نجاحات الإمارات رغم «كورونا»

01:13 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

لم ينتصر العالم إلى اليوم على جائحة كورونا الذي خلف الملايين من الضحايا، ولا يكاد يخلو منزل على كوكب الأرض إلا ويحمل ذكريات مأساوية لن تنساها البشر عن وباء أصاب أفراد من العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء أو غيرهم.

 وبعد مرور عام ونصف من الجائحة فإن حدتها أصبحت أقوى من ذي قبل، وقبيل أيام انفجرت صراخات الهند ودول أخرى لتكشف عن كارثة بشرية بسبب الجائحة، حيث شهدت الهند إصابات ووفيات بالملايين منذ تفشي الفيروس، وذلك فقط في أيام قليلة مع نقص حاد في المستلزمات الطبية وعجز القطاع الصحي، وما الهند إلا نموذج من نماذج كثيرة لدول لم تصمد أمام هذا الفيروس الخطير.

 وللعلم فإن الفيروس لم يدمر الدول الفقيرة فقط، بل دمر دولا غنية في بداية الأزمة مثل إيطاليا والولايات المتحدة والبرازيل التي عانت في بداية الجائحة من نقص حاد جداً في المستلزمات الطبية وبالأخص الكمامات، ومن أسباب عدم استطاعة الدول مواجهة مثل هذه المخاطر هي ضعفها في إدارة الأزمات والكوارث.

 أما دولة الإمارات وبسبب خططها الاستراتيجية وقراراتها الحكيمة استطاعت من خلال إدارة الأزمات والكوارث من تحقيق انتصار حقيقي على فيروس كورونا.

 وعلى الرغم من إخفاقات العالم بسبب الجائحة إلا أن دولة الإمارات سجلت نجاحات وإنجازات عدة في مجالات كثيرة استطاعت من خلالها أن تكون ضمن أفضل دول العالم، وفي آخر إنجاز رغم تقديرات الأمم المتحدة والتقارير الدولية عن الجائحة وتداعياتها، فإن دولة الإمارات استطاعت وبجدارة التقدم والنمو في الاستثمارات الأجنبية في دولة الإمارات.

 وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إنه «رغم تقديرات الأمم المتحدة بانخفاض تدفقات الاستثمارات الخارجية على مستوى العالم بنسبة 42٪ في 2020 بسبب الجائحة، فإن دولة الإمارات تحقق نمواً ب44٪ في الاستثمارات الأجنبية الواردة لدولتنا في 2020 مقارنة ب2019، لتصل إلى 73 مليار درهم. إدارة الأزمات تخلق عائداً، وأزمات الإدارة تدمر مكاسبَ».

 وهنا يؤكد سموه أن إدارة الأزمات ونجاحاته مكسب من المكاسب الكبيرة في الدولة والتي بسببها اليوم تحظى دولة الإمارات بثقة كبيرة من قبل الاستثمار الأجنبي الذي يشكل رافدا مهما في اقتصاد دولة الإمارات، وبفضل الخطوات الحكيمة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات في إدارة أزمة جائحة كورونا استطاعت استغلال الأزمة لصالحها.

 إنجازات ونجاحات أخرى حققتها دولة الإمارات خلال جائحة كورونا على الصعيد الكوني، ففي فبراير (شباط) 2020 كان لدولة الإمارات موعد مع التاريخ، حيث سجل الإنجاز العالمي تاريخا جديدا للإمارات والعالم العربي والإسلامي بوصول «مسبار الأمل» إلى المريخ في الرحلة الاستكشافية للكوكب الأحمر، وهو الأول من نوعه في المنطقة. ورغم جائحة كورونا إلا أن النجاح كان حليف دولة الإمارات في هذا السبق العالمي، ويرجع سبب نجاح المسبار إلى القيادة الرشيدة وفريق العمل وإدارة الأزمات والكوارث التي كانت تمضي بخطى واثقة دقيقة للنجاح في هذه المهمة.

 ولم تقف جهود دولة الإمارات على هذه النجاحات فقط، بل منذ تفشي الجائحة فإن إدارة الأزمات والكوارث بقيادة القيادة الرشيدة للدولة التي تستشرف المستقبل بخطط واستراتيجيات جعلت اليوم من دولة الإمارات مكاناً آمناً للبشرية، فقد حاربت فيروس كورونا منذ البداية بخطط دقيقة جدا، وساعد القطاع الطبي بكوادره الدولة لتخطي الجائحة بوفرة المستشفيات والعيادات وأماكن الفحص والكشف عن إصابات كورونا المتوفرة في كل مكان، وحملات الفحص التي كان لها الفضل في تمهيد العمليات العلاجية للمصابين ب «كوفيد 19»، ووفرت اللقاحات ضد كورونا، واليوم يشهد قطاع الصحة صلابة وقوة بسبب إدارة الأزمات التي لها الفضل الكبير في الانتصارات والنجاحات التي تحققها دولة الإمارات خلال هذه الأزمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"