عادي
يقضون ليالي رمضان أمام التلفاز والكمبيوتر

طلاب يدفعون فاتورة السهر دراسياً

01:12 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: إيمان سرور

تُفضل غالبية الأسر التعلم عن بُعد لأبنائها في شهر رمضان المبارك، إلا أن ذلك ينعكس على دافعيتهم نحو التعلم، لما يصاحب هذا الشهر من تغير في نمط الحياة عند الغالبية العظمى من العائلات، حيث تطول فترة سهر الأهالي، فيما يقضي الأبناء ليالي رمضان أمام شاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر حتى وقت متأخر من الليل، دونما حسيب أو رقيب مما يساهم في انحدار مستوى تحصيلهم الدراسي.

وحددت الهيئات الإدارية والتدريسية في مختلف مدارس الدولة، عدداً من الأضرار والسلبيات المترتبة على غياب الطلبة عن مدارسهم، منها الانحدار في مستواهم الدراسي، خصوصاً في المواد التي يعتمد فهمها على التحصيل التراكمي للمعلومات، وضعف ارتباط الطالب بالمدرسة والمعلمين وبقية الطلبة، كما يضعف الغياب قدرة الطالب على التركيز عند حضوره للمدرسة، إضافة إلى أن أثر الغياب يمتد إلى المعلمين، وإدارة المدرسة في عمل خطط دعم فردية للطلبة المتغيبين.

يتناول هذا التحقيق، آلية التعاون خلال اليوم الدراسي، الذي تشكله المدرسة، وولي الأمر، والطالب، وكيفية تحديد مسؤولية كلٍ منهم لتنظيم أوقات الدراسة، والالتزام بمواعيدها في الشهر الكريم، بما لا يرهق الأسرة ولا يؤثر في أداء الطالب، ولا يحيد عن السياسات المنظمة للعملية التعليمية المعمول بها في مدارسنا.

تخفيف

في البداية يؤكد خالد السعيدي، مدير مدرسة القدرة للتعليم الثانوي، أن إدارات المدارس التزمت بتقليص عدد ساعات الدوام، خلال الشهر الفضيل، وقللت الاختبارات والواجبات المنزلية، وخطت في اتجاه التخفيف على الطالب ومساندة ولي الأمر، الذي يقع على عاتقه مسؤولية المساهمة والتعاون مع المعلمين من خلال تنظيم الوقت، والحرص على الالتزام بمواعيد النوم، تجنباً للإرهاق والتقاعس عن حضور الحصص أوالنعاس أثناء الدوام الدراسي، بسبب السهر في ليالي رمضان، حتى يتسنى للأبناء حضور اليوم الدراسي«واقعياً أو افتراضياً»، ويضمن لهم قسطاً من الراحة، والحرص على الالتزام بمواعيد النوم، تجنباً للإرهاق والتقاعس عن حضور الحصص أوالنعاس أثناء الدوام الدراسي، بسبب السهر في ليالي رمضان.

نشاط ذهني

وينصح حسن الشامسي، مساعد مدير مدرسة حمزة بن عبدالمطلب، الطلبة بعدم التسمّر أمام شاشات التلفاز والأجهزة الذكية لساعات طويلة ومتأخرة من الليل، حتى يحافظوا على النشاط الذهني، واستغلال أوقات ما بعد الإفطار، لمراجعة الدروس، مشيراً إلى أن التنظيم والتعاون هما أقصر الطرق لتحقيق النتائج والمخرجات المطلوبة، وحث الآباء لأبنائهم على تنظيم وقت النوم والاستفادة من الشهر الفضيل لتحقيق التوازن الصحي والذهني.

واشتكى بعض المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة من غياب الطلبة عن الحصص الدراسة بالنسبة للذين يتلقون التعليم عن بعد مع حلول شهر رمضان؛ مشيرين إلى أن نسبة الغياب وصلت بين أوساط الطلبة في بعض المدارس إلى 30%، خصوصاً طلبة الحلقة الأولى، ووجهت المدارس اللوم لأولياء الأمور، مقدمين النصح للطلبة بالكف عن التغيب، والانتظام في الدوام الدراسي خلال الشهر الفضيل.

تحفيز الأبناء

وتطلب عفراء عوني أبو الكاس، معلمة في مدرسة خاصة، من أولياء الأمور أن يكونوا عوناً وسنداً لأبنائهم في المرحلة الابتدائية، والقيام بواجبهم تجاههم وإرسالهم إلى المدرسة ومتابعة حصصهم الدراسية في البيوت، مشيرة إلى أن شهر رمضان ينبغي ألا يمنعهم عن القيام بواجباتهم، فهو شهر الجد والاجتهاد والعمل والإنتاج؛ ويجب على الجميع تحفيز الأبناء وحثهم على الالتزام بحضور حصصهم التعليمية.

وتؤكد عفاف راضي غانم، مستشارة تطوير في مدرسة خاصة، أن عدم التزام الطلبة بحضور بعض الحصص يخلق بلبلة في نظام التعليم، ويجعل المدرسين غير قادرين على تمرير المواد، طالما أن عدداً كبيراً من الطلاب يتغيبون عن الحصص «الافتراضية»، وهو ما يؤثر في زملائهم الملتزمين بالتعليم الواقعي.

متابعة

أما الاختصاصي الاجتماعي أحمد حسن الحوسني، فيقول إن متابعة الأبناء في هذا الشهر المبارك وحثهم على استذكار الدروس أولاً بأول والاجتهاد خلال المدة المتبقية من الفصل الدراسي الأخير، ومراقبة ومتابعة الطالب ودفعه نحو تنظيم وقته مع توجيهه بالابتعاد عن تضييع الوقت في اللعب والسهر خلال شهر رمضان ليكون النجاح حليفه وهو أسمى هدف نسعى لتحقيقه، ومن باب التواصل مع أولياء الأمور، فقد أرسلت إدارة المدرسة لهم رسائل تؤكد ضرورة دورهم المهم والحيوي وتشجيعهم على توجيه الأبناء بشكل مستمر نحو الدراسة.

ضبط الأمور

ويضيف الاختصاصي النفسي، عمر مبارك الجنيبي، أن الأصل في شهر رمضان المبارك هو العمل، ومن الطبيعي في فترة الصوم وبسبب نقص السوائل في الجسم تقل عمليات التفكير شيئاً ما، ولكن ليس معنى هذا أن الطالب لا يستطيع أن يفهم دروسه أو يستوعبها، مشيراً إلى أننا في هذا الجو الإيماني، ونحن كمربين علينا مسؤولية ضبط الأمور وتعويد الطلاب على أن هذا الشهر للعبادة والعمل معاً، وليس للنوم والاسترخاء والكسل، فالطالب الذي يصوم يتعود على الصبر ويهتم بالإنجاز والتحصيل بعيداً عن ملهيات الأكل والشرب والفضائيات.

ركود

ويشكو أولياء الأمور من تراجع التحصيل الدراسي وتضاؤل عدد ساعات المذاكرة لبعض الأبناء، خلال شهر رمضان، خاصة أنهم يعتبرون هذه الفترة فترة «ركود» دراسي نتيجة اختلاف مواعيد دراستهم، فلا يقبلون على الدراسة بالنهار وقت الصوم، ولا يستطيعون مراجعة دروسهم بعد الإفطار، بسبب الخمول والكسل، أو تحولهم أسرى للفضائيات التي تستقطبهم ببرامجها الرمضانية المميزة.

مساعدة الأبناء

تقول خديجة محمد الراشدي، ولية أمر، إن انعدام القدرة على تنظيم الوقت هي السمة الغالبة بين الطلاب في الشهر الفضيل، فالسهر وقلة النوم ومشاهدة برامج التلفزيون التي تزاحم أوقات المذاكرة والعبادة مشكلات يواجهها الآباء مع أولادهم، ويجدر بنا نحن الآباء والمعلمين أن نساعدهم على تنظيم أوقاتهم ووضع أهداف محددة للاستفادة من الوقت، والجمع بين الصوم والمدرسة والمذاكرة وأداء العبادات وكذلك الترفيه لنكون كرماء معهم في الشهر الكريم.

ويقول محمد فضل النقيب: إننا كأولياء أمور للطلاب، نرى أن شهر رمضان لا يختلف عن سائر الأشهر، صحيح أن هذا الشهر له خصوصيته وأهميته وقداسته؛ لكن هذا لا يعني أن يصبح الصيام حجة للغياب، عن الحصص الدراسية.

سهر وخمول

من جانبهم وصف الطلبة حالهم منذ بداية الشهر الفضيل، حيث قال الطالب أحمد محمد البكري ( الصف الثامن - حكومي) بأن الخمول والركود يسيطران عليه، فهو لا يستطيع أن يركز مع المعلم أثناء شرح الحصة الافتراضية، ولا يصحو في وقته للحاق بشرح المعلم.

وتؤكد صفاء أيمن المنوّر، طالبة في مدرسة خاصة، أن سبب تراجع تحصيلها العلمي منذ بداية شهر رمضان يعود إلى تكليف المعلمات للطالبات بمزيد من الواجبات المدرسية.

في المقابل يؤكد حسن عبدالرحمن الجابري طالب في الثانوية تمكنه من السيطرة على نفسه في متابعة المسلسلات والبرامج وعدم السماح للتلفاز من احتلال وقته لدرجة تجعله يفقد السيطرة على تحصيله الدراسي.

وتقول الطالبة عائشة الهرمودي في الصف العاشر، إنها تصحو مبكراً لحضور حصصها الافتراضية، مشيرة إلى أن رمضان هذا العام، غير كثيراً من العادات التي كانت تقوم بها أسرتها بسبب «كورونا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"