عادي
جواهر بنت عبدالله القاسمي:

السينما تساعد في تنشئة أجيال ملتزمة بقيم الإنسانية

23:10 مساء
قراءة 5 دقائق
5

تزخر فعاليات الشارقة بسلسلة فعاليات محلية ودولية، تعنى بتقديم الفن للطفل وتعزيز فرصه في اكتشاف مواهبه وإدراك دوره في مسيرة الدولة. ويبرز من بين هذه الفعاليات السنوية «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب» الذي يحظى باهتمام مباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. والمهرجان أحد النماذج المتفردة في المشهد الثقافي العربي الذي يحتفي بسينما الصغار واليافعين والشباب، ويفتح سنوياً أبوابه لاحتضان الموهوبين الإماراتيين والمقيمين مع أقرانهم من نجوم وصناع السينما العالمية.

حول الجهد والرؤية التي ينطلق منها المهرجان الذي تنظمه مؤسسة «فن» والأهداف التي يسعى إليها وما يحققه انعقاده من تكامل مع الحراك الثقافي في الإمارة والدولة، حاورت وكالة أنباء الإمارات «وام» الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، مديرة مؤسسة «فن».
قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي: إن المؤسسة تسعى إلى تنشئة جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة من الإمارات وعرضها في المهرجانات السينمائية والمؤتمرات الدولية. كما تهدف إلى دعم المواهب وتشجيعها من خلال المهرجانات والمؤتمرات وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي، إضافة إلى توفير شبكة مترابطة من الشباب الموهوبين والواعدين وتمكينهم من تبادل التجارب والخبرات على نطاق عالمي، وتشجيع عملهم في مجال الفن الإعلامي وصناعة السينما.
وعن رؤية «فن» تجاه السينما وتأثيرها في بناء أجيال واعية والاستثمار في طاقاتها، أوضحت أن «السينما ليست مجرد صناعة جامدة تقاس بحصيلة شباك التذاكر، بل هي لغة بصرية تتطلب من القائمين عليها تحقيق توازن بين الجوانب التقنية والإنتاجية وبين رسالة الفن التي تتوجه للجمهور الواسع، من هنا اخترنا أن يكون المهرجان ليس منصة لعرض الأفلام الجديدة وإنما لإشراك الأطفال والشباب في خوض تجربة صناعة الأفلام التي تعبر عنهم».
وأضافت: نؤمن بأن السينما ليست ترفاً، بل هي أحد أشكال الإبداع الأكثر تأثيراً في عملية التنمية وتنشئة أجيال ملتزمة بقيم الإنسانية وواعية بدورها تجاه البشر في مختلف أنحاء العالم وفي الوقت نفسه مدركة لقوتها في تحقيق التغيير المأمول لمستقبل بلادها. لهذا تواصل «فن» مساعيها نحو تنمية الذائقة الفنية من خلال الإعداد الجيد والانتقاء المدروس للمنتج السينمائي الذي يعرض في كل دورات المهرجان، فالارتقاء بالفن مهمة مجتمعية مؤسساتية مشتركة.
عن حجم اهتمام إمارة الشارقة بسينما الطفل،أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي أن «سينما الطفل تحظى بمكانة خاصة في ظل مختلف الفنون والأنشطة الثقافية التي ترعاها الإمارة، حيث ساعدت البيئة الفنية النشطة على انتظام ونجاح دورات المهرجان، إلى جانب التطور المستمر الذي طرأ عليها من حيث نوعية الأفلام وغاياتها الهادفة». ولفتت إلى أن الحيز الكبير الذي تمنحه الشارقة ل «الفن السابع» يأتي ضمن خريطة أنشطتها بهدف دعم إنتاج سينمائي عربي يراعي القيم الجمالية، ويلتحق بأحدث تقنيات صناعة السينما من خلال الاستفادة من تجارب عروض المهرجانات وما تقام على هامشها من حوارات وندوات وورش عمل.
وتابعت: بلا شك أن الحراك الثقافي والفني الذي تشهده الشارقة بصورة عامة، ينعكس على تطور البرامج والخطط المستقبلية في قطاعات الفنون في ظل مناخ حضاري تحرص عليه الإمارة من خلال الإطلال على الإبداعات العالمية، ومواكبة جديدها بما يسهم في إعادة صياغة روح العصر على أسس تنمي التذوق الإنساني المشترك. كما أن تراكم تجارب المهرجانات النوعية في الشارقة جعلها تكتسب طابعاً ملهماً يحفز الجمهور على التفاعل والاستفادة، ما يضفي على كل حدث قيمة معرفية وتعليمية تترسخ في وعي المشاركين من جميع الفئات.البعد التعليمي
حول توجهات «فن» في تنظيم الفعاليات والأنشطة المخصصة للأطفال والشباب، قالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: تحرص المؤسسة على البعد التعليمي في برامجها باعتباره وسيلة لتعزيز ودعم صناعة الأفلام والتصوير الفوتوغرافي وتصميم الجرافيك والرسوم المتحركة التي يبدعها الأطفال الموهوبون الذين يلتحقون بالورش الفنية المتخصصة بتنمية المهارات في هذا الجانب.
وأضافت أن «النهج الذي تبلور مع انتظام دورات المهرجان يركز على مفهوم التعلم المتواصل ونقل الخبرات بهدف تمكين الأطفال والشباب من صناعة وتذوق السينما. وانطلاقاً من هذه الرؤية، وفي إطار الاستعدادات للدورة المقبلة من المهرجان، تتهيأ «فن» لتأهيل أطفال من فئات عمرية مختلفة ضمن برنامج «تأهيل المحكمين الواعدين» بهدف تثقيف المشتركين سينمائياً، بما يؤهلهم لتقييم الأفلام والقيام بدور فاعل في لجنة التحكيم الخاصة بأفلام المهرجان، تجسيداً لمبدأ التمكين وارتقاءً بالوعي السينمائي لدى الأطفال من خلال إشراكهم في كل مراحل الإعداد والتنفيذ للحدث الذي يستهدفهم بعروضه».
وأشارت إلى أن للمؤسسة أجندة حافلة بالكثير من الورش وجلسات التدريب الافتراضية، كما أقيمت عن بُعد خلال الفترة الماضية الكثير من الفعاليات والجلسات الحوارية والورش التعليمية المتعلقة بالثقافة السينمائية وتقنيات صناعة الأفلام.
ترتيبات
حول كيفية تأثير المتغيرات التي يشهدها العالم جراء جائحة «كورونا» على الفن واستعدادات مؤسسة «فن» لتنظيم دورة جديدة من المهرجان، قالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: الأزمة الصحية العالمية عمقت النظر إلى الفن من خلال توظيفه عبر وسائط التلقي المتعددة، لتحقيق غاية استعادة الأمل وتحويل النشاط الفني إلى أداء ملهم في الأوقات الصعبة بعد مرور عام كامل من الإغلاق والتحديات الاستثنائية. ومن هنا، فإن الترتيبات لا تزال جارية لتنظيم المهرجان بعد أن تأجلت النسخة الثامنة حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل، إدراكاً منا بأهمية المشاركات الخارجية التي أكسبت الحدث طابعه العالمي الذي يعكس مكانة الشارقة، وكذلك بهدف إتاحة الفرصة لمشاركات أوسع في الدورة الجديدة، نتيجة للظروف الاستثنائية التي فرضتها أزمة «كورونا».
وذكرت أنه حتى لا تقتصر مشاهدة جديد سينما الطفل على وقت انعقاد المهرجان بادر بإطلاق منصة أفلام عالمية «في بيتنا سينما» عبر موقعه الرسمي واختيرت جميع العروض المتاحة على المنصة بعناية تامة، وبالتركيز على الرسائل التي تطرحها من زاوية إنسانية تعالج العديد من القضايا الراهنة.
وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: للمهرجان حضور كبير على خريطة المهرجانات الدولية المعنية بسينما الطفل، يتجلى في الأسماء التي يستقطبها سنوياً والأفلام التي يعرضها لأول مرة في المنطقة العربية والتقدير الذي يحظى به من صناع السينما المتخصصين بالأطفال واليافعين والشباب حول العالم.
وتابعت:عقدت المؤسسة مؤخراً الفعالية الافتراضية للمنتدى العالمي لسينما الأطفال بتنظيم من المهرجان وبالشراكة مع «مهرجان لاهور السينمائي الدولي للأطفال». وجمع المنتدى خبراء سينمائيين ركزوا على تأثير الظروف الراهنة في صناعة السينما وكيفية خلق البدائل بما يكفل استمرار انتظام المهرجانات، وعدم تعطل إنتاج الأعمال السينمائية الجديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"