إعلامية مستدامة

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين

حضرت الإماراتية في المشهد الإعلامي، قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بسنوات، فقد تركت أثراً خالداً، منذ عام 1965 في إذاعة صوت الساحل، وتلفزيون الكويت من دبي، وتلفزيون إذاعة أبوظبي، بقيادة الرائدات، من أمثال حصة العسيلي، والدكتورة حصة لوتاه، ومريم أحمد، وعائشة النعيمي، وأمينة بو شهاب، وعائشة الكعبي. ومع انبلاج الطفرة الاقتصادية والثقافية في الدولة، رسخت هؤلاء السيدات وغيرهنّ حضورهن في المكتوب والمرئيّ والمسموع، فضلاً عن مجال التمثيل الثقافي، والحضور الدبلوماسي في المحافل العالمية.
منذ عام 1973، وبفضل جهود قيادة هذا الوطن، والمرأة في سعي حثيث للمشاركة في مسيرة الاتحاد، مستفيدة من عدد لا يحصى من الاستراتيجيات الداعمة للتمكين والمشاركة والريادة، وآخرها استراتيجية «تمكين المرأة» التي أطلقتها «أم الإمارات» للأعوام 2015 حتى 2021، لتكون مترجماً للممكنات، بالتوازي مع متغيرات العصر الكثيرة.
لقد تواصلت هذه المسيرة الإعلامية الراقية، ورأينا الإماراتية تتميّز على مستويات عدة، منها: المهني؛ فهناك صحفيات وصاحبات أقلام جادّة، مثل عائشة سلطان، وفضيلة المعيني. والقيادي، هناك من ترأسن التحرير في مجلات رائدة عالمياً وعربياً، مثل «ناشيونال جيوغرافيك»، مثل السعد المنهالي، ويدرن شؤون الإعلام المحلي في التلفزيونات المحلية والصحف والإذاعات، مثل منى المري، ومنى بو سمرة، ومنى الرئيسي. كما رأينا الإعلامية الإماراتية تتبوّأ مناصب في إدارات الاتصال الحكومي والمؤسسي، وتشارك في واجهة استراتيجيات إدارة المخاطر في زمن «كورونا»، فضلاً عن الحملات التسويقية لأحد أعظم الأحداث التاريخية التي مرت على تاريخ المنطقة وهو «دبي إكسبو 2020».
واليوم، ومع التطورات الجديدة في الإعلام الرقمي، دخلت المرأة هذا المجال بفضول كبير، لاكتشاف الإمكانات المذهلة التي يحملها هذا العالم، واليوم هي في طليعة هذا التحول، وقد حققت الكثير على المستوى التخصصي والإداري، وهناك سيدات ترأسن مشروعات رقمية مهمة. مثل الهوية الوطنية الرقمية، فضلاً عن تمثيل الدولة في المحافل المعنية بهذا الجانب، في منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة.
لا أشك أن الإعلامية الإماراتية قادرة على أن ترسخ دورها مؤثرةً وقائدة رأي في مجالها، فمع الثورة الرقمية المعرفية، وهناك مئات الفرص التي يمكن استثمارها في سبيل خدمة هذا المجال، فإننا بحاجة ماسّة إلى تركيز الجهود الأكاديمية والمهنية فيما يحتاج إليه مستقبل الإعلام. لا تزال تنقصنا الخبرات في الشقّ التقني والفني، كما أن فرص المنافسة والابتكار في الإعلام الرقمي متاحة، وبحاجة إلى من يستثمرها بشكل أكثر حكمة. ما نطمح إليه أن تطرق الإعلامية اليوم باب ريادة الأعمال والابتكار والإبداع الحرّ، صانعةَ محتوى شاملةً في المجالات التخصصية المختلفة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"