عادي
مرارة تبخّر الحلم الأولمبي تعتصر ثلاثي أم الألعاب

صرخة استغاثة لإنقاذ «قوى الإمارات» من الضياع

23:03 مساء
قراءة 6 دقائق
من منافسات التتابع في بطولة الدولة الأخيرة

متابعة: مسعد عبد الوهاب

وجه ثلاثة من لاعبي منتخب وأندية ألعاب القوى صرخة استغاثة عبر «الخليج الرياضي» للقيادات الرياضية لإنقاذ اللعبة من الضياع، في ظل كبوتها التي تعيشها بسبب عدم الاستقرار الإداري في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تراجع «أم الألعاب» ومعاناة اللاعبين من أبناء البلد في تلمس خطاهم نحو تحقيق طموحاتهم في تمثيل الدولة ورفع علمها فوق منصات التتويج الدولية، خصوصاً أن رياضة الإمارات مقبلة على أولمبياد طوكيو 2021.

«الخليج الرياضي» رصد الواقع الحالي للعبة عبر لقاءات مباشرة مع عدد من اللاعبين خلال مشاركتهم ببطولة الدولة الفرقية لألعاب القوى للرجال، تحدثوا وهم تعتصرهم المرارة عما ما وصلت إليه اللعبة من حال أشعرهم بضياع مستقبلهم؛ حيث يعانون الحرمان من الرعاية والاهتمام وعدم الإعداد بصورة مناسبة من خلال إيفادهم لمعسكرات ومشاركات خارجية من أجل تحقيق غايتهم الأسمى وهي رفع علم الإمارات فوق المنصات.

وبعدما تقطعت بهم السبل على خلفية الظروف الحالية التي يعيشها اتحاد اللعبة الموقوف عنه الدعم لأسباب تراها الهيئة العامة للرياضة تستدعي إيقافه، إلا أن اللاعب هو من راح ضحية ودفع الثمن، ما دعاه ليصرخ مناشداً بتخليصه من المعاناة، ليحقق حلمه بتمثيل الدولة ورفع علمها في المحافل الأولمبية والدولية.

ويقول لاعب المنتخب ونادي الشارقة محمد حسن النوبي (سرعات تخصص 100 و200): «ألعاب القوى مظلومة وعن نفسي أشتغل وأتعب طول السنة، لكني أحتاج خوض مشاركات ومعسكرات خارجية لأطور من مستوى وأحقق حلمي بإحراز إنجازات لبلدي في المحافل الدولية، فرقمي في المئة متر 10:33 ثانية وفي المئتي متر 21:16 ثانية، ولديّ الإمكانية لأطور أرقامي، لكني أحتاج الرعاية والاهتمام بإعدادي، وأشعر بالأسف لما آل إليه مصير اللاعب الدولي عمر السالفة صاحب الإنجازات، فقد تدربت معه مدة 5 سنوات واستفدت منه، وعندما رأيت ما حدث له وتوقفه، راودتني أنا الآخر فكرة التوقف لأني أتعب لكن «على الفاضي»، فدوامي في أبوظبي وأتدرب في نادي الشارقة وأسكن في أم القيوين، وليست لديّ مشكلة في الدوام فأنا أحصل على إجازات من دوامي من رصيدي لكي أتدرب، وكذلك النادي أبلغني لو تفرغت بأنه سيساعدني ويرسلني للبطولات خارجية والقصور يكمن في عدم التفرغ وهنا تكمن معاناتي».

ويواصل النوبي، سرد معاناته في الفترة الأخيرة، ويقول: «لا أحد يتواصل معي، بل وقطعوا عني كل شيء، وقد تواصلت مع الأمين العام صالح حسن ليضع لي حلاً فقال لي الموضوع في الهيئة العامة للرياضة، وأنا لاعب حقق فضية غرب آسيا في التتابع 4×100، ورصيدي أكثر من 20 ميدالية ذهبية بخلاف الفضيات والبرونزيات في مشاركاتي على المستوى المحلي وأريد مواصلة مشواري، لكني لم أجد الرعاية المناسبة، ولو وجدت الدعم والتفرغ أستطيع فعل الكثير لبلدي».

وتابع: «عندنا حالياً أفضل فريق في التتابع 4×100 عمر السالفة ونصيب سالمين ومهدي وأنا وهذا الفريق لم يتوفر للدولة في أي فترة مضت فريق بإمكاناته، ولكن أين الرعاية ودعمنا بالمعسكرات وخوض البطولات ونعرف أن الاتحاد ظروفه صعبة في الوقت الحالي، لكن هذا الأمر لا يد لنا فيه، فنحن الآن من يدفع الثمن».

واقع مرير

وفي فصل آخر من فصول المعاناة، يقول نصيب سالمين سعيد لاعب المنتخب ونادي النصر «سرعات»: «الواقع المرير يقول إن ألعاب القوى الإماراتية «منسية» والسبب مشاكل في اتحاد اللعبة لا تنتهي، وانعكست علينا كلاعبين سلبياً، ففي ألعاب القوى بالذات لو وجد الدعم المادي والمعنوي والإعداد بالمعسكرات والمشاركات الخارجية وجدت النتائج، لكن بكل أسف لا يوجد اهتمام ولا أحد يسأل عنا، وأنا تركت الدوام من أجل التفرغ للعبة التي راهنت عليها في تحقيق أغلى حلم لي وهو رفع علم وطني في الدورات الأولمبية، لكن للأسف أقولها بمرارة أشعر أن حلمي يتبخر على الرغم من أني سبق أن أحرزت ميدالية فضية في تتابع 4×100 بالبطولة الخليجية في السعودية، ولديّ إنجازات في ال200 م عدو وزمني فيها 20:50 ثانية.

ويوجه نصيب رسالة لإنقاذ حلمه وزملائه الراغبين في تحقيق حلم اعتلاء منصات التتويج الأولمبية: «أقول إذا توفر لنا الدعم ستوجد الإنجازات وأنا شخصياً يمكنني التقدم بزمني في ال 200 م ( 20:50 ثانية) لأنزل تحت ال20 ثانية وكل من لهم علاقة بألعاب القوى يعرفون أنه لو نزل اللاعب تحت ال20 فمعنى ذلك أنه يتأهل لبطولة العالم، ونناشد بأنه يوجد لدينا أفضل منتخب تتابع 4×100 في الوقت الحالي، ويمكنه إحراز ميدالية مضمونة للدولة لو وجد الفريق الدعم والرعاية نريد من اللجنة الأولمبية الدعم ومعسكرات فقط، وما يريدونه سيحدث، فنحن كلاعبين من الدوام للتدريبات ويمكن لنا المنافسة في آسيا وأيضاً في بطولة العالم، لدينا لاعبين بإمكانات عالية، وإذا وجدنا الدعم نستطيع الوصول، لأنه لا يوجد مستحيل، وقيادتنا الرشيدة علمتنا هذا وأنا كعضو في فريق التتابع أحلم ومعي زملائي برفع علم بلادنا وتشريف سمعتها فوق منصات التتويج الدولية».

إهمال شديد

ويقول مهدي أشرف سليمان لاعب السرعات بنادي النصر البالغ من العمر 23 عاماً: «لقد بدأت اللعبة منذ سنتين ونصف وأتدرب من السبت إلى الخميس بشكل يومي مع المدرب فاسكو مدرب نادي الشارقة، على الرغم من أنني لاعب نادي النصر، لكني وزميلي نصيب نتدرب مع المدرب فاسكو، ولا يوجد قصور من نادي النصر، لكن أتمنى الدعم واللعب في مشاركات خارجية لتمثيل الدولة».

ويواصل مهدي سرد معاناته بقوله: «في النهاية أنا لاعب ويهمني التدريب فقط، ولا يخصني أمور الاتحاد، لكن الواقع لا أحد يكلمنا من الاتحاد أو يتواصل معنا، ولا نعرف إذا كان يوجد رئيس اتحاد أم لا، وقد اجتمعوا معنا مرة واحدة من نحو سنة ونصف أو سنتين، وقتها قالوا ستعود ألعاب القوى والاهتمام بها ودعم للعبة، ومن بعدها لم نر شيئاً، واقعنا صعب ومرير نلعب بطولة واحدة «بطولة الأندية»، ولا تفيدنا بشيء فاللاعب يحتاج إلى معسكرات، وأنا بدأت اللعبة منذ سنتين ونصف كنت لاعب كرة طائرة 12 سنة في نادي النصر، وتركتها واتجهت لألعاب القوى وعندما جئت وجدت هذا الأمور في الاتحاد التي انعكست علينا كلاعبين بعدم الرعاية والاهتمام بإعدادنا لتمثيل الدولة، وأنا كلاعب هدفي الأساسي نيل شرف تمثيل بلدي وحلمي هو تشريف سمعتها باعتلاء منصات التتويج هذا هو هدفي باختصار، ولا يهمني من رئيس اتحاد ألعاب القوى حتى الأعضاء لا أعرفهم، لكن كنت آمل منهم في الاتحاد دعم اللاعب، لأنه لا أحد يكلمنا أو يسأل عنا، فأنا كلاعب مرشح للانضمام لصفوف المنتخب لكن لا يوجد اهتمام».

سؤال يفرض نفسه

وتساءل مهدي: «لماذا لعبتنا بالذات تعاني الإهمال الشديد، ألعاب القوى الإماراتي إذا ظلت على هذا الحال ستضيع، وبالنسبة لنا كلاعبين ما يهمنا هو الرعاية والاهتمام، خاصة أننا قادرين على تمثيل بلدنا خير تمثيل واعتلاء منصات التتويج هذا باختصار هو كل ما يعنينا وننتظر من يأخذ بأيدينا؟».

وختم مهدي تصريحاته بتوجيه رسالة إلى كل من يعنيهم الأمر بقوله: «هذه صرخة استغاثة أوجهها للهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية، وأتمنى أن تجد من يسمعها، أنقذوا ألعاب قوى الإمارات، نطلب الاهتمام باللاعبين نحن نتمرن ليلاً ونهاراً ونذهب للدوام، وهذا تعب شديد لأننا غير متفرغين، اللاعبون عادة هم من يدفعون ثمن المشاكل، وعلى الرغم من ذلك وكل ما أنا فيه من معاناة حققت المركز الثاني في بطولة الدولة الأخيرة في مسابقة 100 م عدو خلف محمد النوبي الأول، وأنا طموحي كبير، أعطوني الفرصة لأخرج كل ما عندي، أريد النجاح وأرفع علم بلادي».

محمد عامر يطالب بفرصته في تدريب المنتخبات الوطنية

ناشد محمد أحمد عامر النهدي، أحد الكوادر الوطنية الفنية في ألعاب القوى الإماراتية وصاحب الإنجازات والأرقام المشهودة في سجلات الاتحاد في المسافات المتوسطة والطويلة حتى الآن، اتحاد اللعبة بمنحه فرصته في تدريب المنتخبات الوطنية لألعاب القوى التي لم تأخذ حقها في مجال ‏تدريب ‏المنتخبات الوطنية للاستفادة من خبرته كلاعب سابق ومدرب حالياً.

وقال محمد: «الأرقام المسجلة باسمي والثابتة في سجلات اتحاد ألعاب القوى لم يتم تحطيمها منذ أكثر من 20 عاماً في مشاركاتي ببطولات ألمانيا ومانيلا والسويد وغيرها، وقد حصلت على الإشادة والتقدير كمشرف فني ومدرب في الأندية، وأنا الآن أوجه هذه المناشدة عبر «الخليج الرياضي» التي تعودنا منها مساندتنا ونقل مشاكلنا للمسؤولين؛ للإسهام في حلها، فأنا أطالب بإعطائي فرصتي في تدريب المنتخبات الوطنية». وأضاف: أناشد أيضاً الجهات المعنية بالاهتمام ورعاية اللاعب سعود الزعابي لاعب نادي العين؛ لأنه الأقرب حالياً لتحقيق زمن التأهيل الأولمبي في مسابقة 1500 متر ليشارك في أولمبياد طوكيو القادمة، علماً أن زمنه في بطولة الدولة الأخيرة 37: 52: 3 ق وأصبح قريباً للغاية من تحطيم رقم الدولة 23: 47: 3 ق المسجل باسم مدربه الحالي محمد عامر ويمكنه خلال شهرين تحقيق رقم التأهل لذات المسابقة وتمثيل الدولة في دورة الألعاب القادمة طوكيو 2021.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"