فيتامين «د»

يعود موضوع فيتامين «د» للواجهة من جديد مع تأكيد الإحاطة الإعلامية المتصلة بآخر مستجدات فيروس كورونا، ضرورة الحفاظ على مستويات طبيعية لتركيز مستويات الفيتامين في الجسم، من خلال إجراء الفحص الدوري لمعرفة نسبة تركيزه في الدم، إلى جانب الفيتامينات الأخرى ومنها فيتامين «ج»، والزنك، لدورها المهم والحيوي في تعزيز جهاز المناعة في الجسم، والوقاية من الأمراض المعدية.
على الرغم من أن أشعة الشمس تعتبر عنصراً رئيسياً في حلقة تكوين فيتامين «د» في الجسم، فإن أكثر من 80% من سكان الإمارات يعانون نقصاً في مستويات هذا الفيتامين، ما يؤكد أهمية الأنشطة الخارجية لزيادة فرص نسب الفيتامين في الجسم، إلى جانب الاهتمام بالأغذية الصحية التي تحتوي على الفيتامينات، حيث أشارت الدراسات إلى أن نقص أحد هذه الفيتامينات يجعل الجسم أكثر قابلية للإصابة بالمرض.
الأمر يتطلب إجراء مزيد من الدراسات عن حجم مشكلة نقص فيتامين «د» وانتشارها في الإمارات، وبحث البدائل الأخرى، ومنها إضافة الفيتامين إلى العناصر الغذائية المختلفة، وتكثيف حملات التوعية لتشجيع السكان على التعرض لأشعة الشمس خاصة بعد العصر.
الغريب في الأمر أن شركات التأمين الصحي لا تغطي فحوص قياس مستويات فيتامين «د» في الجسم، على ما يبدو أنها تعتبرها من الكماليات، وبالتالي فهذا النوع من الفحوص (حتى لو كان بطلب من الطبيب المعالج) يتحمل تكلفته المريض، على الرغم من أن شركات التأمين تعرف تمام المعرفة أن هذا الفيتامين مهم جداً في الوقاية من كثير من الأمراض، إلا أن مضاعفة أرباحها فوق كل اعتبار.
العديد من المنشآت الصحية الخاصة، تعلن بين فترة وأخرى عن خصومات تصل إلى أكثر من 50% على أسعار فحوص فيتامين «د»؛ لأن المريض أو المراجع يتحمل هذا النوع من الفحوص مهما كانت دوافع وأسباب إجراء الفحص، وهذه المبادرات التي تقوم بها مستشفيات ومراكز صحية خاصة، تخفف عن المراجعين وتشجعهم على التعرف إلى مستويات تركيز هذا الفيتامين.
بعد تأكيد أهمية الحفاظ على مستوى طبيعي لتركيز فيتامين «د» في الجسم، في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية لتعزيز المناعة، يجب إلزام شركات التأمين بتغطية تكاليف فحص فيتامين «د»؛ لأنه لا يوجد مبرر لتهرب هذه الشركات من تغطية تكاليفه، خاصة أن هذا الفيتامين مهم ونقصه يرتبط بالعديد من الأمراض، وبالتالي الحفاظ على مستوى طبيعي من هذا الفيتامين في الجسم، يحمي من كثير من الأمراض.

[email protected]