رحلة أي رائد أعمال ليست بالسهلة وهي تولد قدراً كبيراً من التوتر خلال إنشاء المشروع، لأسباب مثل: جذب الاستثمارات والموازنة بين الحياة والعمل، وإدارة الفرق والمخاطر. كيف زادت جائحة «كوفيد» الطين بلة؟ وما الطرق للتعامل مع الآثار الاجتماعية والصحية للضغوط اليومية في حياة رائد الأعمال؟
أشار استطلاع رأي شمل 101 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أجرته شركة «ومضة»، وشمل عدداً من الدول من بينها الإمارات، إلى أن 64% من رواد الأعمال في المنطقة، تأثروا بشكل كبير بسبب تداعيات الجائحة؛ فقد ازداد أخيراً الطلب على برامج الصحة العقلية بين مؤسسي الشركات الناشئة ورجال الأعمال في مناطق الدراسة المذكورة، بسبب تفاقم الضغوط خلال الأزمة ما أدى إلى إغلاق 33.4% من هذه الشركات. وقد أظهرت الدراسة أن العامل الاستثماري هو الرئيسي الذي يسبب الضغط النفسي، يليه العامل الصحي بسبب الفيروس، ما أجبر رواد الأعمال على تغيير أولوياتهم الفورية والطويلة الأجل، وبالنسبة للأغلبية العظمى منهم كان للجائحة تأثير مرتفع في نموّ أعمالهم وأولياتهم المهنية والشخصية، لمصلحة الكفاح للاستمرار في الشركات.
قد يواجه كثير من رواد الأعمال بعض اضطرابات الصحة النفسية، نتيجة لطبيعة أعمالهم المختلفة مثل مشكلة «اضطراب نقص الانتباه». كما أن إحدى المشكلات الأخرى التي أوضحتها الدراسة هي «التنمّر»، حيث يصل عدد من يعانون هذا التحدي إلى 2 من كل 7، والنسبة التي تضاعفت خلال الجائحة. فضلاً عن مشكلات أخرى مثل الاكتئاب، ونقص النوم والرهاب الاجتماعي، ما يستدعي انتباهاً من الشخص للأعراض وعدم تجاهلها، بل التعامل معها باهتمام أكبر. وقد برزت أنشطة «الإغاثة النفسية» خلال المرحلة الأخيرة بين رواد الأعمال من عينة البحث، بحيث خصصت أكثر من ساعتين في الأسبوع للتواصل مع المختصين في الصحة النفسية، أو ممارسة أنشطة تخفف حدة قلقهم وتحسّن جودة حياتهم الصحية.
أظهرت أبحاث أجراها الدكتور مايكل فريمان، الباحث في جامعة سان فرانسيسكو عام 2019، أن رواد الأعمال يدربون أنفسهم على تجاهل الاحتياجات النوعية لرفاههم النفسي والاجتماعي، كما أنهم يقدّرون العائد الكمي أكثر من المردود المعنوي، ما يفسر النتائج التي أظهرها التقرير السابق، عن أن نسبة من فئة رواد الأعمال تصل إلى 11%، تتجاهل احتياجات الصحة النفسية أثناء العمل، ويؤكد ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتقليل مخاطر صحتهم النفسية، مثل مشاركة ما يمرون به مع الآخرين، والسعي للحصول على المساعدة، والاهتمام بالرفاه الذهني والبدني، كونه أحد أصول المشروع، وتضمين الحلول لهذه النوعية من المشكلات ضمن مخططات الصناديق الاستثمارية.
إعلامية وكاتبة من الإمارات
