عبدالله محمد الناوري

01:31 صباحا
قراءة دقيقتين

الحياة جد قصيرة، بكل ما فيها من أحداث وأحاديث وحكايات وحياكات، وشخصيات متباينة الطباع والإمكانات والقدرات الذهنية والحضور الاجتماعي والنهضوي في مختلف المجالات والأوجه، تبعاً للبوصلة التي يسترشد بها في تصريف أموره وشؤونه وشجونه، وفي ممارساته المختلفة الجوانب.
هنا نشير إلى حدث بشري قريب، فمنذ أيام قليلة قريبة جداً، وتحديداً في يوم الأحد 18 إبريل/ نيسان الجاري، ارتحل عن الحياة الاجتماعية والثقافية والإبداعية رائد الأدب البوليسي الإماراتي، ورائد الرواية الشبابية الإماراتية، وأحد مؤسسي القصة الإماراتية في عصرها الذهبي، الأديب القدير عبدالله محمد الناوري «رحمه الله»، صاحب الرواية البوليسية اليتيمة «عنق يبحث عن عقد»، الصادرة بطبعتها الأولى الخاصة منذ نحو ثلاثة وأربعين عاماً، وتحديداً في شهر مارس 1978، بواسطة مطبعة رأس الخيمة الوطنية، لتكون بذلك أُولى روايات رأس الخيمة، وثاني إصدار روائي في المشهد السردي الروائي الإماراتي بعد رواية «شاهندة» للروائي الإماراتي راشد عبدالله النعيمي الصادرة عام 1971، فيما صدرت الرواية بطبعتها الثانية في المنتصف الثاني من عام 2009 بواسطة «اتحاد كتاب وأدباء الإمارات» و«وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ».
«عنق يبحث عن عقد» صدرت إذ صدرت لأول مرة وكان عمر «عبدالله محمد الناوري» رحمه الله آنذاك 19 عاماً في مقتبل شباب الحياة وشباب الفكر والإبداع الأدبي، مستفيداً من موقعه الوظيفي في السلك الشُّرطي، ومتأثراً بالروائية العالمية الإنجليزية (أجاثا كريستي: 1980 – 1976)، وقد جاء على غلافها الأخير غلالة من البيانات على النحو التالي: (كاتب هذه القصة شاب في مقتبل حياته عمره 19 عاماً من مواليد رأس الخيمة. يحمل مؤهلاً متوسطاً. التحق بالخدمة كاتباً مدنياً بمديرية الشرطة والأمن العام برأس الخيمة، قسم التحقيقات. نال تدريباً عسكرياً التحق بعده بالخدمة العسكرية. يعمل الآن شرطياً بنفس المديرية. يولي اهتماماً خاصاً لدراسة القضايا التي تتميز بالغموض. «عنق يبحث عن عقد» هو أول كتاباته وله الآن كتابات تحت الطبع تصدر قريباً).
وهنا نشير إلى الأثر الأدبي الذي تركه الأديب عبدالله محمد الناوري من غير «عنق يبحث عن عقد»، حيث العديد من القصص القصيرة التي نالت حظ النشر في الصحف والمجلات الإماراتية منذ سبعينات القرن العشرين، والتي هي الآن حبيسة العلب الكرتونية المتراكمة في منزله؛ وهي بحق ثروة إبداعية أدبية سردية، في حاجة إلى انتشالها من بين ركام الغبار والتسويف التي كان رحمه الله أرجأ جمع شتاتها وإصدارها في كتاب قصصي منذ سنوات بعيدة؛ فهل لدى أي من المؤسسات الثقافية نية العمل على التواصل مع أسرة الأديب الراحل للحصول على تلك القصص القصيرة التاريخية، وفق الضوابط والأسس التي تحمي حقوق المؤلف والناشر معاً؟ إضافة إلى ما تركه الأديب الراحل من قصائد كان يعمل عليها في الآونة الأخيرة، بما يضيف إلى المشهد الثقافي الإماراتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"