بيروت - «الخليج»، وكالات:
دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الخميس، وزير الإعلام جورج قرداحي إلى تحكيم ضميره وتغليب المصلحة الوطنية، مشدداً على أنه «مخطئ من يعتقد أنه يستطيع إبعاد لبنان عن عمقه العربي»، بعدما سبق أن اتفق مع الرئيس ميشال عون على خارطة طريق لمعالجة الأزمة مع دول الخليج العربية، في وقت قررت محكمة الاستئناف في بيروت كف يد القاضي البيطار مؤقتاً عن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت استجابة لدعوى الوزير السابق يوسف فنيانوس، بينما شهدت البلاد وقفات واعتصامات مطلبية متفرقة، ونفذ موظفو الإدارات العامة في المحافظات كافة إضراباً مفتوحاً.
ميقاتي: لا مجال للتحدي والمكابرة
وبحث عون مع ميقاتي خلال لقائهما في القصر الرئاسي الأزمة مع دول الخليج بسبب تصريحات الوزير قرداحي، وقال ميقاتي بعد اللقاء: «وضعتُ الرئيس بالأجواء التي أحاطت زيارتي إلى جلاسكو واجتماعاتي مع مختلف الجهات الدولية، كما بحثت معه في سبل الخروج من الأزمة الحالية مع السعودية ودول الخليج واتفقنا على خارطة طريق». وزار ميقاتي رئيس المجلس النيابي نبيه بري لوضعه في أجواء لقاءاته الخارجية وبحث معه أزمة لبنان مع الخليج. وأشار ميقاتي في كلمة له في إطلاق الرزمة السياحية الشتوية لعام 2021 – 2022 في مقر الحكومة، إلى أن الحكومة واجهت ظروفاً أصعب بعد مواقف الوزير قرداحي الشخصية قبل دخوله الوزارة، مؤكداً أن البلاد لا تدار بلغة التحدي والمكابرة بل بكلمة سواء، ومخطئ من يعتقد بأنه قادر على فرض رأيه بالتعطيل وخطابه على المنابر، ومخطئ من يعتقد بأنه بلحظة معينة يستطيع الانقلاب على الدستور، موضحاً أن مجلس الوزراء هو المكان المناسب لمناقشة كل التحديات، ولن يكون مكاناً لمناقشة أمور لا تخص الحكومة وخاصة القضاء، وعلى الوزراء التقيد بالبيان الوزاري. وأكد ميقاتي العزم على معالجة الأزمة مع الخليج وفق الطرق السليمة، وقال: سنسعى مع كل المخلصين للعودة عن كل القرارات المتخذة. وفي هذا السياق، فإنني أكرر دعوتي وزير الإعلام لاتخاذ الموقف الذي يجب اتخاذه ويبقى الرهان على حسه الوطني لتقدير الظرف وعدم التسبب بضرب الحكومة وتشتيتها وتضييع المزيد من الوقت، وهذا هو الحل للخروج من الأزمة، والتصعيد ليس حلاً ولا يمكن لأي فريق أن يختصر الشعب وحده، ونحن نقرر جميعاً التمسك بالثوابت الوطنية. وفي أول تعليق لقرداحي على كلام رئيس الحكومة، قال إنه لن يستقيل.
وذكرت أوساط مقربة من قرداحي بأن الأخير «بانتظار اتصال من رئيس الحكومة ودعوة للقائه، ليطلع منه حول المواقف التي سمعها من المسؤولين العرب والأجانب، ولمعرفة ما إذا كانت الاستقالة تقابلها ضمانات بأن مثل هذه الخطوة ستلاقى بإيجابية خليجية».
كف يد البيطار مؤقتاً
من جهة أخرى، أصدرت محكمة الاستئناف في بيروت قراراً بكف يد المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار مؤقتاً عن متابعة التحقيق في ملف المرفأ استجابة لدعوى تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس إلى حين البت بهذه الدعوى التي تقدم بها موكلوه.
إلى ذلك، نفذ أهالي عين الرمانة والطيونة وقفة أمام المحكمة العسكرية احتجاجاً على التوقيفات، وقالوا: إنهم «أخذوا شبابنا ظلماً وسنحارب بيدينا».
وطالب بعض محامي الموقوفين بإعادة التحقيقات معتبرين أنّ التي أجريت سابقاً مفبركة.
وتم أمس إخلاء سبيل الموقوف أنطوان روحانا وهو من موقوفي عين الرمانة ويُنتظر صدور قرار النيابة العامة ليُعرف ما إذا كان سيُخلى سبيل ماريو صقر وإدي عبدالله.
ونظّم أصحاب مكاتب قيادة السيارات ومعقبي المعاملات أمس اعتصاماً أمام مصلحة تسجيل السيارات النافعة في صيدا وقطعوا الطريق في المكان احتجاجاً على إغلاق مكاتب النافعة، بعد إضراب الموظفين التزاماً بقرار موظفي الإدارات العامة بكل لبنان. ونفذ الموظفون المياومون في مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي في حلبا في عكار اعتصاماً للمطالبة بزيادة رواتبهم وبدلات النقل ليتمكنوا من الاستمرار في عملهم.
وعمدت مجموعة من المحتجين على قطع طريق عام حلبا مفترق برج العرب بالسيارات، احتجاجاً على ارتفاع أسعار مولدات الكهرباء. وكان موظفو الإدارات العامة في المحافظات كافة، قد نفذوا أمس إضراباً مفتوحاً، تلبية لدعوة الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، احتجاجاً على تجاهل المسؤولين لأبسط حقوقهم، وعلى فقدان الرواتب لأكثر من 95% من قيمتها الشرائية، وللمطالبة بتصحيح الأجور وبدلات النقل.
وقد تخلل الإضراب بعض الخروق والاستثناءات، لتسيير المعاملات الملحة والضرورية.
