عادي
مواقع التواصل تضج بغضبهم

فنانو لبنان بوجوه سياسية

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت: هناء توبي

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الفنانين اللبنانيين على الأزمات التي يعانيها البلد، منتقدين التقاعس الحكومي، ومطالبين بضرورة تحقيق مطالب الشعب من كهرباء وماء وبنزين ودواء، وغيرها من المطالب المهدورة بفعل تقصير الدولة.

بدأت ظاهرة تعبير الفنانين عن آرائهم السياسية منذ ثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019؛ حيث شارك بعضهم في الحراك الشعبي والمطلبي في الساحات ومنهم: نادين نجيم وكارمن لبس وبديع ابو شقرا وغيرهم، فيما اكتفى آخرون بالتعبير عن مواقفهم عبر صفحاتهم الافتراضية مثل: وائل كفوري وهيفاء وهبي ونانسي عجرم وآخرين، ولم يسلم الفنانون الذين آثروا الصمت تجاه التظاهرات المطلبية من تعرضهم للانتقاد الجماهيري واتهامهم بالتقرب من السلطة الفاسدة، أو بانتمائهم لأحزاب سياسية، أوعيشهم في أبراج عاجية تحول دون إحساسهم بالناس وبالأزمات الاقتصادية والمعيشية. ومؤخراً توحدت صفوف الفنانين لإعلاء الصرخة والتعبير عن الغضب الذي لا يمكن السكوت عنه، وطالبوا عبر صفحاتهم المسؤولين بالقيام بواجباتهم أو التنحي، وأكدوا ضرورة تأمين مستلزمات الحياة الطبيعية، منهم من بكى على لبنان ومنهم من طالب بتعليق المشانق للمحتكرين والفاسدين، وهناك من دعا إلى الإصلاح والوحدة والمواطنة علّ كلمتهم تكون مسموعة.

ورد الخال، فجرت غضبها من انفجار صهريج المازوت في منطقة عكار بطريقة خاصة؛ بحيث استخدمت صورة الوجه الملتهب وقالت: «سيلحقونكم إلى القبور.. الرحمة للضحايا والموت للمسؤولين»، وقالت في منشور آخر: «كنت أعتقد بأن الشر موجود فقط في الأفلام، والشخصيات الشريرة غير منطقية أحياناً، لكن ما نشهده في هذه المرحلة تخطى الأفلام، والأشرار متمثلون أمامنا بأفعالهم الدنيئة بحق الشعوب التي ذنبها أنها خلقت».

وعبرت يمنى شري، عن وجعها من احتكار الدواء وقالت: «بالأطنان يا شياطين وقتلة ومجرمين»، ودعت إلى محاكمة المحتكرين، وإبقائهم في السجون، وسحب أرواحهم، ومصادرة ممتلكاتهم ليكونوا عبرة للتجار بأرواح الناس.

ووجهت سيرين عبد النور، رسالة إلى المسؤولين قائلة: «منذ سنة، انفجار مرفأ بيروت.. واليوم عكار.. وغداً أين؟ لعن الله كل مسؤول خائن لوطنه وشعبه».

وأكدت نادين الراسي، ضرورة سماع صوت الناس، مشيرة إلى مرورها بأزمة مالية ومعاناتها من الديون بسبب السلطة الفاسدة، وقالت: «بلدي لا يحميني».

وعلق بديع ابو شقرا على تكشف الاحتكارات التي يشهدها لبنان؛ إذ كتب على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي: «احتكارات الأدوية وتخزين وتهريب الفيول وغيرها كانت موجودة، ومغطاة من الرؤوس الكبيرة، الآن بدأوا يضحون بِتراتبيّة من تحت لفوق، فقط ليمتصّوا غضب الشعب»، ودعا في منشور آخر إلى إجراء الانتخابات وطالب بالتغيير الذي لا بد منه للخروج من النفق المظلم قائلاً: «نحن لن نهدأ ولن نصمت».

وطالب يوسف حداد عبر تغريدة على «تويتر» بتعليق المشانق لكل مرتشي وفاسد ومسؤول حتى لو كان نائباً أو وزيراً، مشيراً إلى تفويض الجيش والقوى الأمنية بمحاسبة الفاسدين في الساحات ليكونوا عبرة لمن يعتبر.

وصوّر كارلوس عازار فيديو عن انقطاع الكهرباء التي تحول دون مواصلته العمل متأففاً من تفاقم الأزمات.

فيما علق راغب علامة​ على عدم تشكيل الحكومة لغاية الآن وقال: «يتم إلهاء الناس يومياً في ما يتعلق بولادة الحكومة.. لا حكومة في لبنان قبل تسوية دولية وكل ما يقال ويشاع ويسرب ما هو إلا لذر الرماد في العيون».

واعتبرت نجوى كرم، أنه من حق الناس أن تنتفض ضد الجوع والظلم، ولا يمكن للقوى الأمنية أن تقف بوجه الناس لحماية السلطة طالما أن تظاهراتهم سلمية ومطالبهم محقة.

وتساءلت رولا حمادة، عن دور المسؤولين ووظيفتهم قائلة: «إنهم يكتفون بالاستهجان والاستنكار، فما هي واجباتهم بالضبط وماذا يفعلون؟»

واعتبرت كارين رزق الله، أن المداهمات التي يقوم بها بعض الوزراء ما هي إلا لتنفيس الشارع من الاحتقان وقالت: «يلهون الشارع بمداهمات عارفين مواقعها من سنين، ساعة مازوت ساعة بنزين وساعة أدوية أو حليب، يعتقدون بأنهم هكذا ينفسون غضب الشارع من الاحتقان ويجعلوننا ننسى جريمة عكار والمرفأ، أين أصبحت التحقيقات؟».

وعلى ذات الموجة، نشرت أمل حجازي تغريدة مفادها بأننا لم نعهد المسؤولين يقومون بواجباتهم؛ بل إنهم يسرقون ويخطبون، وإنه مع قيامهم بمداهمات لكشف الاحتكارات، فإن مواقع التواصل ضجت بشكرهم على ما يقومون به وكأنه عمل بطولي، هذا واجبهم ولا شكر على واجب، كان لازم من زمان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"