الفاقد التعليمي

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

اتجه علماء التربية في شتى بقاع العالم إلى حوكمة نظام التعلم عن بعد، لا سيما بعد اتجاه السواد الأعظم من دول العالم إلى تطبيقه كبديل متاح للخروج من المأزق التعليمي الذي فرضته جائحة كورونا. وتؤكد الدراسات التربوية تأثر الطلاب والواقع التعليمي بإغلاق المدارس والاتجاه إلى التعلم من خلف شاشات الحاسب الآلي. وظهر مصطلح «الفاقد التعليمي» وهو يعني نسبة الفجوة في التحصيل الدراسي بين ما اكتسبه الطلاب من معارف ومهارات أثناء الجائحة وما اكتسبه أقرانهم فعلياً من هذه المعارف والمهارات في سنوات سابقة.
لقد أكدت الدراسات التربوية أن هناك فجوة تعليمية في التحصيل الدراسي وحتى في الجانب النفسي الذي طاله نظام التعلم عن بعد، وأن طلاب المرحلة التأسيسية هم أشد فئات الطلاب العمرية تأثراً سلبياً بنظام التعلم عن بعد، وهذا الأمر يرتبط ارتباطاً كلياً بالخصائص العمرية والسمات العقلية لهذه المرحلة التعليمية وحاجتها الماسة إلى اكتساب مزيد من المعارف والمهارات التي يوفرها لهم التعلم المباشر.
وبدأت الدول تسخر إمكاناتها وخبراءها بل وميزانياتها للتخلص من هذا الفاقد المسمى بالفاقد التعليمي، فلقد عانى الطلاب من تخفيض عدد الحصص، وتخفيض مدة الحصة، والاستغناء عن بعض المواد الدراسية، وتقليل محتوى المناهج الدراسية، وإلغاء الاختبارات التكوينية والختامية أو التقليل منها.
بالتأكيد أن لكل ذلك تبعات على جودة عمليات التعليم والتعلم والصحة النفسية والبدنية للطلبة حتى وصل الأمر لدى البعض إلى إطلاق تسمية (تعليم غير مكتمل) على التعلم عن بعد.
وبدأت السياسات التعليمية في دولة الإمارات تأخذ منحى آخر استعداداً لمرحلة ما بعد التعافي
ويعكف الخبراء التربويون في الدولة على دراسة الوضع الراهن للتعليم وكم المهارات والمعارف التي اكتسبها الطلاب خلال الجائحة لوضع الخطط البديلة لتقليل الفاقد التعليمي والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر التعليمية الممكنة، ويؤمل أن يشارك المجتمع الإماراتي في هذا الأمر، فلا يغيب عن البال الدور الذي يمكن أن يقوم به أولياء الأمور وكافة مؤسسات المجتمع بكافة أطيافه في التعافي من الأخطار التعليمية التي خلفها الوباء.

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"