عادي
نقاط التشجيع أكبر من الجدل الدائر حول تأثيره

«أدوهلم».. جرعة أمل لإعادة إطلاق بحوث الزهايمر

23:48 مساء
قراءة دقيقتين

أعطت السلطات الأمريكية من خلال سماحها هذا الأسبوع بدواء جديد مضاد لمرض الزهايمر، إشارة مشجعة لإعادة إطلاق البحوث التي شهدت تباطؤاً في السنوات العشرين الأخيرة؛ لكنّ إمكان علاج المرض لا يزال بعيد المنال.

ووافقت الوكالة الأمريكية للأغذية والأدوية «اف دي ايه»، الاثنين، على علاج ضد مرض الزهايمر يُسمى «أدوهلم» طورته شركة «بايوجن» الأمريكية للصناعات الدوائية. وحصلت هذه الخطوة للمرة الأولى منذ 2003. حتى قبل ذلك، كان أثر العلاجات المسموح باستخدامها يقتصر على التصدي لأعراض الزهايمر وليس سبب هذا المرض.

أما علاج «بايوجن» فيعمل على تلف الصفائح التي تشكلها بروتينات في دماغ المرضى تُسمى «أميلويد». وتشكل هذه البروتينات سبباً رئيسياً للإصابة بالزهايمر؛ بفعل ضغطها للخلايا العصبية، ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للذاكرة وحتى لقدرة التمييز.

واعتبرت البريطانية هيلاري إيفانز، مديرة مؤسسة «بحوث الزهايمر» أن هذا التطور يشكل «لحظة محورية في البحوث لتطوير علاجات جديدة ثورية ضد مرض الزهايمر».

طبيب الأعصاب والباحث في مستشفى بيتييه سالبيتريير في باريس ستيفان أيبلباوم قال: إن «هذه الفترة سمحت لنا بتحقيق تقدم هائل في فهم المرض، طريقة ظهوره وسببه وتشخيصه»، خصوصاً في مرحلة مبكرة. وأضاف: «رغم ذلك، يصعب علينا تحويل كل مواضع التقدم هذه إلى نجاحات علاجية».

وفي هذا الوقت، يواصل المرض تفشيه خصوصاً بفعل ارتفاع معدلات شيخوخة السكان حول العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما لا يقل عن 30 مليون حالة زهايمر في العالم، على الرغم من صعوبة التمييز بين هذا المرض وسائر أشكال الخرف.

وأبدى إيبلباوم «الخشية من إفراط في الأمل حيال فاعلية العلاج»، فهذا الدواء الباهظ الثمن، بكُلفة سنوية تزيد على 50 ألف دولار، لا يتوجه سوى لفئة صغيرة من المرضى في مراحل مبكرة للغاية من المرض. وحتى لهؤلاء، لم يُثبت العلاج سوى فاعلية محدودة.

ويبدو هذا الأمر منطقياً، فمرض الزهايمر لا يتقدم عموماً بسرعة كما أنه وخلال الشهور ال18 التي أجري فيها الاختبار على علاج «بايوجن»، لم تظهر الفحوص الإدراكية سوى فارق بسيط بين المرضى الذين تلقوه وأولئك الذين حصلوا على علاج وهمي.

كما أثارت المجموعة الصيدلانية بلبلة بإعلانها سنة 2019 فشل إحدى تجاربها قبل التراجع عن هذه التصريحات.

كما أوصت لجنة خبراء «اف دي ايه» بعدم الترخيص للعلاج، غير أن الوكالة الأمريكية لم تعمل بهذه التوصية. كما من غير المؤكد أن يمنح الاتحاد الأوروبي وبريطانيا موافقتهما على العلاج؛ حيث طلبت «بايوجن» أيضاً ترخيصاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"