القاهرة: محمد فتحي
انتقد جمهور الدراما التلفزيونية قلّة عدد الأعمال الكوميدية في دراما رمضان الماضي، وطالب صناع الدراما بوجود عدد أكبر من المسلسلات الكوميدية، بالرغم من عدم الرضا عن الأعمال الكوميدية التي كانت قُدمت مؤخراً، ولكن هناك من يرى أن صنّاع الدراما يستطيعون تحقيق التوازن بين وجود عدد جيد من الأعمال الكوميدية وجودة المحتوى، وهذا ما سيحدث في رمضان المقبل، حيث يعود نجوم الكوميديا بعدد من المسلسلات، ومنهم نجوم كبار، ما جعل البعض يؤكد أن هذه الأعمال سوف تعيد التوازن مرة أخرى للدراما..
النجم محمد صبحي قرر العودة إلى الدراما في رمضان المقبل، بعد غياب نحو 8 سنوات، حيث يتعاون مع الكاتب أحمد عوض، ولم يستقرا على اسم العمل، كما يعود أحمد مكي إلى الكوميديا، من خلال الجزء السادس من مسلسل «الكبير قوي».
أيضا يعود أكرم حسني بمسلسل كوميدي بعد غيابه عامين عن الدراما التلفزيونية، وفي الوقت نفسه، قرر الفنان أحمد حلمي تقديم مسلسل تلفزيوني، بعد غياب أكثر من 28 عاماً، منذ آخر أعماله التلفزيونية، من خلال مسلسل «ناس ولاد ناس»، الذي عُرض في عام 1993، فقد تعاقد على مسلسله الجديد للعرض على قناة «MBC»، وهناك أيضاً مسلسل «عالم موازي» بطولة دنيا سمير غانم وعمرو وهبة، بعد تأجيله من رمضان الماضي، إضافة إلى بعض المسلسلات الكوميدية الأخرى.
يقول محمد صبحي إنه سوف يعود بعد غياب من خلال تقديم عمل درامي مميز يليق بالمشاهد المصري ويحترم تفكيره، مثلما تعوّد أن يقدم لجمهوره، حيث إنه لا يرضى بتقديم أي عمل بلا هدف أو التواجد من أجل التواجد، ولم يستقر على العمل الذي يعود من خلاله، حيث إنه مشغول بتقديم عروض مسرحية، ويجري البروفات النهائية لمسرحية «نجوم الظهر»، وبعدها مسرحية «عيلة اتعملها بلوك»، وينفي ما تردد عن اعتزاله الدراما، مؤكداً أنه من حق جمهوره أن يعمل من أجله حتى آخر يوم في حياته، ومن حقه أن يقدم أعمالاً تحترم وعي الجمهور وتساهم في بناء القيم وليس هدمها، حيث إنه يسعى دائماً إلى تقديم فن راق يرضي الجمهور ويفيد المجتمع.
كل المواسم
يقول الفنان محمد أنور، الذي يقدم أيضاً عملاً كوميدياً جديداً: الجمهور يحتاج دائماً إلى أعمال كوميدية، ووجود نجوم الكوميديا في مسلسلات رمضان بالتأكيد يجعلنا نشاهد أعمالاً كوميدية قوية وناجحة، فلا غنى عن المسلسلات الكوميدية، وأتمنى أن تكون الأعمال الكوميدية موجودة بكثرة على مدار العام في كل المواسم، وليس في رمضان فقط، فعندما عُرض مسلسلي بعيداً عن رمضان حقق نجاحاً كبيراً ونسب مشاهدة عالية.
السيناريست فداء الشندويلي يرى أن الأعمال الكوميدية تعيد التوازن للدراما، ويضيف: نحن في حاجة إلى أعمال كوميدية ذات قيمة، فالأعمال الكوميدية المتواجدة علي الساحة للضحك فقط من دون هدف أو تقديم رسالة، ولكن يجب أن يقدم العمل الكوميديا كوميديا مواقف محترمة، تمس الجمهور وتحقق النجاح المطلوب، حتى لا يشعر المشاهد بالملل، فالأعمال الكوميدية في رمضان تحصد نسب مشاهدة عالية، بالرغم من وجود أعمال درامية جادة أخرى، وهذا لأن الجمهور يحتاج إلى جرعة ضحك لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها، ولذلك يجب تقديم أفضل شيء له، ولكن الكوميديا السائدة هي كوميديا الأفيهات.
أما النجم والمنتج شريف رمزي فيقول: أهم شيء هو تقديم عمل كوميدي خال من الملل، فجميل أن يشاهد الجمهور العديد من نجوم الكوميديا في رمضان، ولكن يجب الابتعاد عن الاستسهال، والعودة إلى الكوميديا التي تعتمد على المواقف وليس كوميديا الأفيهات، فعندما قدمت مسلسل «واكلينها والعة» كان العمل الكوميدي الوحيد الذي اعتمد على كوميديا الموقف المكتوب بشكل صريح، بعيداً عن الأفيهات والخروج عن النص، فيما اعتمدت الأعمال الأخرى على أشكال كوميدية أخرى أقرب إلى «الاسكتشات»، ما يجعل النص الكوميدي يتحول إلى مجموعة من الأفيهات المأخوذة من الشارع.
وتقول الناقدة خيرية البشلاوي: أتمنى أن تكون عودة الأعمال الكوميديا بكثرة في رمضان المقبل عودة حميدة، فالترفيه والكوميديا شيء لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن الأهم من الكم هو المحتوى، فنحن في أمس الحاجة إلى أعمال كوميدية راقية، ولكن للأسف الشديد الكوميديا منذ سنوات تعاني ضحالة شديدة وتفاهة، فوجدنا إفلاساً في الأفكار والمحتوى الذي شاهدناه على مدار السنوات الماضية، ولم نجد إنتاج عمل فني كوميدي يليق بالمشاهد، ويعتمد المؤلفون على الأفيهات السطحية فقط، وكان نتيجة ذلك انخفاض عدد المسلسلات الكوميدية العام الماضي، بسبب عدم وجود سيناريو جيد، والجمهور أصبح واعياً بشكل أكبر عن السنوات الماضية ومهمة إضحاكه ليست بالسهلة، والكوميديا يمكن أن ترتقي بذوقهم، فيجب على الفنانين العائدين إلى الكوميديا هذا العام أن يراعوا ذلك، لأن وجودهم مكسب كبير للدراما والترفيه، ولكن يجب أن يقدموا دراما كوميدية جيدة تمثل عودة للأعمال الكوميدية التي نتمناها.
