عادي

ميرفي: دخلت نفقاً مظلماً طوال عام والصراحة أنقذتني

20:19 مساء
قراءة 3 دقائق
1
ويحتفل بتسجيل هدف في شباك توتنهام في 2011

متابعة: ضمياء فالح

حذّر الإنجليزي داني ميرفي لاعب ليفربول وتوتنهام وفولهام السابق، لاعبي الكرة المقبلين على الاعتزال مما ينتظرهم، وتحدث ميرفي، الذي يكتب عموداً رياضياً كل أسبوع، عن معاناته طوال عام كامل من إدمان الكحول والمخدرات والقمار بسبب الكآبة التي اجتاحته بعد ترك اللعب، قبل نهاية موسم قد يشهد اعتزال اللاعبين بسبب تقدمهم في السن، أو بسبب انتهاء عقودهم، وقال ميرفي: «كيف تجد شيئاً في الثلاثينات من العمر تستبدل به ما كنت تفعله منذ سن الخامسة؟ للأسف، تعلمت درس عيش الحياة الواقعية بقسوة».

وتابع ميرفي: «أول عامين بعد اعتزالي في 2013 كانا ممتعين، لعبت الجولف، واصطحبت العائلة في عطلات، وعملت في المجال الإعلامي، ثم بعدها بدأ التراجع عندما أدركت أنني لن ألعب الكرة مستقبلاً، خسرت معظم ما ادخرته في سنوات مسيرتي، ودخلت 12 شهراً مظلمة بين شرب الكحول والمخدرات والقمار وزواجي الذي ينهار، وشجاري مع أشقائي وأصدقائي، وانتهى بي الحال معزولاً ووحيداً. المنعطف كان مع فريق خبراء دعم نفسي، ودعم من أحبتي، شعرت بأنني مبارك لأنني نجوت، بعض اللاعبين انتهى بهم الحال للانتحار، أو العيش في الشارع، هذه أول مرة أتحدث فيها عما حصل لي كي أكون عبرة للاعبين، ليس من العيب ولا الضعف أن تطلب مساعدة الآخرين، نشأت خطأ على فلسفة «لا تبك» لأنني كنت الأصغر من 3 أشقاء، وأدركت الآن أن اللاعب عندما يقول للآخرين إنني محتاج للمساعدة يكون أقوى بدلاً من أن يمشي وحيداً».

وأضاف: «بعض اللاعبين وضعوا خطة لما بعد اعتزالهم، لكن معظمهم منشغلون بحياتهم اليومية. أول عقبة هي تراجع الحركة البدنية. ينتج جسم اللاعب مادتا الدوبامين والإندورفين يومياً، ويسهم هذا العنصران في المحافظة على طاقته وحيويته وشعوره بالسعادة، حتى لو ذهبت للجيم 3 مرات أسبوعياً لن يكون الحال نفسه. ومع فقدان هذا الشعور يبدأ الكسل والتراخي يتسللان لحياتك. لعب الكرة أيضاً يشتت تفكير اللاعب عما يحصل خارج الملعب، على سبيل المثال فقدت والدي وأنا لاعب في توتنهام، لكنني وضعت ألم رحيله جانباً لأشارك في مواجهة كبيرة للفريق، والتحقت بالتمرينات بعد يومين من وفاته، لكنني بعد اعتزالي توقفت لأبكي عليه، الاعتزال أيضاً يخرج اللاعب من مظلة الأمان التي يتمتع بها في النادي، وفي المنتخب، إذا شعر أحد أفراد عائلتك بعارض مرض يرسل النادي طبيباً، وإذا كنت بحاجة لتذاكر نادرة أيضاً، ويتكفل وكيل أعمالك بحجز العطلات أو شراء سيارة، فضلاً عن الملابس ومتطلبات الحياة اليومية، وبعد الاعتزال يشعر اللاعب بأنه مثل طفل يتعلم من جديد مهارات الحياة في المجتمع، فقد رحل من كان يتكفل بطعامه وساعات نومه وتمريناته، ويضع له جدول أعماله اليومية، هربت من تلك المسؤوليات الجديدة لطرق خطيرة مثل شرب الكحول والمخدرات والقمار، وتزامن ذلك مع إصابة والدتي بالسرطان، ورحلة تعافيها منه وأنا لم أكن بجانبها. في مسيرتي سمعت لاعباً محترفاً يتحدث عن كآبته، وعلقت حينها: «غني ومكتئب، تماسك يا رجل» وبعدها تحولت أنا لهذا الشخص ولم أعلم حجم صعوبة الوضع».

وتابع كابتن فولهام السابق: «الجانب المادي أيضاً مهم بعد الاعتزال، في مسيرة اللاعب يدخل في حسابه المصرفي أسبوعياً مبلغ ضخم من المال، وعندما يعتزل يقنعه أشخاص بالاستثمار في مجالات فاشلة لا يعرف اللاعب عنها شيئاً، لأن معظم اللاعبين يتحدرون من أسر متوسطة الحال، أو فقيرة، ولا يعرفون شيئاً عن التجارة. يأتي إليك رجال ببدلات أنيقة، وأسماء شركات كبيرة ليقنعوك أن أموالك ستدار بحكمة، وأنا مثل بعض اللاعبين انخدعت بمشاريع لإنتاج أفلام سينما انتهى الحال بها لتحقيق قضائي. عملت بجهد كبير من أجل ادخار المال لعائلتي، ولحياتي بعد الاعتزال، ولم يبق منه سوى القليل، أعرف الكثير من اللاعبين أفلسوا وطالت فترة كآبتهم».

الاعتراف بالحقيقة بداية التعافي

أكد ميرفي على ضرورة الاعتراف بحقيقة أنك فشلت في التعامل وحدك مع الحياة، وأضاف: «بدأت التعافي عندما كسرت حلقة الصمت وتحدثت مع أصدقائي وأفراد أسرتي عما أعانيه، الجلوس مع المقربين والاعتراف أمامهم بأخطائك بمنتهى الصراحة أصعب موقف يمكن أن يمر به الإنسان، لكنه ضروري، يجب أن يعلموا أنك خذلتهم في الماضي، وأنك مستعد لإصلاح الوضع، الشعور بأنهم يكترثون لك ويحبوك رائع، ولا يمكن وصفه بكلمات. التحقت بمجموعة للعلاج النفسي وأصلحت العلاقة مع أطفالي وزوجتي، وتصالحت مع أشقائي الذين لم أتواصل معهم عاماً كاملاً، العلاج النفسي ينهي تقريعك لنفسك ويبدأ بتحليل شعورك، وأتمنى أن أنقل تجربتي للاعبين، ربما بعضهم لن يبالي لأنه يركز في المباراة المقبلة لكنني أحرص على نقل الرسالة كي يستعدوا للمستقبل بأفضل وجه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"