عادي
مقاربات أكاديمية في اختلاف الأساليب بين اللغات

مؤتمر الأرشيف الوطني: الترجمة فن التواصل

23:47 مساء
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: «الخليج»
واصل الأرشيف الوطني، لليوم الثاني على التوالي، أعمال مؤتمره الافتراضي «الترجمة في العصر الرقمي بين التقنيات الحديثة وتحديات النص التاريخي» الذي انطلقت فعالياته، أمس الأول الثلاثاء، وقد أكد المشاركون أن ثراء المؤتمر بالجلسات التي تبحث القضايا والتحديات التي تكتنف الترجمة سوف يمهد الطريق إلى مزيد من التطور والارتقاء بالترجمة في عصرنا الراهن، والذي نحرص فيه على التواصل البناء والمثمر مع العالم.

جاءت الجلسة الأولى لليوم الثاني التي أدارها الدكتور عبدالله العمري من الأرشيف الوطني، بعنوان: «الإشكاليات اللغوية والثقافية في الترجمة التحريرية والشفوية»، وتحدث فيها البروفيسور مايكل كوبرسون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الأمريكية عن «مقاربة قائمة (جزئياً) على متون نصية لمطابقة السجلات اللغوية»؛ ونوّه بأن معظم الترجمات من العربية تعتمد اللغة الإنجليزية القياسية كلغة مستهدفة، وأشار إلى ترجمته الأخيرة لمقامات الحريري التي تبنى فيها مقاربة مختلفة انسجمت مع اهتمام الحريري بتنوع اللغة وقابليتها للتغيير.

وفي ورقته «سياسات وممارسات الترجمة في العصر الرقمي: وسائط وطرائق جديدة للتسليم وإمكانية الوصول»، قال الدكتور محمد جمال خبير دراسات الترجمة في سيدني: «ارتبطت الترجمة الحديثة في العالم العربي بالتنمية والتطوير على مدى المئتي عام الماضية».

وتحدث البروفيسور إيفان ويليمز من جامعة البريمي في سلطنة عمان، في ورقة «تأصيل الأسلوب والمعنى في ترجمة كتاب (قصر الحصن) من الإنجليزية إلى الإسباني» عن تجربة هذا الكتاب الصادر عن الأرشيف الوطني الإماراتي، مبيناً أنه يجب على المترجم أن يأخذ بالاعتبار الاختلافات في الدلالة وقيمة الكلمات والعبارات والجمل، في بعض ما يرد في النصوص المراد ترجمتها.

وفي ورقتها البحثية «الترجمة العربية/ الكورية.. حاضر ومستقبل» قالت الدكتورة نبيلة يون أون كيونج: «تُعَدّ الترجمة من أهم وسائل التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، وأهم جسر للتواصل بين اللغات والثقافات المتعددة، ولذلك لا يمكن للترجمة أن تتم بأي حال من الأحوال من دون فهم عميق للثقافة في اللغة المصدر، ونقلها بما يناسب فهم القارئ لها في اللغة الهدف».

إشكاليات

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان «معضلات الترجمة: النصوص والوثائق القديمة نموذجاً»، وأدارها الدكتور خليل الشيخ من مركز اللغة العربية في أبوظبي، بدأت بورقة بحثية بعنوان: «إشكالية ترجمة التراث الغنائي.. أشعار طاغور نموذجاً» للشاعر والمترجم والمؤرخ الإماراتي الدكتور شهاب غانم، وقد قال فيها: إن ترجمة الشعر الموزون يمكن أن يكون شعراً موزوناً ينقل المعنى الأصلي للقصيدة، كما يمكن أن يكون نثراً بلغة شاعرية. وتحدث عن بعض تجاربه الشخصية لأشعار الشاعر الهندي رابندرانات طاغور.

وفي ورقته البحثية «سبر أغوار الشفاهية المترسبة في ترجمة التقاليد الخطابية غير المتوافقة» تحدث البروفيسور وليد بن بليهش العمري من جامعة طيبة السعودية عن تكنولوجيا الكلمة وإدراك تشعباتها التواصلية واسعة النطاق، وسعى الدكتور طارق عبدالله فخرالدين رئيس جمعية المترجمين في الكويت في ورقته البحثية «ترجمة النص التاريخي بأبعاده الثلاثة» إلى بلورة مقاربة أكاديمية وعملية للترجمة المترابطة بين اللغتين العربية والإنجليزية لدى تناول نصوص تاريخية تتعلق بمنطقة الخليج العربي.

وأشار البروفيسور يحيى عبدالتواب من معهد المسرح في الكويت، في ورقته «الترجمة من اللغة الروسية.. ترجمة الوثائق التاريخية الروسية القديمة» إلى أن الوثائق التاريخية الروسية القديمة تحظى باهتمام كبير في روسيا، مثلما تفعل الدول المتقدمة الأخرى. ولكن ترجمتها إلى لغات أخرى هو شأن يتعلق بأصحاب هذه اللغات. وفي ورقته «الأدب العربي القديم بين التحقيق والترجمة» ناقش البروفيسور أيمن بكر من جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت، أهمية تحقيق التراث الأدبي العربي الشفوي وترجمته، مؤكداً أن كلاهما فعل معقد وغير حيادي.

مصطلحات

واستعرضت الجلسة الثالثة في ثاني أيام المؤتمر، وقد جاءت بعنوان «الترجمة بين التاريخ والهوية»، وأدارتها سمية الهاشمي من الأرشيف الوطني، عدداً من الأوراق البحثية أهمها: ورقة «القضايا الثقافية ذات الصلة بترجمة الوثائق البرتغالية عن الخليج في القرنين السادس عشر والسابع عشر» للدكتور أدريان دي مان من قسم التاريخ والسياحة في جامعة الإمارات، وفيها تحدث عن تجربته في نشر بعض الرسائل المختارة حول التجارة والمسائل المالية إلى، أو من المسؤولين البرتغاليين في هرمز، ويشير المتحدث إلى أن اللغة البرتغالية قد تطورت في الأربعة قرون ونصف القرن الماضية مع الظروف الثقافية للزمان والمكان.

وتطرقت البروفيسورة رجاء اللحياني في ورقتها «رحلة المصطلحات العربية المهاجرة عبر الترجمة: دراسة مقارنة»، إلى التعبيرات الاصطلاحية مؤكدة أنها أجزاء تقليدية من الكلام غامضة لغوياً ومثبتة هيكلياً.

وناقش البروفيسور يحيى محمد محمود في ورقته «الترجمات المنحازة للوثائق التاريخية البريطانية»، الترجمات التي ظهرت في نهاية ستينات القرن الماضي في بعض البلدان العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"