عادي

الفرجة في التفاعل

23:52 مساء
قراءة دقيقة واحدة
2

جدل كبير في كل العالم حول النشاط المسرحي عبر المنصات الافتراضية، ويرى كثيرون أن هذا الفن الذي يعتمد على الحضور المباشر للجمهور حول الخشبة لمتابعة العرض، حيث ينشأ نوع من التفاعل بين الممثل والمتلقي، هو الذي يحقق شرط الفرجة، فالأداء التمثيلي يرتفع أو ينخفض عند المؤدين بحسب استجابة الجمهور، فتلك الكيمياء التي تنشأ بينهما هي العامل والعنصر الأساسي في كل عرض مسرحي.

وقد اشتد هذا الجدل حول بث العروض المسرحية عبر الوسائط الإلكترونية خلال جائحة «كورونا»، وقادت إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية والتباعد الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعني عدم إمكانية التجمعات البشرية سواء في المسرح أو دور السينما أو أي مكان آخر، وأدى ذلك إلى ضرورة التفكير في المنصات الافتراضية كحل مؤقت إلى حين نهاية الأزمة، والواقع أن الفكرة نجحت مع الكثير من الأنشطة الإبداعية، لكنها فشلت في المسرح، الأمر الذي قاد إلى الحكم من قبل مشتغلين بهذا الفن القديم والراسخ، بأن المنصات الافتراضية لن تنجح في نقل أنشطة «أبو الفنون»، محتجين بأن المسرح هو فن الحياة، وهو ضرب إبداعي اجتماعي في حقيقته.

لكن بعض المسرحيين والنقاد، ذهبوا إلى ضرورة التفكير في حلول تؤدي إلى التصالح بين «أبوالفنون»، والتقنيات الحديثة، فأمام واقع الكوارث الطبيعية والأمراض، لابد للمسرح أن يستجيب للأدوات الافتراضية الحديثة، ومن هنا اتجه المبتكرون والمصممون التقنيون في التفكير في «مسرح افتراضي»، يقوم على تطوير وتسهيل وتفعيل نظام متكامل، بحيث تسمح المنصة للفنانين والمؤسسات والمسارح بالوصول إلى ما هو أبعد من الحضور الفعلي للجمهور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"