رسائل تحذيرية

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

في الآونة الأخيرة، عانت المجتمعات تفاقم ظاهرة الرسائل الاحتيالية التي تصل إلى الجماهير عبر نوافذ متعددة وأشكال مختلفة، منها الرسائل النصية، والتطبيقات الذكية، والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، لترهق الجميع وتُثير مخاوف وقلق المجتمع بفئاته، وما زاد الطين بلة هو أن عدد الضحايا يزداد يوماً بعد آخر.
نعم. هناك تنوع في محتوى ومضمون تلك الرسائل، وهناك أيضاً تعدد في طرائق طرحها وصياغتها، وأبدع أصحابها في إيجاد وسائل نوعية، تجعل فئات المجتمع صيداً ثمنياً، لا يقوى على مقاومة الإغراءات، واجتمعت أهدافها على النصب والاحتيال والإيقاع بالأبرياء، والاستيلاء على حقوق الغير.
وهنا تأتي أهمية التصدي لتلك الظاهرة لحماية المجتمع وأفراده، لاسيما أنها تشكل خطورة بالغة على الجميع، وتحاصر الأفراد عن طريق قنوات التواصل والاتصال. وسؤالنا: هل لدى أفراد المجتمع ثقافة كافية تمكنهم من التعامل مع هؤلاء المحتالين؟ وهل الرسائل التحذيرية التي تصل إلى الجماهير بغرض التوعية، تُدركها شرائح المجتمع بمختلف تصنيفاته؟
نعم. يقابل رسائل الاحتيال، كثير من «رسائل التحذير» التي تأتينا من كل صوب وحدب، بسبب اختراقات إلكترونية، وحالات نصب واحتيال تعرضت لها فئات من المجتمع، وهناك أيضاً البعض الذي يشارك تجربته مع الآخرين، في بادرة يستحق عليها الشكر والثناء، لحرصه على توعية المجتمع وإرشاده، ولكن مع الأسف لم تؤت هذه الوسائل ثمارها حتى الآن، وإلا لما كان لدينا ضحايا يقعون فريسة لهؤلاء المحتالين.
نعتقد أن عدم فاعلية الرسائل التحذيرية التي تهدف لتوعية الجماهير، يكمن في اختلاط بعضها ببعض، وتشابه بعضها الآخر، وتضارب المعلومات في محتوى ومضمون معظمها، مما يُفقدنا دقتها وتأثيرها، ويثير الارتباك بين معظم فئات المجتمع لعدم إدراكهم ماهيتها، وما هو الأصح منها، وهنا: ماذا لو كانت هناك جهة رسمية مختصة، تقوم بهذا الدور التوعوي، ونعوّل عليها في صياغة تلك الرسائل بطرائق يُدرك أهميتها الجميع؟
فئات المجتمع مطالبة بتحصين أنفسها بمزيد من الوعي، وأخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع الرسائل والروابط الاحتيالية، وبالتحديد تلك التي ترتدي عباءة الترويج وربح الجوائز، ويكفي أن الجهات المعنية تعيش حالة استنفار دائم، ترفع من خلالها درجة الاستعداد لمواجهة الألاعيب الاحتيالية، وإحكام قبضتها على أصحابها ووسائل انتشارها.
المسؤولية في هذه القضية «مجتمعية تضامنية» تقع على عاتق الجميع، ولا يجوز أن تُسأل عنها جهة بعينها، ولكن المجتمع بمختلف فئاته أيضاً مسؤول، وليكن الوعي وحسن التعامل سلاحاً حقيقياً نحارب من خلاله المحتالين. وتأسيس جهة رسمية لتوحيد الخطاب التوعوي في هذا الشأن، ضرورة فرضها تفاقم الظاهرة وزيادة أعداد المتضررين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"