إدراك المستجدات

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

الإدارة الناجحة والمؤثرة، دائماً قادرة على التعاطي مع التحديات، بمنهجية مرنة تحفظ لها تميزها، أما «متواضعة الأداء» نراها ريشة في مهب الريح، لا تعي المستجدات، ولا تدرك المتغيرات، وليس لديها المحاولة لمواكبة التطورات، وهذا أبرز ما نشهده في مخرجات جائحة كورونا، ونلمسه بوضوح في الوقت الراهن، فهناك من أثبت كفاءته وتميزه، وهناك من أخفق فأظهر تواضع قدراته وإمكانياته.
هكذا الحال في إدارات المدارس، حيث إن لدينا إدارة متميزة، تعاملت مع الجائحة وتداعياتها بإيجابية، واستطاعت تحويل التحديات إلى فرص وإنجازات، وهناك إدارات فشلت في التعاطي مع فيروس كورونا، فعانت المزيد من مواضع الضعف، وعظمة فيها مواطن الخلل، وارتفع لديها سقف التحديات.
استوقفتني نتائج زيارات الرقابة الميدانية، لمدارس خاصة، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث رصدت العديد من التحديات التي تواجه بعض المدارس، التي ترتبط بشكل وثيق بالجوانب التعليمية والإدارية، فهناك إدارات تعاني ضعف القيادة المدرسية، التي لا تدرك تحت أي مظلة تعمل، ولا دراية لها بالمرجعيات لبعض الأمور، ولا مع من يتم التواصل «مدير النطاق أم إدارة التراخيص»؟!، وأخرى تعاني تدني أداء معلميها في المواقف الصفية، وعدم استجابتهم للملاحظات في الزيارات الصفية، فضلاً عن عدم أهلية بعض الإداريين للعمل في تلك المدارس.
مع ظهور الفيروس التاجي، لجأت بعض المدارس الخاصة إلى إنهاء خدمات معلميها، وإسناد مهامهم إلى الإداريين، في محاولة للتعامل مع التداعيات وتخفيض النفقات التشغيلية، وقلصت إدارات عدد معلميها، وذهبت تكلف المعلم الواحد ليدرس أكثر من مادة، حتى لو كانت في غير تخصصه، وهذا يكفي لتدني أداء بعض المعلمين، وعدم قدراتهم على التطوير، كما أن الإداريين لا يملكون كفاءة المعلمين، وليس لديهم مهارات وقدرات صناع الأجيال.
التغير المستمر في القيادة المدرسية «المدير - النائب» يأخذنا إلى عدم الاستقرار، الذي يضيع معه ملامح خطط واستراتيجيات واتجاهاتها وأهدافها المدرسة، هنا تأتي إلزامية المحافظة على القيادات المدرسية، والعمل على تطويرها، لنتمكن من الارتقاء بأداء الكوادر سواء تدريسية أو إدارية.
التحديات ليست مشكلة، ولكن الإشكالية الحقيقية، تكمن في أهمية الوقوف على الأسباب التي مكنت مدارس من التميز، والتداعيات التي جعلت الأخرى تعاني الضعف، فكلاهما أبدع خلال الجائحة، فالقيادة المتميزة، أبدعت في أداء رسالتها ورسم مسارات نجاحها، والأخرى أبدعت أيضاً، ولكن في زيادة ضعفها، وتدني أدائها وتواضع قدراتها.
نحتاج إلى معالجة عاجل لنقاط الضعف، وهذه التحديات، وعلينا بتقديم حقائب تدريبية وتأهيلية للإدارات، وإثراء أداء المعلمين في المواقف الصفية، ووضع إجراءات لتطوير مهاراتهم وقدراتهم، وتشديد الرقابة على من يستعين بغير المعلمين لتدريس الأبناء خلال التعلم عن بعد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"