عساكم من عوّاده

01:29 صباحا
قراءة دقيقتين

اليوم فرحة.. فرحة وسعادة وبهجة، بأول أيام عيد الفطر المبارك، في ظل مراحل التعافي التي نعيشها وسط إحراز تقدم كبير «في التعامل مع جائحة كورونا»، والانتصار التدريجي في كبح الفيروس والحد من انتشاره، وتجلى ذلك في الانخفاض المتواصل في الإصابات يومياً، وزيادة أعداد حالات الشفاء، ما يبشر بتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية نحو السيطرة الكاملة على المرض، مع ارتفاع نسبة الحاصلين على اللقاح في المجتمع. 
في الوقت الذي تعاني فيه دول كثيرة في العالم، تبعات الفيروس، وآثاره المدمرة على مختلف القطاعات، ووقوفها عاجزة عن عمل شيء، وانتظار المساعدات ويد العون للتخفيف عن كاهلها، تحصد دولة الإمارات اليوم، ثمار سياساتها الناجحة والحكيمة التي انتهجتها القيادة الرشيدة، وأشرفت على تنفيذها بجميع تفاصيلها، مع توفير الدعم غير المحدود للحفاظ على سلامة أفراد المجتمع.
اليوم تستقبل أبوظبي السياح الراغبين في قضاء إجازة العيد، مع تسهيل دخول السياح المتلقين للقاح، لتؤكد أهمية أخذ اللقاح لدوره في الوقاية من الفيروس وحماية الآخرين، حيث يشكل صداً منيعاً أمام انتشار الفيروس والحدّ من المضاعفات في حال الإصابة، ما يشجع الفئات المستهدفة التي لم تتلق اللقاح إلى الآن، على الإسراع في أخذ اللقاح المتوافر مجاناً في 200 مركز تطعيم في الدولة. 
بعد 30 يوماً من الصيام والقيام والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بقراءة القرآن الكريم، وإقامة الصلوات في المساجد وقيام الليل، والإكثار من الصدقات، والحرص على التعامل الإنساني في تفاصيل حياتنا اليومية، عشنا أياماً جميلة، انعكست إيجاباً على علاقتنا في وسط العائلة ومع الأقارب والجيران والأصدقاء، ومختلف أفراد المجتمع، نحتفل اليوم بعيد الفطر. 
الأغلبية، إن لم يكن الجميع، طوال الشهر الفضيل، كانوا حريصين على التعامل الراقي والإنساني مع مَن حولهم، والتسامح مع كل ما يسبب الإزعاج والتوتر، فانعكست روحانيات رمضان وقيمه الفاضلة إيجاباً على علاقات بعضنا ببعض، فكانت النتيجة هدوءاً وطمأنينة وسعادة داخلية عشنا لحظاتها السعيدة طوال الشهر الفضيل، وتواصلاً راقياً مع الأقارب والجيران والأصدقاء عزز ترابطنا المجتمعي. 
القيم الرائعة التي عشناها في رمضان وعززت تماسكنا الأسري والمجتمعي، ليس من الصعب أن نحافظ عليها طوال أيام السنة، لتعزيز سعادتنا وسعادة الآخرين من الفقراء والمحتاجين، فليس منطقياً أن نتصدق ونتعامل بطريقة إنسانية، ونتسامح عندما نكون صائمين فقط، يجب أن تكون السلوكيات الإيجابية والإنسانية التي حرص عليها كل فرد طوال الشهر الفضيل، طوال أيام السنة، وعساكم من عوّاده.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"