عادي

غموض حول إقامة كأس أوروبا 2020

22:01 مساء
قراءة 4 دقائق
يصادف يوم الأربعاء الثالث من مارس العد التنازلي لبقاء 100 يوم على انطلاق كأس أوروبا لكرة القدم، وسط الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية ومكان إقامة البطولة التي تم تأجيلها من الصيف الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا. من المقرر إقامة المباراة الافتتاحية بين تركيا وإيطاليا في 11 يوليو على الملعب الأولمبي في العاصمة روما، فيما يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن سبع مباريات في البطولة، بما فيها مواجهتا الدور نصف النهائي والمباراة النهائية. كان قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «ويفا» بتنظيم المنافسة لأول مرّة في 12 مدينة مختلفة على امتداد القارة العجوز احتفاء بالذكرى الستين لتأسيسها، تحدياً لوجستياً حتى قبل قيود السفر المشددة التي فرضها العديد من البلدان بسبب «كوفيد-19». تمكنت كرة القدم النخبة في الدرجات الأولى في غالبية الدوريات الأوروبية من الاستمرار بفضل بروتوكولات صحية صارمة وضعتها منذ الموسم الماضي، ولكن خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير وفي ملاعب خالية من الحماس والإثارة. في ضوء التحديات اللوجستية، تم نقل عدد من مباريات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» في الأسابيع الأخيرة إلى ملاعب محايدة نتيجة قيود السفر التي فرضها بعض البلدان للحد من انتشار السلالات الجديدة من الفيروس. ويصر الاتحاد القاري حتى الآن على إقامة (يورو) في 12 مدينة هي لندن، جلاسكو، دبلن، أمستردام، كوبنهاجن، سان بطرسبرج، بلباو، ميونيخ، بودابست، باكو، روما، بوخارست. إلا أن «ويفا» منح مهلة لتلك المدن حتى أوائل إبريل المقبل، للإبلاغ عما إذا كانت في وضع يسمح لها باستقبال المشجعين في الملاعب وما هي النسبة الاستيعابية. وقال السلوفيني ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة في يناير الفائت: المشجعون يشكلون جزءاً كبيراً من ميزة كرة القدم. يجب أن نفسح المجال أمامنا للسماح بعودتهم إلى الملاعب.
هل إنجلترا قادرة على استضافة البطولة أجبرت لوجستيات وقيود السفر، فضلاً عن العواقب الاقتصادية لخوض بطولة قارية خلف أبواب موصدة، الاتحاد الأوروبي على التفكير في خطة طوارئ. أدى ذلك إلى ظهور شائعات أفادت بنقل البطولة بكاملها إلى بلد واحد إذا كان ذلك من شأنه أن يساهم في بيع عدد أكبر من تذاكر المباريات. مع تقدّم بريطانيا في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا مقارنة بباقي البلدان المضيفة، وفي الوقت الذي يملك العديد من أندية الدوري الممتاز ملاعب كبيرة قادرة على استيعاب آلاف الجماهير، ذكرت تقارير صحفية عن إمكانية استضافة انجلترا للبطولة بأكملها. وقد تلقى 20 مليون شخص في بريطانيا الجرعة الأولى من اللقاح، في حين تخطط البلاد لتلقيح كامل مع حلول نهاية يوليو. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي صن» الثلاثاء إن انجلترا مستعدة لاستضافة مباريات إضافية عن تلك المقررة على أراضيها. كما أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تجري محادثات مع «ويفا» لتنظيم المزيد من المباريات في إنجلترا، على الأرجح في لندن، بسبب ارتفاع الإصابات في القارة وسط بطء في حملة التلقيح. وبعد أن قال متحدث باسم جونسون الأسبوع الماضي إن التقارير التي أشارت إلى إمكانية استضافة إنجلترا للبطولة بأكملها هي مجرّد تكهنات، أكد رئيس الحكومة أننا مستعدون لاستضافة كل المباريات الأخرى التي يرغبون في إقامتها إذا كانت هناك مباريات أخرى يريدون تنظيمها، فنحن مستعدون لاستضافتها، ولكن في الوقت الحالي، «ويفا» هو من يهتم بالمسألة.
ميزانية المونديال
في سياق متصل، أشارت «ذي صن» إلى أن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك سيعلن الأربعاء عن ميزانية قدرها 2,8 مليون جنيه إسترليني (3,2 مليون يورو) لملف مشترك بين المملكة المتحدة وإيرلندا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030. وفق خطة إعادة فتح البلاد التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية الأسبوع الفائت، سيسمح بحضور 10 آلاف مشجع أو ربع القدرة الاستيعابية بالنسبة للملاعب التي تتسع لأكثر من 16 ألف شخص، بدءاً من 17 مايو. فيما قد تشهد الملاعب مدرجات ممتلئة بالكامل بدءاً من 21 يونيو على أقرب تقدير. من المقرر إقامة الدور نصف النهائي والمباراة النهائية في 6، 7، و11 يوليو، إلا أن أولى المباريات التي ستستضيفها لندن ستكون في 13 يونيو. وإذا سارت خطة إعادة فتح البلاد بشكل جيد تزامناً مع تحسن الوضع الصحي، سيكون ملعب ويمبلي قادراً على استقبال الجماهير بسعة استيعابية كاملة في آخر مباراة من دور المجموعات والدور ثمن النهائي في ويمبلي. إلا أن الحكومة الأسكتلندية كانت أكثر حذراً حيال المسألة، ما يعني أن الوضع في جلاسكو أقل وضوحاً. مع ذلك، بعد قرابة العام من المباريات والمنافسات خلف أبواب مغلقة، قد يكون الاتحاد الأوروبي للعبة قلقاً من إمكانية تضاؤل اهتمام بعض المشجعين باللعبة الشعبية. كما من أنه غير المتوقع أن تكون ظروف المشجعين الراغبين في السفر لمؤازرة منتخبات بلادهم مريحة جداً. وقال رونان إيفان، المدير التنفيذي لرابطة مستقلة لمشجعي كرة القدم في القارة العجوز «فوتبول سابورترز يوروب» لوكالة الأنباء الفرنسية إن أفضل سيناريو محتمل هو أن تكون الملاعب ممتلئة بنسبة 25 إلى 30 في المئة، العديد من المشجعين الذين اشتروا تذاكرهم يخططون لإلغاء حجوزاتهم. وتابع: من المحتمل ألا تسمح بعض البلدان لحاملي التذاكر بدخول أراضيها إذا لم يكونوا من المقيمين، أو الدخول فقط عبر رحلات خاصة على أن يتم نقلهم بالحافلات من المطار إلى الملعب. هذا ليس احتمالاً ممتعاً للجميع. مع ذلك، فإن احتمال السماح بالحضور الجماهيري، على الأقل في بعض البلدان، وتخفيف إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء أوروبا مع حلول الصيف، يشكل الأمل في عودة الحماس والإثارة والشغف للبطولة. هذا ما يعوّل عليه «ويفا» تحديداً، لكن تنتظره قرارات صعبة بشأن كيفية إقامة البطولة، لا سيما إمكانية نقلها إلى بلد واحد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"