عادي
نبض المواقع

«طير الليل».. التاريخ يتقنع بالسرد البوليسي

23:51 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود

تجمع رواية «طير الليل»، للكاتب عمارة لخوص، بين السرد البوليسي والسياسي والاجتماعي، وتستند إلى موقف فكري، وتنفتح على فضاءات متعددة، ومواضيع حول الحب والكراهية والوفاء والخيانة والعنف والتسامح.

العمل يستعيد ذاكرة أيام التحرر الجزائري، ويطل على واقع اليوم، ويذهب بنا إلى قلب مدينة وهران، حيث يعثر على مناضل سابق في ثورة التّحرير مقتولاً ميلود صبري، ليقطع قائد وحدة مكافحة الإرهاب العقيد كريم سلطاني إجازته ويتولى التحقيق في هذه القضية، وثلاثة أسئلة تلح عليه وهي: مَن قتل ميلود صبري؟ ولماذا في هذا اليوم بالذات؟ وهل في ذلك علامة على عودة سنوات الإرهاب؟، وينطلق التحقيق عبر أحياء وَهران وضواحيها، تتشابك فيه الفرضيات وتتوالى المفاجآت، وتصادِفنا، شيئاً فشيئاً، شخصيات بالغة التعقيد، وتتكشف جوانب منَ التَّاريخ المسكوت عنه أيام التحرير، فمن خلال حبكة مبتكَرة تدور وقائعها في يوم واحد فقط، يقوم المؤلف باستدراج القراء إلى حيوات خفية، وعوالم مظلمة، قبل أن يصل بهم إلى حَلِ خيوط الجريمة من حيث لا يتوقعون.

الرواية وجدت صدىً كبيراً في المواقع القرائية المتخصصة، حيث لقيت إشادة كبيرة خاصة في أسلوب السرد وأهمية الموضوع.

«رواية الأسرار»، هكذا تحدث أحد القراء وهو يصف عوالم الرواية وما حفلت به من كشف للكثير من الحقائق، ويقول: «بذكاء شديد استخدم الكاتب حبكة روائية معقدة ليمرر عبرها الكثير من الأسرار والمعلومات المتعلقة بالسياسة والمجتمع في الجزائر، يستدعي التاريخ تارة، ويركز على الراهن في أخرى، في تنقل سلس وسرد مشوّق»، وقريب من ذلك يرى آخر أن الكاتب نجح في صناعة عمل ممتع، من خلال تناول عدد من المواضيع، ويقول: «استطاع المؤلف أن يمرر العوالم السياسية الثقيلة، عبر القالب البوليسي، وتقنيات سرد مميزة، فقد برع في الوصف وتناول الواقع الاجتماعي والثقافي للجزائر خلال حقب مختلفة، وتجول بنا داخل المدن الجزائرية، كما نجح في رسم شخوص وأبطال العمل بطريقة فائقة».

«أسئلة»، هكذا تحدث قارئٌ وهو يشير إلى العمق الكبير في التناول للقضايا وما خلف الأشياء، ويقول: «تتناسل التساؤلات والاستفهامات الذكية في النص الروائي، الأمر الذي يؤكد أن العمل هو أكثر من كونه قصة بوليسية سياسية، فهناك أشياء وراء كل ذلك، حيث إن الكاتب ألح على ترديد الأسئلة عن التاريخ والراهن السياسي والثقافي الجزائري من دون إجابات، ليجعل القارئ يتوصل إليها من دون إلحاح منه»، بينما يتوقف قارئ عند العنوان كعتبة نصية تفسر المحتوى، أو تشير إليه ويقول: «قد يظن القارئ أن العنوان يشير إلى رمز ما، قبل أن يكتشف أن طير الليل هو لقب لبطل القصة المناضل الذي قتل، والذي تبدأ من لحظة مقتله كشف الأسرار، كما أن الغلاف حفل بالرسومات لأقنعة ووجوه باسمة وماكرة وساخرة».

«عمل محلي»، بذلك الوصف يتناول قارئ نقطة مهمة في السرد، ويقول: «تصبح تلك العوالم التي تتناولها الرواية مهمة لكل قارئ من أي بلد، رغم أن العمل جزائري بحت، ولكن الكاتب نجح في نفح العمل بدفقات إنسانية، وسرد جمالي ومختلف»، وقريب من ذلك وصف آخر الرواية بأنها «حكاية الجزائر»، ويقول: «العمل ممتع وحفل بالثراء الفني والموضوعي، وهو أقرب إلى ملحمة سرد من خلالها الكاتب قصة بلد المليون شهيد منذ لحظة الاستقلال وحتى الوقت الراهن بكل تشعباته السياسية والثقافية والاجتماعية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"