عادي

ريم الهاشمي أمام «ريوايرد»: التعليم يتصدر أولويات الحكومات رغم الجوائح

23:14 مساء
قراءة 6 دقائق
القمة العالمية للتعليم

دبي- محمد إبراهيم - محمد ياسين

أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، والمديرة العام لمكتب إكسبو 2020 دبي: أن التعليم مازال أحد أهم الأولويات لجميع الحكومات والمجتمعات في كل مكان، على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي يواجهها العالم منذ أكثر من عامين نتيجة التحديات والصعوبات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

جاء ذلك خلال أعمال القمة العالمية للتعليم التي انطلقت، أمس الأحد، في مركز دبي للمعارض بقيادة دبي العطاء، وبالشراكة مع إكسبو 2020 دبي وبالتعاون الوثيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات.

وتركز قمة ريوايرد، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام حتى 14 ديسمبر الجاري، ضمن فعاليات أسبوع المعرفة والتعلّم بمعرض إكسبو 2020 دبي، إلى توفير منصة لبدء محادثات هادفة بين الأطراف الفاعلة في مجال التعليم بهدف تقديم أفكار مبتكرة حول كيفية معالجة مستقبل التعليم.

شهد اليوم الأول لقمة ريوايرد مشاركة أكثر من 1500 شخص حضورياً من 60 دولة، حيث ركز على الأسباب التي تستلزم تطوير أنظمة التعليم وكيفية فعل ذلك بما يضمن للشباب فرصاً أفضل.

التزامات ونتائج

وقالت ريم بنت ابراهيم الهاشمي في كلمتها أمام القمة، إن تلك الأولوية تدفعنا إلى تحقيق نتائج ملموسة، إذ إنه إرث يتجلى في الالتزامات والنتائج الرئيسية التي ستحدد معالم الجولة التالية من التفكير والمراجعة، والجولات التالية بعد ذلك، وأرجو الاستفادة من الأيام الثلاثة المقبلة لتطوير هذه المنهجية وإرسائها، بهدف توظيف ما تعلمناه من تجاربنا لدعم مستقبل قطاع التعليم.

قال الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء إن قمة ريوايرد تهدف إلى وضع آلية جديدة للتعليم من خلال مخرجات القمة ورفع التوصيات إلى الأمم المتحدة لوضع استراتيجية عالمية للتعليم.

مخرجات القمة

كشف الدكتور القرق خلال حديثه لـ«الخليج» على هامش القمة عزم فريق القمة على تقديم مخرجاتها إلى الأمم المتحدة خلال الربع الأول من العام المقبل لمتابعة تنفيذ استراتيجية التعليم الجديدة ومستقبل التعليم وكيفية الاستفادة من تطوير التعليم في عدة قضايا منها التغير المناخي وتعليم الفتاة والتغلب على سلبيات أنظمة التعليم التقليدي.

وأضاف أن أحد أهداف القمة هي تواصل العقول وتقديم حلول ناجعة للطلاب في شتى بقاع المعمورة، مؤكداً أن دبي العطاء لها دور كبير في توصيل التعليم للطلاب عبر مشاريعها المتنوعة وتغلبت على تحديات المكان والزمان والتضاريس عبر التعليم عن بعد باستخدام وسائل وتقنيات حديثة نذكر منها الساتلايت والتعليم بنظام الدوائر التلفزيونية المغلقة والتعليم عن بعد عبر شبكة المعلومات الدولية في المناطق التي تتاح فيها.

الإمارات سباقة

وأكد أن دولة الإمارات سباقة في مجال تسخير التكنولوجيا في التعليم، وما حدث خلال جائحة كورونا والانتقال إلى التعليم والعمل عن بعد دون توقف أكبر مثال على ريادتنا في هذا المجال.

قال: «نحن في ذروة تحول للبشرية. قد لا نراه، لكننا نعيش هذا التحول. وإذا لم يفِ التعليم بوعده بتزويد الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم بالمهارات التي يحتاجون إليها لمواجهة تحديات المستقبل، فسنُعرف حينئذٍ بالجيل الذي لم يفعل شيئاً بينما كان بإمكاننا القيام بكل شيء. لدينا الوسائل ونحن جميعاً هنا، وعلينا أن نتحرك الآن».

تحقيق المساواة

من جانبه قال جاكايا كيكويتي، رئيس مجلس إدارة الشراكة العالمية من أجل التعليم والرئيس السابق لتنزانيا: «إن الإنصاف هو جوهر مهمتنا، حيث نعمل في معظم البلدان الشريكة على مساعدة تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال التعليم. ولقد وضعت الشراكة العالمية من أجل التعليم النوع في صميم استراتيجيتنا وقمنا بربط كل هذا في جميع عملياتنا. نحن نساعد الحكومات على تحديد الحواجز التي تؤثر في الفتيان والفتيات بشكل مختلف، وسد الفجوات بين الجنسين والقضاء على القوالب النمطية في المجتمعات.

إننا نزود الدول برؤوس الأموال لدفع عجلة التغيير، ولن يتحقق ذلك في ظل عدم توفر البيانات الدقيقة لمساعدة الحكومات على اتخاذ القرارات اللازمة. الحل الأمثل يكمن في التأثير على نطاق واسع يشمل جميع الأطفال بتكلفة تعليم تكون في متناول الجميع، جوهره الإنصاف».

وظائف المستقبل

في معرض تعليقه قال بوب موريتز، رئيس مجلس إدارة برايس ووترهاوس كوبرز: «بات من الضروري تضافر جهود الجميع لدفع جدول الأعمال بشكل فعّال، وهذا هو تحديداً دور مجتمع الأعمال، حيث يقع على عاتقهم مسؤولية معرفة الوظائف المتوفرة اليوم، وكيف ستكون الوظائف المستقبلية. أصبح جلياً أن التغييرات التي شهدناها، والمهارات الرقمية، والذكاء الرقمي هي أشياء بالغة الأهمية لأي عالم في المستقبل. هذه هي القدرة على الإبداع والابتكار والتكيف مع عالم تقوده التكنولوجيا، إنها المهارات اللازمة للقيادة في هذا العالم الجديد. ستكون الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ضرورية للعالم عندما نفكر في الكوكب والتحديات المجتمعية والإنصاف والحوكمة الرشيدة والازدهار. سيتم دمج هذه المهارات في كل وظيفة».

من جانبها أكدت جاياثما ويكراماناياكي، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب أنه ينبغي على الشباب العمل جنباً إلى جنب مع حكوماتهم ومجتمعاتهم والقطاع الخاص كشركاء مسؤولين وأيضاً كمستفيدين. المسؤولية: التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، ومسؤولية عامة.

وقالت: «نحن بحاجة للنظر إلى الشباب لضمان تمكينهم وعدم ترك أياً منهم خلف الركب. يجب أن نمضي قدماً من خلال تجسيد ذلك الالتزام والموارد المخصصة وتنفيذ ذلك».

تواصل العقول

قال الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية إن الهدف من القمة هو تواصل العقول وعرض مشاريع مبادرات جامعة حمدان الذكية للحضور، مؤكداً أن التواصل بين الشعوب أحد مقومات صنع المستقبل.

وأضاف أن جامعة حمدان لها السبق في التعليم المستمر والذكي وإعادة هيكلة التعليم وأن النقاشات في القمة تدور حول آلية توصيل التعليم لجميع أطياف المجتمعات في شتى بلدان العالم دون تمييز من خلال منظومة تعليمية تراعي احتياجات كافة المجتمعات.

وقال إن القمة هي مبادرة حضارية تنطلق من دولتنا دولة الابتكار والمعرفة، ولم يدخر قادتنا وشيوخنا جهداً في سبيل مساعدة المعوزين والمحتاجين حول العالم.

قادة التعليم

شارك في الجلسات النقاشية خلال اليوم الأول أبرز قادة التعليم في العالم، بمن فيهم جوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة للتعليم العالمي ورئيس الوزراء البريطاني السابق، وهنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسيف، وستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لشؤون التعليم في منظمة اليونيسكو، والدكتورة سعدية زهيدي، العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي، وآلان جوب، الرئيس التنفيذي ليونيليفر.

وتضمنت القمة جلسةً افتتاحيةً رفيعة المستوى بعنوان الشباب والمهارات ومستقبل العمل، ناقش فيها خبراء بحوث الشباب من «ريستلس ديفيلوبمنت» أهم النتائج والتوصيات التي حددوها في استطلاع الشباب العالمي الخاص بالمؤسسة، وذلك في إطار حوار بين شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب في الامارات، وثلاثة قادة عالميين إلى جانب شباب نشطاء ومناصرين.

وواصلت القمة التركيز على الشؤون الملحّة للشباب، فأقيمت جلسة حول النماذج الناشئة للتعليم العالي خلال الصراعات، حيث شارك المتحدثون في النقاش حول ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تسجيل 15% من اللاجئين في برامج التعليم العالي بحلول 2030.

توجهات جديدة

تضمنت أبرز جلسات اليوم الأول مناظرة رئيسية حول «التعليم الثانوي العالمي للجميع مقابل المسارات البديلة»، والتي ركزت على كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من مناهج التعليم البديلة لدعم الشباب في البلدان التي لا تتوفر فيها فرص كثيرة للتعليم الثانوي، كما أقيمت جلسة الارتقاء بالتعليم: طريق لمساعدة الشباب على التكيف مع التغير المناخي، والتي ناقشت أثر التغيّر المناخي في حياة الشباب بالاستناد إلى أبحاث عن الشباب في أوغندا، لتنتهي الجلسة إلى بيان ضرورة تغيير التعليم بشكل كبير بما يضمن ترسيخ المرونة والتأقلم الفعّال مع تغيرات المناخ.

وتقدم قمة ريوايرد للمجتمع العالمي فرصةً مثاليةً للارتقاء بالتعليم نحو مرحلة جديدة في ظل التأثيرات المستمرة لأزمة كوفيد-19 العالمية. وتطمح جميع نتائج المناقشات والحوارات والجلسات الفرعية ضمن القمة إلى خلق مرحلة جديدة من الابتكار، ما يدعم المجتمع العالمي في تلبية الحاجة الملحّة إلى تغيير التعليم على مستوى العالم.

واختُتم اليوم الأول من القمة بعد إقامة عدد من الحوارات رفيعة المستوى والجلسات الفرعية بمشاركة مجموعة من الشخصيات المرموقة.

منصة عالمية للشباب

شهد اليوم الأول للقمة، إعلان أكسنتشر ومايكروسوفت ومنظمة اليونيسيف ودبي العطاء عن إطلاق منصة جواز السفر من أجل الدخل، وهي بوابة رقمية عالمية للتعليم تقدم للشباب من جميع أنحاء العالم بين 15 و24 عاماً مسارات تعليم وتدريب مهني مجانية ومعتمدة.

ويتنوع المحتوى الذي توفره المنصة بين التعليم الرقمي والتعليم التأسيسي والتعليم المبني على الأدوار والتعليم الذي يركز على المهارات الفنية. وستدعم جميع الشهادات المكتسبة من المنصة الشباب من خلال توفير فرص العمل وريادة الأعمال.

رصد التعليم

أبرز ما جاء في فعاليات اليوم الأول للقمة يكمن في إعلان اليونيسكو عن إصدار التقرير العالمي لرصد التعليم، والذي دعا إلى حشد الجهود ورفد جميع الأطفال بوصول مجاني ومموّل حكومياً إلى عام من التعليم ما قبل الابتدائي و12 عاماً من التعليم الأساسي والثانوي. كما شجع التقرير جميع البلدان على إرساء نظام تعليم متماسك يدعم جميع المتعلمين من خلال رفع معايير جودة التعليم في كل المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"