عادي

قبرص تجذب السياح بالنباتات العطرية

15:29 مساء
قراءة دقيقتين
تسعى قبرص إلى توسيع نطاق مقوّماتها السياحية القائمة على معادلة الشمس والبحر من خلال الترويج لزراعة النباتات العطرية التي اشتهرت بها تاريخياً، منذ العصر الروماني، كاللافندر والريحان والورود، لاجتذاب صنف جديد من السياح.
فما إن تشرق الشمس، حتى تنهمك أندريا تسولاكيس وشقيقتها الصغرى إيلينا، ووالدتهما ماريا، بالاعتناء بشجيرات الأزهار في قريتهن الصغيرة أجروس الواقعة في سلسلة جبال ترودوس، على ارتفاع 1100 متر عن سطح البحر.
وتلفح النسمات الصباحية العليلة وجوه النساء الثلاث فيما يعملن على قطف الورود الدمشقية التي تشتهر بها أجروس، والعائلة نفسها.
وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، واظب آل تسولاكيس على زرع الورود سورية المنشأ ذات اللون الوردي التي يروى أنها ظهرت للمرة الأولى في البلدة قرب كنيستها، لأسباب غامضة، ودرجت العائلة على إنتاج ماء الورد منها، وعلى استخراج زيوت تُستخدم في الطبخ ومستحضرات التجميل.
وتوضح أندريا البالغة 31 عاماً، أن «الحصول على كيلوجرام واحد من البتلات يستلزم نحو 400 وردة وزهرة، ومن هذا الكيلوجرام، يُستخرج ليتران من ماء الورد».
وعندما انتقلت شعلة هذا العمل المتوارث جيلاً عن جيل إلى كريس، والد أندريا وإيلينا، بادر إلى إنشاء متجر سمّاه «ذي روز فاكتوري»، (مصنع الورود)، مضيفاً أجروس إلى خريطة الوجهات السياحية في الجزيرة الواقعة في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
وتذكّر إيلينا بأن «نحو عشر حافلات سياحية» كانت تقصد أجروس يومياً في المواسم العادية قبل جائحة «كوفيد -19» التي تسببت بأضرار كبيرة للقطاع السياحي.
ويهدف مشروع أوروبي إلى تعزيز السياحة في ستّ دول من جنوب أوروبا، هي: كرواتيا وقبرص وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبوسنة، من خلال جعل نباتاتها العطرية والطبية عنصر استقطاب للسياح.
ويحمل هذا المشروع الممول جزئياً من الاتحاد الأوروبي، عنوان «مسارات النباتات الطبية والعطرية عبر أوروبا» («مابي»)، ويهدف إلى «إنشاء مسار سياحي وثقافي يتمحور على موضوع معين ويتوجه إلى حواس مختلفة، يربط بين وجهات أوروبية عدة، يوحدها تقليد مشترك».
وتقول المنسقة المحلية للمشروع، يولا ميكايليدو باباكيرياكو، إن قبرص تتمتع «بأكثر من 800 نوع مختلف من الأعشاب، بعضها غير موجود» إلا في الجزيرة.
وتضيف «في استطاعة جداتنا أن يداوين كل شيء بالأعشاب».
وترى باباكيرياكو أن الجودة العالية للزيوت العطرية في الجزيرة تعود إلى العوامل الجيولوجية في سلسلة جبال ترودوس، وإلى جودة الهواء، وظروف الطقس.
وتشرح خبيرة الأعشاب ميراندا ترينجيس التي تدير حديقة نباتية بالقرب من آيا نابا، الوجهة الشاطئية الأولى في الجزيرة، أن «المناخ في قبرص مثالي لزراعة هذا النوع من الأعشاب، لأن الأعشاب تحب الحرارة، وأشعة الشمس القوية».
وتفخر قبرص بثرواتها النباتية، وكذلك بأشجار الزيتون والسرو.
وتشير ترينجيس إلى أن «الأمر كان على هذا النحو في القرن الأول بعد الميلاد، عندما كتب (عالم الطبيعة الروماني) بليني الأكبر، أن أعشاب قبرص هي الأفضل في الإمبراطورية الرومانية بأكملها».
وتضيف «هذا الواقع لا يزال قائماً إلى اليوم».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"