مشروع حياة وإنقاذ

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ ظهور وباء كورونا، دخل العالم في مرحلة جديدة، وكأنه بدأ كتابة صفحة من تاريخ البشرية على الأرض، كل ما فيها مختلف عما سبق، وكل ما بعدها سيكون مختلفاً أيضاً ويؤسس لنهج آخر للحياة، والعالم الذي واجه من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه نفس الوباء وعانى جحيم الجائحة، لم يتفاعل معها قادة ومسؤولو الدول بنفس القدر من الوعي والإحساس بالمسؤولية، وما زال البعض يتلكأ ويخفي رأسه تحت الرمال علّ الجائحة تمر من دون أن يبذل مجهوداً وأموالاً لإنقاذ شعبه.
منذ اللحظة الأولى والإمارات وضعت لنفسها خطة وأصرت على أن تكون بين أوائل وأهم الدول التي سارعت إلى التمسك بكافة قيود السلامة، ولم تتردد في فرض القوانين وضبط المخالفات كي تضمن سرعة تجاوب الناس، فألزمت جميع سكانها باتخاذ الحيطة حرصاً على سلامتهم وسلامة الآخرين، وبادرت أيضاً إلى البدء بحملات التلقيح وهدفها حماية كل أبنائها ومن يعيش على أرضها. وها هي اليوم تذهب إلى ما هو أهم من شراء اللقاح ومنحه للناس، بمشروع يعود على الدولة وجيرانها والعالم بكل الخير والصحة.
هذا التعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية لتدشين أول خط تصنيع وإنتاج لقاح «كوفيد - 19» في الإمارات بين مجموعة «جي 42» الإماراتية ومجموعة «سينوفارم» الصينية، هو مشروع حياة وإنقاذ. مشروع يزيد مساحة الأمل اتساعاً، في قدرة العالم على تطويق الجائحة ومحاصرتها ليس فقط بالعلاج والوقاية، إنما باستمرارية التلقيح كي يتمكن كل إنسان من التحصن والحصول على نصيبه من اللقاح.
إنتاج لقاح في الإمارات يحمل اسم «حياة - ڤاكس»، والذي أعلن عن اسمه خلال «القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجستية»
التي افتتحها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي افتراضياً يوم أمس، يصب في إطار الدعم العلمي في العالم وليس فقط في الداخل، ونحن بأمس الحاجة لتضامن جهود الدول من أجل التصدي للوباء، بينما هناك من يقف على أهبة الاستعداد لاحتكار لقاح أو شن حرب من أجل التحكم فيه، وإدراجه ضمن الخطط السياسية فيتحول من علاج لأزمة كبرى يمر بها العالم وشفاء صحي واقتصادي، إلى سلاح يتقاتل به بعض المستغلين للجائحة ليفرض الأقوى سيطرته على الآخرين.
مشروع «علوم الحياة وتصنيع اللقاحات» في الإمارات هو بشرة خير وخطوة علمية مهمة، نتمنى أن تليها المزيد من مشاريع إنتاج لقاحات في أكثر من دولة، كي يتمكن العالم من محاصرة الوباء بأسرع وقت ممكن، ونستعيد الحياة «الطبيعية» كما كانت قبل كورونا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"