عودة الحياة

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين

يتأهب الميدان التربوي بمختلف فئاته لاستقبال العام الدراسي الجديد 2021-2022، المقرر له يوم الأحد المقبل، في محطة جديدة للعلم والمعرفة، نرسم من خلالها مستقبل الأجيال.
سيناريوهات وبروتوكولات العودة للمدارس هذا العام غير اعتيادية؛ لاسيما أن الاتجاهات كافة تأخذنا إلى التعليم الحضوري لجميع المتعلمين، بعد غياب استمر لمدة عامين كاملين، تأرجح فيهما التعليم ما بين النظامين «الهجين والافتراضي».
خطة العودة لم تترك شيئاً للصدفة، وراعت في مضمونها جوانب العملية التعليمية كافة؛ وركزت على سلامة الطلبة والكوادر بمختلف فئاتها، ورسمت أدواراً جديدة ومتنوعة للجميع في المجتمع التعليمي، بدءاً من الطالب وصولاً إلى أعلى قيادات التعليم في الدولة.
تأخذنا سيناريوهات التعليم في العام الجديد، إلى ثلاثة أنماط مختلفة: إذ يستطيع الطلبة تلقي علومهم ومعارفهم «حضورياً» ذهاباً إلى المدرسة، وبشكل منتظم، أو من خلال النظام الهجين الذي يطبق بالتناوب للمرة الأولى في خطوة جادة لتعود الحياة إلى مدارسنا، وظل التعليم عن بعد خياراً متاحاً لمن يرغب من أولياء الأمور والطلبة.
المعلمون أبطال المشهد التعليمي بلا منافس، فأدوارهم هذا العام تختلف كلياً عما سبقها من أعوام، ويستحقون فعلياً كل الدعم  في النواحي كافة؛ لاسيما أنهم مطالبون بالتعامل مع ثلاثة أنماط تعليمية في وقت واحد؛ الأمر الذي يجعل مهامهم استثنائية؛ فتمنياتنا لهم بالسداد في محطتهم الجديدة لبناء الأجيال.
الالتزام واتباع الإجراءات والبروتوكولات الصحية رهان سلامة الطلبة وجميع عناصر منظومة التعليم، إذ إن المسؤولية هنا لم تستثنِ أحداً، وأخطأ من يظن أن الجهات القائمة على شأن التعليم هي المسؤول الوحيد عن العودة الآمنة وضمان سلامة المجتمع التعليمي، فالجميع مسؤول ولا بديل عن الالتزام.
يقع على عاتق إدارات المدارس مسؤولية المتابعة الصادقة، والشفافية المطلقة في رصد مفاصل العملية التعليمية، لاسيما التي تحاكي الصحة والسلامة سواء للطلبة أو الهيئات بأنواعها، مع الحرص على إستمرار برامج التوعية بين فئاتها، على اعتبار أن أزمة كورونا ما زالت تعيش بين أروقة حياتنا.
أولياء الأمور لاعب أساسي في ميدان العلم، وأدوارهم دقيقة وحساسة هذا العام، إذ إن سلامة الطلبة وأمنهم يبدآن من البيت؛ والتزام الأبناء بالإجراءات وإدراكهم لآليات التعامل وفق البروتوكولات الصحية المعتمدة، مسؤولية كل أب وأم؛ وهنا ينبغي على الوالدين فهم وإدراك المهام المنوطة إليهم، والمحافظة على تطبيق التعليمات بجدية ومسؤولية.
عودتنا لمنابر العلم استثنائية، والنجاح هذا العام، مرهون بمدى إدراك فئات مجتمع التعليم لأدوارهم ومهامهم، وهنا يجب على جميع الفئات الالتزام بما أسند إليها، من أجل أمن وسلامة الجميع، وتمنياتنا لكم بعام دراسي تكسوه الإنجازات، وجعل الله التوفيق حليفاً للجميع.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"