عبدٌ لشيء ما

01:23 صباحا
قراءة دقيقتين

مسألة البيانات التي يتوقع أن تصبح تجارة العالم الأولى، خلال السنوات المقبلة، تكمن أهمتيها في لو أنه وُفّرت جميع البيانات عن شيء واحد أو مرض واحد، لتوصل العلماء إلى حل جذري لهذه القضية أو علاج المرض.
في مسألة البيانات، لو جمعنا كل ما يتعلق بأسباب إدمان المتعاطين، فهل نصل إلى سبب رئيسي يمكن عبره علاج المدمنين؟ من المتوقع أنه يمكن علاجهم، لكن الأهم هل نستطيع أن نوقف الإقبال على الإدمان؟
وقف الإقبال أمر قد يكون أصعب من الأول، مادام هناك مروجون، وتجارة عالمية ضخمة تستفيد منها عصابات كبيرة، وضعاف نفوس قد تقودهم أنفسهم إلى التهلكة، لأسباب واهية يقنعون أنفسهم بها لأجل التعاطي، وتكون النتيجة كارثية.
في هذا المجال، قد يكون لرفاق السوء دور كبير في إدمان بعض الشباب، وهي بالتأكيد تبدأ بفكرة «أول مرة»، والدعوة إلى التجربة من باب اللهو؛ ثم تحلّ الكارثة.
هل يعرف المدمنون، ما معنى أصل كلمة «إدمان»؟ بحسب دراسات، فمعناها (عبدٌ لشيء ما)، - فهي بحسب المراجع- يسبب الإدمان ضغطاً شديداً وطويل المدى على العقل، ما يؤدي إلى الاشتياق الشديد، والحنين تجاه شيء ما، وفقدان السيطرة في استخدامه، مصحوباً بعدم المبالاة، وعدم تقدير عواقب الأمور. 
أسباب الإدمان كثيرة وإذا كان منها الأمراض النفسية، وتناول الأدوية والعقاقير الطبية، فإن الأخطر في هذا الجانب ليس ما سلف، بل ما نكون نحن سبباً فيه، بحسب ما تؤكده الدراسات، كالتعرض الدائم لمشكلات أسرية، وحديث الأهل مع ابنهم بقسوة، ونعته بالفاشل، إلى جانب ضغوط العمل والوحدة والفراغ، وفوق هذا كله الاستعداد الشخصي وعلى رأسه طبعاً ضغط الأصدقاء.
في موضوع رفاق السوء، فإنه وبلا شك، مثلما يوجد رفاق سوء، يوجد رفاق خير وحياة، وما يدل على ذلك ما كشفته شرطة دبي عن إنقاذ شاب مواطن عمره 18 عاماً، صديقيه، الأول 20 عاماً والثاني 21 عاماً، من براثن المخدرات، عندما لاحظ خلال وجوده معهما، تلقيهما طلباً من مندوب توصيل في شركة، تحتوي على أدوية، ما دفعه للشك في نوعية الحبوب، وبدافع خوفه عليهما، تواصل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وطلب من رجالها التدخل لحمايتهما وإنقاذهما، وهو ما قامت به الإدارة.
الانتباه للشباب ومراقبتهم، وإشغالهم بالنافع، والحديث معهم بصراحة، بلا شك أفضل طرق الوقاية، وهو ما أكده الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عند إطلاقه أمس، دليلين مختصين بتعزيز التوعية والوقاية من خطر المخدرات، حين قال: الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بجيل المستقبل وتقدم لهم كل ما من شأنه الارتقاء بقدراتهم وتمكينهم.
عندها فقط ستكسد بضاعة تجار المخدرات، وتصبح بلا قيمة أو فائدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"