عادي
في تصريحات لـ «الخليج» من هيوستن:

هزاع المنصوري وسلطان النيادي يتخطيان 50% من التدريبات في «ناسا»

13:12 مساء
قراءة 5 دقائق
هزاع المنصوري وسلطان النيادي

دبي: يمامة بدوان
كشف هزاع المنصوري وسلطان النيادي، رائدا الفضاء الإماراتيان، عن تخطيهما لأكثر من 50% من البرنامج التدريبي المتقدم في مركز لندون بي جونسون للفضاء في وكالة «ناسا» الأمريكية، كما أنهما يمضيان يوميا زهاء 9 ساعات تدريبية في أكثر من قطاع، عملي وعلمي، ضمن برنامج مكثف، يؤهلهما لإدارة المحطة الدولية وصيانتها.
وأوضحا في لقاء افتراضي مع «الخليج» من مقر إقامتهما في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، أنهما أتما نحو 6 شهور تدريبية في «ناسا»، في برنامج يستمر لنحو عام ونصف العام، حيث اكتسبا مهارات عدة، تؤهلهما لأداء مهمات في المحطة الدولية للفضاء تمتد من 6 شهور إلى عام كامل، كما أنهما ينتظران التحاق الرائدين نورا المطروشي ومحمد الملا بهما، لبدء تدريباتهما في «ناسا».
وحول آخر المستجدات في البرنامج التدريبي الذي يخضع له فريق الرواد الإماراتي في مركز جونسون للفضاء، بهدف التأهل لتشغيل المحطة الدولية، أوضح المنصوري أنه يجري التدريب اليومي على شتى أنواع المهمات، ويشمل منهاجاً دراسياً علمياً وعمليا كل ساعتين على مدار اليوم، حيث يبدأ من الثامنة صباحاً ويستمر حتى الخامسة مساء، كي يكونا جاهزين لأدائه بالمستقبل، والتي تتراوح مدتها قرابة 6 شهور أو عام كامل.

هزاع المنصوري وسلطان النيادي يتخطيان 50% من التدريبات في «ناسا»

محاكاة مختلف الظروف
ومن التدريبات الصعبة التي يخضع لها، قال إنها محاكاة مختلف الظروف والمواقف الطارئة على متن المحطة الدولية، مثل نشوب حريق أو تسريب في غاز الأمونيا أو حدوث تسرب الضغط داخل المحطة، وهي من المهام الأساسية الواجب الاستعداد لها، في حالة وقوعها بالمحطة، كذلك تدريبات أخرى فيها نوع من التحدي، وعلى الرائد التميز بالحضور الذهني والقدرة البدنية، وتشمل تدريبات السير في الفضاء في مختبر الطفو المحايد لمدة 6 ساعات متواصلة تحت الماء، يتم خلالها محاكاة لإصلاح المحطة الدولية من الخارج وإنقاذ رائد الفضاء في حالة حدوث طارئ، وهو منشأة لتدريب رواد الفضاء مع مسبح طفو محايد تديره «ناسا» ويقع في مركز تدريب سوني كارتر، بالقرب من مركز لندون بي جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس.
وتابع أن الميزة الرئيسية في مختبر الطفو المحايد، تتمثل في وجود بركة سباحة داخلية كبيرة، حيث يمكن لرواد الفضاء التدرب على أداء الأنشطة خارج المركبة استعداداً للمهام القادمة، حيث يرتدي الرواد بدلاتٍ مصممة لتوفير طفو محايد لمحاكاة الجاذبية الصغرى التي سيواجهها الرواد خلال رحلات الفضاء.
وأضاف المنصوري أنه يتابع تدريبات على طائرة تي-30-8، التي تمنح الرواد العديد من الصفات المتقدمة والمهارات المختلفة، منها كيفية التعامل مع المعدات ومخاطبة المحطات الأرضية والطواقم المختلفة، وكيفية التعامل مع الإجراءات القياسية.
وأشار إلى أنه استقدم هو وزميله «النيادي» عائلتيهما منذ بداية العام الجاري، حيث ألحقا أطفالهما بالمدارس بولاية تكساس، لما تمثله العائلة من أهمية كبرى في توفير الراحة والدعم المعنوي والنفسي لهما، حين تكون قريبة منهما وعلى تواصل يومي.

هزاع المنصوري وسلطان النيادي يتخطيان 50% من التدريبات في «ناسا»

قيادتنا تدعم الشباب
وقال: نحن محظوظون لوجود قيادة رشيدة تدعم الشباب، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل أيام عن اختيار الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وشملت نورا المطروشي، التي نالت بجدارة لقب أول رائدة فضاء عربية، كذلك محمد الملا.
وأضاف أنه خلال تواجده في لجنة تقييم واختيار الرواد بالدفعة الثانية، أصابته الحيرة لوجود نخبة من الشباب المتميزين من كلا الجنسين، وفي جميع المجالات، مثل الطيران والهندسة والطب، ما جعل الاختيار صعباً، إلا أنه في النهاية وقع الاختيار على المرشحين الأفضل والأنسب لأداء المهمة، والالتحاق ببرنامج تدريبات «ناسا» ضمن البعثة الإماراتية.
وتابع: أمام الرائدين الجديدين رحلة طويلة من التدريبات والتجهيزات لمهمات فضائية بالمستقبل، وسنكون لهما عونا وسندا، حيث تقع على عاتق «نورا» مسؤولية جمة، كونها أول رائدة عربية، وستكون أفضل مثال لهذا المنصب، كونها تمثل المرأة الإماراتية التي تؤمن بأنه لا مستحيل في قاموس حياتها، حيث أثبتت جدارتها في المجالات كافة، وهي قادرة على أداء أي مهمة عملية وعلمية، طالما لديها العزيمة والإرادة الصلبة، وقد شهدنا قبل بضعة شهور رائدة الفضاء الأمريكية كريستينا كوك، التي أمضت قرابة العام على متن المحطة الدولية، وهذا دليل على أنه يمكن للمرأة أداء أي عمل حتى لو كان في الفضاء.
وأكد أن الرواد الأربعة سيكونون على أتم الجهوزية لأي مهمة طويلة الأجل على متن المحطة الدولية، حيث أنه لا فرق إن كان سيتم اختياره لهذه المهمة مستقبلا أو أحد من الرواد الآخرين في الفريق، فضلا عن الدعم الذي سيوفره الآخرون للرائد الذي سيتم اختياره، لأن الهدف سام يطغى على أي هدف شخصي، يتمثل في رفع علم دولة الإمارات في الفضاء، في ظل رسالة قيادة دولة الإمارات عند الإعلان عن الدفعة الثانية، والمتمثلة في أن برنامج رواد الفضاء مستدام، ما يعني وجود أكثر من مهمة فضائية سنقوم بها، بهدف إثراء العلم وبث روح الشغف والاطلاع والبحث العلمي في نفوس الشباب الإماراتي.
تجهيزات بدنية
بدوره، أوضح سلطان النيادي، أنه بعد مضي 6 شهور على تدريبات مكثفة في مركز جونسون، يخضع لتجهيزات بدنية بشكل دوري، منها التمرين في الصالة الرياضية يوميا، لتدريب الجسد على كيفية التعامل مع الظروف الصعبة في الفضاء، والاستمرار في تعلم اللغة الروسية، كون المحطة الدولية تشمل قسمين أمريكي وروسي، ما يجعلنا نقدم أكبر مجهود لدينا، انتظارا لوصول الرائدين الجديدين، للانضمام إلينا قبل نهاية العام الجاري، كي يكون فريق رواد الإمارات مكتملا، حيث سنعمل على مساعدتهم في جميع التجارب التي تم خوضها والمهارات المكتسبة.
وأشار النيادي إلى أن المرشحين في المجموعة النهائية بالدفعة الثانية لرواد الفضاء، كانوا من خيرة شباب الإمارات، يفخر بهم الوطن كل بحسب تخصصه، إلا أن الاختيار وقع على الأكثر كفاءة، ومن يمتازون بالحضور الذهني والمعلوماتي، والحماس الواجب توافره في شخصية الرائد، كما أن عملية الاختيار كانت صعبة، حيث أجمع أعضاء اللجنة العليا والتي ضمت فريقاً من مركز محمد بن راشد للفضاء وعدداً من رواد الفضاء من «ناسا»، أن نورا المطروشي ومحمد الملا هما الأكثر كفاءة وقدرة على الانضمام لفريق الإمارات لرواد الفضاء، حيث لديهما معرفة مسبقة بالمسؤولية التي تقع على عاتقيهما، والتحضيرات التي تنتظرهما لمهمات علمية، من تدريبات معقدة مع أطقم مختلفة، كما أننا ومن تجربتنا في هذا الشأن، سواء من تدريبات في مركز يوري جاجارين في موسكو أو مركز جونسون للفضاء في هيوستن، سنكون لهما مصدرا للمعلومات والعون، لأننا نمثل فريق رواد فضاء الإمارات، الذي نتطلع للمشاركة في مهمات فضائية بالمستقبل، سواء على متن المحطة الدولية وغيرها.
مراحل أساسية
ويتضمن البرنامج التدريبي 5 مراحل أساسية، كما يدرس رواد الفضاء علم الديناميكا الهوائية، والفيزياء، وعلم وظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، كذلك مناهج دراسية في محركات الصواريخ، ونظرية الحاسوب، والصخور النارية المشابهة لصخور سطح القمر، وعلم الفلك، والجيولوجيا، وعلوم الحياة، لتساعدهم على أداء التجارب والمشاهدات، بالإضافة إلى تشغيل محطة الفضاء.
وتسهم التدريبات المكثفة في مساعدة على القيام بمهمات طويلة في محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن إجراء كافة مهمات رواد الفضاء المحترفين، والتي تشمل الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها على متن المحطة الدولية، وصولاً إلى التدريبات الروتينية، التي تشمل التشغيل والتعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"