المدد الثقافي المفقود

01:16 صباحا
قراءة دقيقتين

إغلاق الأبواب وعدم استقبال العملاء، وعدم التواصل معهم بحجة «كورونا»، لم يعد مجدياً في أوضاع بتنا نقترب فيها من نهاية التأقلم مع الأزمة وتجاوزها. كما أن عدم استحداث خدمات بديلة أو حتى تعويضية للعملاء، وكيفية توصيل الخدمة، مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية، يشي بخلل حاصل في تحقيق أهداف منظومة العمل وخدماتها برمتها. 
 استحداث بدائل لأبرز الخدمات الضرورية المقترنة بالخدمات «الصحية» و«التعليمية»، دليل واضح على النجاح اللافت لكلتا الوزارتين بالخدمات البديلة التي قدمتاها منذ بداية الأزمة، وإن رافقها بعض الأمور المعرقلة، إلا أنها بالأخير تخطت الأزمة بنجاح لافت، وهو دليل واضح على الكيفية التي لا بدّ أن تتعامل معها جميع الوزارات في الأزمات، أما بعض الوزارات التي تعدّ خدماتها «غير ضرورية» فما زالت تقدم للمجتمع على استحياء، أو ما زالت توصد أبوابها، لعدم استحداثها لخدمات تعويضية عن مرافقها، مثل المكتبات العامة وجميع الأنشطة التابعة لمراكز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، التي ما زالت لا تستقبل عملاءها، كونها تقدم خدمة «ترفيهية» يمكن الاستعاضة عنها بخدمات تقدمها أماكن أخرى. 
والمراقب والمتابع لعمل وزارة الثقافة والشباب، نجد أن معظم توجهها الاستراتيجي للخطة الثقافية، نحو تعزيز دور الثقافة في العلاقات الدولية، وهو ما تميزت به في السنوات الأخيرة، بينما نجد أعمالها الداخلية لا تحمل الجهد والقيمة نفسيهما للتوجهات الاستراتيجية الأخرى، لاسيما الموجه إلى داخل المجتمع، وتعزيز العلاقة بين المجتمع والقطاع الثقافي، والحفاظ على الهوية الوطنية والموروث والأصالة الثقافية، وغيرها من التوجهات التي دونتها الوزارة ضمن توجهاتها، إلّا أننا نفتقدها على أرض الواقع، أو على نطاق محدود جداً، ولا نجد أياً من الأعمال والأنشطة من مراكز الوزارة المنتشرة على الإمارات السبع. 
 الخدمات «الثقافية»، وإن كانت ضمن الانطباع العام من الخدمات الترفيهية، لكنها مهمة جداً خاصة في وقت الأزمات، في إطار التحولات والتغيرات التي يعيشها «الفرد» مع أسرته ومحيطه، والضغوط النفسية التي تعتريه في الأزمات، فيحتاج إلى من يوجه ومن يخفف من وطء تلك الأزمات على الأفراد، برفع الوعي الثقافي والمجتمعي بالكيفية الصحيحة لمواجهتها، بشتى الطرق والأنشطة التي توجه نحو ذلك الهدف، وهي خدمات لا يمكن أن تقدمها جهات أخرى. ونناشد الوزارة، بالتعاون مع الجهات الثقافية في الدولة، أن تكون خير معين للمجتمع في ذلك الجانب، حتى تتكامل الصورة النهائية لنجاح مجتمعنا في المواجهة الحقيقية الصحيحة للأزمات، وبتكاتف الجميع، ليصلوا إلى بر الأمان، فنلمح السعادة والرضا على محياهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"