ما الذي يمكن أن يتسبب في انقراض مجتمع كبير وقوي مثل الإمبراطورية الرومانية؟ للإجابة عن هذا السؤال تناهت الآراء إلى أن بذور فناء روما زرعتها الإمبراطورية نفسها، مثلها في ذلك مثل حضارة المايا التي اندثرت عندما برهن تضخم وتركز سكانها على عدم قدرة الأرض المحيطة بهم على كفايتهم، وأن روما اندثرت في النهاية، ليس نتيجة القوى الخارجية مثل الغزوات، لكن بسبب خلل الموارد.
يشير «توم تيتنبرج» في كتابه «نحو مفهوم للاقتصاديات البيئية والقوانين المعالجة لها..مسار التجربة الأمريكية» إلى أن مالتوس تنبأ في وقت ما بأن الزيادة السكانية، سوف تتفوق على معدل نمو الغذاء، مسببة المجاعات والوفاة، وقد شهدت السبعينات والثمانينات من القرن الماضي إعادة الاهتمام بمعطيات مالتوس.
يوضح الكتاب أن نظرية مالتوس أثرت في العديد من العلوم، بما فيها الاقتصاديات التي من ظواهر تأثيرها بزوغ ما يعرف بالتنمية الاقتصادية، ويحاول أن يضع في متناول اليد أسس ومفاهيم الاقتصاديات البيئية، وآخر ما وصلت إليه حصيلة المعرفة في هذا المجال، وقد زودت المادة العلمية بالرسوم البيانية والأمثلة العددية، لخلق مفهوم حسي للأساسيات التي اقترحتها الأطروحات الرياضية، وأسباب صحتها.
يستعرض الكتاب بوسيلة معرفية سهلة، الآثار البيئية الناشئة عن المشروعات المختلفة، والموازنة بين المكاسب والأضرار وتأثيرها على المدى القصير والمدى البعيد، وخاصة على الأجيال المستقبلية، وتزداد أهمية هذه الموضوعات مع التقدم التكنولوجي السريع.
