الشارقة: «الخليج»
المثابرة والعمل الجاد والشغف بالعلوم ووجود نظام دعم متين، ساعدت خريجة الجامعة الأمريكية في الشارقة، ربا أبو سلمى، على الوصول إلى المكانة التي وصلت إليها اليوم، حيث تعمل خريجة هندسة الكمبيوتر بامتياز حالياً، أستاذاً مساعداً، وباحثة في مجال علوم الكمبيوتر في جامعة كنجز كوليدج لندن، حيث تدرّس الطلبة في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، وتشرف على مساق هندسة الأمن الإلكتروني على مستوى الماجستير.
قالت: «يمكن أن يأتي التدريس الأكاديمي في بعض الأحيان مع تحديات إلا أنه مجزٍ للغاية. فأنا لا أقوم بتدريس موضوع أستمتع به فحسب، بل أتفاعل أيضاً مع الطلاب الموهوبين الشباب يومياً، والذين يساعدونني في تطوير تفكيري في العمل الأكاديمي. وبصفتي محاضرة جامعية، لدي أيضاً استقلاليتي، ما يسمح لي بتصميم المساقات الخاصة بي، والتخطيط لكيفية تقييمها».
وقد نشرت الدكتورة أبو سلمى العديد من أبحاثها التي قدمتها في المؤتمرات الدولية رفيعة المستوى حول الأمن والخصوصية، وتتركز اهتماماتها على فهم وتطوير أدوات أفضل لتحسين عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمان الإلكتروني والخصوصية للأفراد.
عملت الدكتورة أبو سلمى قبل انضمامها إلى جامعة كنجز كوليدج لندن، باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، وضمن فريق الخصوصية الإلكترونية في مركز أبحاث إنريا صوفيا أنتيبوليس-الأوسطي في فرنسا. كما أمضت صيف عام 2020 في جامعة كامبريدج لتحليل آثار جائحة فيروس كورونا في الجرائم الإلكترونية.
وفي حديثها عن العوامل التي ساعدتها على تحقيق نجاحها، قالت الدكتورة أبو سلمى: «إن المثابرة ودعم الأسرة والمدربين والمرشدين كان مهماً جداً بالنسبة إلي، ما ساعدني على الوصول إلى ما أنا عليه اليوم. كما أن مجال علوم الكمبيوتر الذي أنا جزء منه ديناميكي يدفع إلى الابتكار وإحداث فرق في العالم. إنه مجال مثير للغاية في وقتنا الحاضر. وصحيح أنه قد يكون عالماً يقبل عليه الرجال أكثر من النساء، إلا أنني اخترته لأنه مجال ابتكاري إبداعي، ويمكن لعلماء الكمبيوتر أن يزودوا المجتمع بحلول حقيقية للمشكلات التي تواجههم، سواء تعلق الأمر بصنع أداة للتعامل مع المشكلة، أو تقديم خدمة».
وحصلت الدكتورة أبو سلمى على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر في عام 2019 وماجستير العلوم في أمن المعلومات بامتياز عام 2014 من كلية لندن الجامعية. وركزت أطروحتها على تصميم تقنيات تحسن الخصوصية الالكترونية التي تركز على المستخدم. أما في مرحلة الماجستير، فقد حصلت الدكتورة أبو سلمى على دعم من شركة «جوجل»، وعلى زمالة ماري – سكلودوسكا كيوري للبحوث، وزمالة في مجال دعم قابلية الاستخدام والتصميم في الأمن من صندوق التكنولوجيا المفتوحة، فضلاً عن إجرائها بحوثاً في مركز برافيا وتيليفونيكا للبحوث.
وأوضحت: «لقد منحتني دراساتي العليا الفرصة لمقابلة أشخاص من خلفيات مختلفة. كما أن موقع الحرم الجامعي في قلب لندن أتاح لي التواصل مع الخبراء والتعاون معهم في القطاعين الأكاديمي والصناعي».
