«المستقبل» بعيون أبنائه

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا يريد الشباب، وأي مستقبل ينتظرهم؟ تطلعاتهم كثيرة وأحلامهم كبيرة، لكن عراقيل الحياة تصدهم أحياناً وتعطل مسيرتهم فيحيدون عنها أو يتراجعون. وفي الزمن الصعب الذي نعيش فيه، تبدو الرؤية ضبابية أمام شبابنا الذي يقف على عتبة بناء مستقبل سواء من خلال اختيار تخصص جامعي أو طرق أبواب العمل. وإذا كانت كورونا قد أثرت سلباً في الاقتصاد حول العالم، فقد تسببت أيضاً في زيادة أعداد العاطلين عن العمل في دول كبرى.
«مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» جاء في وقته ليطرح قضايا مهمة ومصيرية ويناقش «المستقبل» بعيون الشباب. لأنهم أمل الغد وبناة المستقبل، إذ من الضروري أن نسمع ونناقش ونفهم أفكارهم وتطلعاتهم، ونسهم في توجيههم نحو الطريق الصحيح. وإذا كانت الإمارات دولة حاضنة للمواهب ولأصحاب الكفاءات والمبتكرين والمميزين، فلأنها تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، تستثمر في شباب اليوم وتساعده وتدعمه كي ينجح في صناعة مستقبل مزدهر ويكون على قدر المستقبل الذي تتطلع إليه هذه الدولة.
التحديات أمام الشباب كثيرة وأبرزها فرص العمل، فهم يملكون الذكاء والكفاءة العالية والعلم والتكنولوجيا، ويحتاجون إلى مجالات جديدة تتسع لأحلامهم وقدراتهم وتواكب إنسان الغد وشكل الحياة في المستقبل.
«أكدت الكثير من الدراسات أن 149 مليون وظيفة جديدة ستنشأ بحلول عام 2025 وستعتمد في معظمها على مهارات المستقبل» وفق ما قالت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ما يعني أن حصر أبناء اليوم في المجالات التقليدية والضيقة والاعتماد على «الموروث» فقط من التخصصات، لن يساعدهم على خلق مستقبل مميز ولا إيجاد مكان لهم في عالم سريع التطور والقفز نحو المزيد من استغلال التكنولوجيا والعلوم في مختلف مجالات الحياة. هناك طبعاً مهن لن تختفي ولا يمكن الاستغناء عنها، لكن مساهمة الدولة في فتح آفاق واسعة أمام الشباب ينير طريقهم ويساعدهم في حسن اختيار العمل والمهنة التي يمكنهم الإبداع والابتكار من خلالها، وصناعة مستقبل مختلف ومميز.
الشباب وأولياء أمورهم يحتاجون «الدليل التوجيهي» المتطور، الذي يساعدهم على تحديد شكل المستقبل والعمل عليه منذ الآن، كي لا يبني كل منهم قصوراً من رمال ويصل إلى غدٍ غير واضح المعالم وبلا مهنة حقيقية في اليد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"