والحد من تناقص المخزون السمكي.
القرار نص على أنه يحظر على الوسائل البحرية المرخصة بغرض النزهة، صيد أسماك القرش بصورة قطعية ودائمة، وهنا مربط الفرس، حيث إنه في الأصل لا يسمح لقوارب النزهة بالصيد، وبالذات الصيد بكميات كبيرة وتجارية، لما لهذه الممارسات المخالفة من تأثير على سفن الصيد المرخصة.
الواقع يشير إلى مخالفات بالجملة تُرتكب من قوارب الصيد والنزهة، فنسبة من هذه القوارب تمارس الصيد التجاري، وتبيع المحصول للمحال والمطاعم، وهذا ما يفسر أن نسبة لا بأس بها من قوارب النزهة يتملكها أشخاص من ذوي الدخل المحدود، ورواتبهم متدنية، ما يؤكد وجود خلل في قضية الرقابة على قوارب النزهة.
المجلس الوطني الاتحادي وفي جلسة عقدت خلال فبراير/شباط الجاري، ومن خلال تقرير لجنة الشؤون الصحية والبيئية حول موضوع سياسة وزارة التغير المناخي والبيئة بشأن تحقيق التنمية المستدامة للموارد السمكية والحيوانية والزراعية، كشف ضعف الرقابة من الجهات المختصة على قوارب النزهة في ما يتصل بالتأكد من عدم تجاوزها صيد الكميات المسموح بها، إلى جانب المطالبة بوقف استخدام طرق ومعدات للصيد محظورة.
قضية قوارب النزهة واستخدام نسبة منها من قبل مالكيها للصيد التجاري، ليست جديدة، فهي قائمة منذ سنوات، وهذه الممارسات مخالفة ولها تأثير سلبي في سفن الصيد المرخصة. وضبط هذه المخالفات يتطلب تعاون مختلف الجهات المعنية ذات العلاقة؛ لأن قوارب النزهة تسوّق محصولها من الأسماك التي يتم اصطيادها، إلى المطاعم ومحال بيع الأسماك وهي أطراف مهمة.
هذا الموضوع يقودنا إلى قضية احتكار أسواق الأسماك من قبل البعض، بدءاً من الدلالين إلى أصحاب بسطات البيع، والخاسر الوحيد هو الصياد الذي يبيع محصوله بأسعار تكاد لا تغطي تكاليف رحلات الصيد. وتجار الأسماك هم من يجنون الأرباح من خلال مضاعفة أسعار البيع والتحكم فيها لما فيه مصلحتهم بالدرجة الأولى، فهل من استراتيجية شاملة تعيد ترتيب هذا الوضع القائم، لتشجيع أبناء الوطن من الشباب على الانخراط في الصيد والحفاظ على مهنة الآباء والأجداد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"