عادي

«نيويورك أبوظبي» تدرس تأثير الحالة الاجتماعية والاقتصادية في السلوك

15:35 مساء
قراءة دقيقتين

أبوظبي:
«الخليج»

نشر باحثون من مركز التصميم السلوكي المؤسساتي في «جامعة نيويورك أبوظبي»، ورقة بحثية في مجلة «ناتشر كوميونيكيشنز» بعنوان «تأثير الحالة الاجتماعية والاقتصادية في السلوك الاجتماعي الإيجابي»، حيث طبّقوا تجربة ميدانية للتأكد إن كان أفراد الطبقة الاجتماعية والاقتصادية العليا، أقل عرضة للقيام بسلوك اجتماعي إيجابي يهدف إلى مساعدة الآخرين.
وقال نيكوس نيكيفوراكيس، أستاذ الاقتصاد في الجامعة، والمدير المشارك للمركز «هناك اعتقاد شائع في كثير من البلدان، بأن الأثرياء ذوي المكانة الاجتماعية والاقتصادية العالية، أكثر أنانية. ولكن، هناك أسباب تدفعنا للشك في صحة هذا الرأي.
ونتفق جميعاً أن دوافع التصرف الاجتماعي الإيجابي تختلف عبر طبقات المجتمع. فعلى سبيل المثال، يجد الأغنياء أنه من الأسهل دفع غرامة لانتهاك قانون المرور أو التهرب الضريبي، ولا يمكن مقارنة الدلائل على السلوك الاجتماعي الإيجابي أو السلبي بسهولة، عبر المجموعات الاجتماعية والاقتصادية، ولا يمكننا استبعاد احتمال أنه إذا أصبح فقير، ثرياً فجأة، فإنه لن يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها الأغنياء».
ولاستكشاف ما إذا كان أفراد الطبقة الاجتماعية والاقتصادية العليا، يتصرفون بشكل أناني أكثر من غيرهم، سلم الباحثون مغلفات بريد ذات عناوين خطأ بشكل متعمد إلى بعض أغنى وأفقر الأسر في مدينة في هولندا.
وكان الهدف من هذه التجربة، تحديد الأسر التي أعادت المغلفات إلى أصحابها، حيث رأى الباحثون فعل إعادة المغلف سلوكاً اجتماعياً إيجابياً، لأنه يتطلب جهداً، ولكنه لا يقدم أي فائدة لفاعله. وكانت كلفة هذا الفعل الاجتماعي الإيجابي، هي نفسها بالنسبة للجميع، وسمح هذا النهج للباحثين قياس الانتماء الاجتماعي لمتسلّمي المغلفات دون تحيز، لأنهم لم يكونوا على علم بأن أفعالهم تخضع للمراقبة.
وأظهرت النتائج تناقضاً مع الرأي السائد، حيث وجدت التجربة أن الأفراد من الطبقة الاجتماعية والاقتصادية العليا، كانوا أكثر عرضة لإعادة المغلفات إلى العناوين الصحيحة. وكشفت البيانات التي حصّلوها عن نمط مثير للاهتمام، وهو أنه مباشرة بعد يوم الحصول على الراتب، كانت نسبة الفقراء الذين أعادوا المغلفات، تتساوى مع نسبة الأغنياء الذين قاموا بهذا الفعل الإيجابي. ما يشير إلى أن الضغوط المالية التي يتعرض لها أفراد الطبقة الاجتماعية والاقتصادية الفقيرة، تؤثر في رغبتهم أو قدرتهم على التصرف الإيجابي.
وأضاف نيكيفوراكيس: «لم تدحض تجربتنا وجهة النظر النمطية عن الأثرياء فحسب، بل أظهرت أن الفقر له تأثير سلبي في السلوك الاجتماعي الإيجابي، ما يؤكد أنه عبر الحد من الفقر، قد نجعل المجتمع أقل أنانية بشكل أو بآخر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"