رمضان لا يحلو بدونهم

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

لا تكتمل صورة الشهر الفضيل وطقوسه في أذهاننا بدونها. مهما تعاقبت السنوات وطال الغياب، نجدها أمامنا كلما أعددنا العدة لاستقبال رمضان، وكلما انطلقت التبريكات والتهاني بحلول الشهر الكريم.
هذا الكلام ينطبق على الموائد الدرامية التي تمتد وتغرينا للمشاهدة، والمنافسة شرسة بين مختلف أنواع المسلسلات، شهية بتنوعها وبأسماء أبطالها وببعض القصص التي تبدو منذ الآن مشوقة؛ لكن الكلام ينطبق أكثر على مشاهد تعود كل عام وتتكرر، وكأنها من الطقوس الرمضانية الثابتة. بعض النجوم الراحلين عن الأضواء منذ مدة، سواء كانوا على قيد الحياة أم لا، صاروا من أيقونات رمضان، تعاد أغانيهم وتصدح أصواتهم وتنتشر مقاطع فيديو من أعمالهم، وحتى التكنولوجيا الحديثة أدخلتهم ضمن الصور المعروفة بال «إيموجي» والتي نرسلها لبعضنا البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.
فؤاد المهندس، نيللي، شريهان، سمير غانم.. وكأن رمضان لا يحلو إلا بوجود بعض الوجوه التي أحببناها زمان، والغريب أنها مستمرة مع الأجيال الجديدة تبشر بقدوم الشهر وتستقبله معنا على الشاشة وعلى هواتفنا بفضل التكنولوجيا الحديثة.
شخصيات ارتبطت بالمناسبات، لأنها في وقت ما قدمت فناً مميزاً وتركت بصمة فريدة، فصارت كالعلامة الفارقة، بل صارت هي الإطار الجميل الذي يزين الأيام استعداداً لقدوم شهر رمضان من كل عام.
جميل أن تتحول صورة الفنان الكوميدي الكبير فؤاد المهندس وهو يحمل فانوس رمضان إلى «إيموجي» يظهر على هاتفك النقال، فترسله بفرح إلى الأصدقاء، ويعيد هذا النجم دورة انتشاره بين الناس بصورة عصرية وبالوسائل الالكترونية رغم رحيله قبل 15 عاماً.
اللمة في رمضان لا تقتصر على البيوت، فالشاشة تنتعش بلمّة النجوم والمؤلفين والمخرجين وحالة النشاط الفني التي تجعل كل من يعمل في الوسط متحمساً للمشاركة وكسب ود الجمهور. لمّة أهل الدراما في مختلف الدول العربية تثمر أفكاراً وإبداعاً، صحيح أن المستويات تكون متفاوتة بين الأعمال وهو أمر طبيعي، لكن الأهم أن يطغى الجيد على الرديء ونستمتع ونندهش وننبهر.. والمنافسة تبدو أشرس مع عرض المسلسلات على المنصات وليست حكراً على قنوات معينة وبأوقات محددة.
انطلق السباق، وانطلقت الحملات الدعائية الترويجية، وحضر قبلهم نجوم زمان الذين يمهدون الطريق، وكأن الذاكرة تنشط كي لا ننسى، ولن ننسى كل من ترك بصمة جميلة في الفن وصار جزءاً من الفن ومن حياتنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"