المستقبل الجديد

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

إطلاق أكبر برنامج وطني متكامل، لتمكين مجتمع المبرمجين ودعم المواهب في دولة الإمارات، يعزز بشكل كبير فهم حكومة الإمارات إلى أي اتجاه يذهب المستقبل.
نوعية التعليم وشكله في المستقبل القريب جداً وليس البعيد، بات يعتمد على عناصر ومقومات غير تلك التقليدية التي تعلمناها وتربينا عليها؛ فالعالم يتغير كل يوم وكل ساعة، ومواكبته لن تكون إلا بالوسائل والطرائق التي يفرضها، وسينجح من يهيّئ شبابه ليكونوا قادرين على فهم هذا التحول الكبير والتعامل معه.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفي تصريحاته عقب إطلاق البرنامج، لخّص بكلمات مقتضبة وضع العالم الجديد، حين قال «العالم يتغير، وسرعة التغيير الرقمي تتضاعف، وشكل الاقتصاد سيختلف، وطبيعة المهن ستتبدل. والبقاء سيكون للأكثر استعداداً».
بهذه الكلمات قدم سموّه رسالة موجزة للشباب ثم أتبعها بالقول «أقول لشبابنا إن المستقبل له أدوات جديدة، ويتحدث لغة مختلفة، وسيعمل في بيئة افتراضية، ونريدهم أن يكونوا في قلب هذا المستقبل».
شباب الإمارات، بلا شك من أكثر شباب دولنا العربية حظاً بقيادتهم التي تعي جيداً تحديات العالم الجديد، وبدأت تعدّ العدة للولوج إليه بطريقة لا تجعله مبهماً أو مخيفاً، بل بدأت بتهيئتهم وإعدادهم ليكون قادرين على التعامل معه بحرفية ووعي كبيرين.
الإمارات التي تسيّدت العالم في الكثير من المؤشرات العالمية في ميادين التنافسية والبنى التحتية والخدمات الحكومية، هي نفسها التي تربّعت على عرشه في أياديها الخيرية بالمساعدات التي تقدمها نسبة إلى دخلها القومي، وها هي، كذلك، تريد الولوج إلى عالم البرمجة والمبرمجين الذين يتقنون لغة المستقبل، لأنه لن يبقى مكان لمن لا يعرف هذه اللغة.
الإمارات لا تنشد تهيئة أبنائها لهذا المستقبل فقط، بل تريد أن تصبح وطنهم ومنطلقهم، بقول سموّه «نريد أن نستقطب أفضل المبرمجين العالميين إلى دولة الإمارات، وسنوفر لهم البنية التحتية اللازمة، لتطوير أفكار مبتكرة تخدم العالم».
المؤسف في عالمنا العربي، أن بعض جامعاتها ما زالت تركن إلى التعليم التقليدي، وتغرق أبناءها في تخصصات دراسية أكل عليها الزمان وشرب، وهي تعرف جيداً، أنها بإبقائها على هذه التخصصات البالية، إنما تؤجل بطالة شبابها 4 سنوات أخرى، لتفاجأ - وهي تعلم ما صنعت - بأنها غير قادرة على توفير أي فرص وظيفية لهذا الجيل.
الأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى، وليس آخرها استدعاء ديوان الخدمة الوطنية في إحدى الدول، لخريجة جامعية، للالتحاق بوظيفتها بعد 20 عاماً على تخرجها؛ فهل سأل «الديوان» نفسه: هل بقي في عقل هذه الخريجة شيء لتقدمه للأجيال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"