عادي

ماذا قالوا في القمة العالمية للصناعة والتصنيع؟

21:36 مساء
قراءة 4 دقائق
الدورة الرابعة لقمة الصناعة والتصنيع تصوير صلاح عمر
  • محمد ولد الشيخ: نعمل على توظيف التقنيات الجديدة لإدراكنا أهمية الاقتصاد الرقمي
  • أنطونيو جوتيريس: ضرورة تعاضد جهود الجميع في أنحاء المعمورة لإيجاد حلول للتحديات العالمية
  • لي يونغ: 4 اقتصادات تسهم ب 77% من جميع براءات الاختراع الخاصة بالابتكارات المتقدمة

دبي: «الخليج»

أكد كبار المسؤولين في اليوم الأول من القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2021، أن مجتمعات المستقبل التي توفر حياة سعيدة لجميع أفرادها وفئاتها ستكون ثمرة التخطيط الواعي والتركيز على الإنسان في توظيف التكنولوجيا.

وتحدث محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال القمة العالمية للصناعة والتصنيع المقامة في «إكسبو 2020 دبي» عن تضاعف مساهمة الصناعة في الاقتصادات المعاصرة في العقدين الماضيين بسبب التحول الرقمي المتسارع، منوهاً بأهمية الارتقاء بالمجتمعات عبر توظيف التقنيات الرقمية لتحقيق الازدهار، ومشيراً إلى ضعف الصناعة في اقتصادات الدول النامية وخاصة إفريقيا على الرغم مما تتمتع به كثير من الدول النامية من عوامل جذب الاستثمار والمواد الأولية.

وقال: إن معدلات الاستثمار في الصناعة الداخلية لا تزال جد ضئيلة ومرد ذلك إلى مشاكل بنيوية وصعوبة الوصول للتمويلات وضعف الرأسمال البشري والقطاع الخاص، وضعف البنية التحتية الرقمية لإفريقيا وضعت الصناعة بصلب «أجندة الاتحاد الإفريقي 2063» لتحسين البنية الداعمة للنقل والاتصالات وخلق منطقة تبادل حر قارية وتشجيع القطاع الخاص لكسب معركة النمو الصناعي والاستفادة من التقنيات الجديدة.

وبيّن أن الصناعة في موريتانيا تعتمد على الصناعة الاستخراجية والصناعة الصغيرة والمتوسطة وقد تأثرت كما باقي العالم بجائحة كورونا ما أدى إلى تراجع نموها من 10.7 إلى 9.4%، وقال: «نعمل على ترقية مساهمة الصناعة ضمن برنامج موسع لزيادة إنتاجيتها وفق ما تقتضيه التنمية المستدامة، ونعمل على تطوير الصناعات التحويلية للمنتجات الأولية، وخلق بيئة مواتية للاستثمارات الأجنبية، عبر إطلاق مشاريع كبرى بأبعاد صناعية كمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ونعمل على تطوير التقنيات الجديدة لإدراكنا أهمية الاقتصاد الرقمي بتحسين المؤشرات الاقتصادية الكبرى».

التحول والتعافي

وتحدث أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة عن إلقاء جائحة كورونا الضوء على أهمية التحول الرقمي وأهمية الرقمنة وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزز تعافي الاقتصادات خاصة النامية، وضرورة تعاضد جهود الجميع في أنحاء العالم لإيجاد حلول للتحديات العالمية.

شعار المرحلة

وقال لي يونغ مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) والرئيس المشارك في القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2021: إن دورة هذا العام من القمة تنعقد تحت شعار «الارتقاء بالمجتمعات: توظيف التقنيات الرقمية لتحقيق الازدهار»، وهو شعار ملائم للمرحلة التي نعيشها، خاصة في ظل التسارع الذي نشهده في وتيرة التحول الرقمي إثر جائحة كورونا، فيما لا تزال العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، ونسبة كبيرة من النساء والشباب، متخلفة عن ركب التحول الرقمي.

وأضاف: تشير البيانات الواردة في تقرير التنمية الصناعية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لعام 2020 إلى أن أربعة اقتصادات كبرى تساهم وحدها بما نسبته 77% من جميع براءات الاختراع الخاصة بالابتكارات المتقدمة. في حين أن 88 دولة (معظمها من الدول النامية) لا تشارك بقوة في حركة الابتكار. ونتيجة لذلك، تواصل الفجوة الرقمية اتساعها، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة «الأمية» الرقمية بما يفوق بشكل كبير عدد «المتعلمين» رقمياً، ومع أقل من عشر سنوات تبقّت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تضمنتها الأجندة العالمية 2030، فإن هذه الأرقام تدعونا لوقفة تأمل جادة.

وأضاف: ترافق التطور التكنولوجي والصناعي على مر التاريخ مع جهود القضاء على الفقر وتحسين الظروف المعيشية وتسهيل القدرة على التنقل. ولتحقيق هذه الغاية نص الهدف التاسع من أهداف خطة التنمية المستدامة للعام 2030 بوضوح على أهمية التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. وأظهرت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يسهم في تحقيق 134 هدفاً فرعياً من أهداف التنمية المستدامة، فيما يؤثر سلباً في 59 هدفاً فرعياً من هذه الأهداف.

وبيّن لي يونغ أنه انطلاقاً من مسؤوليتها ودورها في تحقيق ودعم التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، تتمتع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بمكانة تتيح لها مساعدة الدول الأعضاء على تعزيز قدراتها الصناعية بما يساهم في تلبية الحاجة المتنامية للتحول الرقمي. وفي هذا الإطار، نعمل على إطلاق مجموعة من البرامج التدريبية للتعاون التقني حول العالم، مثل تطوير مصانع ذكية في المغرب، وتأسيس مراكز للصناعات الذكية في بيلاروسيا والصين، وتنفيذ مشاريع التوأمة الرقمية لتحسين المنتجات في كولومبيا، وتسخير إمكانات الطباعة ثلاثية الأبعاد لدعم مراكز الابتكار في إثيوبيا. ومواصلة التركيز على الاستدامة من خلال إطلاق دعوات عالمية لتبني الحلول المبتكرة في مجالات التكنولوجيا النظيفة والزراعة المستدامة، وعلى صعيد السياسات الرقمية، نعمل على طرح عدد من الأطر المعيارية؛ حيث تطلق منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) خلال هذه القمة عدداً من الأوراق المعيارية التي تتطرق للتوصيات التقنية المتعلقة بتبني الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدول النامية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، كما تتناول المعايير الرقمية ومجمعات العلوم والتكنولوجيا».

وقال: «سيتم الإعلان عن تقرير التنمية الصناعية للعام 2022، الصادر عن المنظمة، الأسبوع المقبل. ويركز تقريرنا للعام 2022 على تعزيز تعافي القطاع الصناعي، وصياغة مستقبل التحول الصناعي. وستلاحظون في هذا التقرير أن القطاعات الرقمية تتعافى بوتيرة أسرع من القطاعات الأقل اعتماداً على التكنولوجيا الرقمية».

وختم بالقول: «لقد شهدنا معاً نمو القمة وتطورها حتى أصبحت منصة عالمية بالغة الأهمية، تسلط الضوء على الفرص والتحديات المختلفة في القطاع الصناعي. ويبقى «إعلان أبوظبي» خطة الطريق الاستراتيجية التي توجهنا لسبل تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في عصر التحول الرقمي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"