أبوظبي: محمد مصطفى
توّج سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس نادي الوحدة، أمس الأحد، الهولندي ماكس فيرستابن بلقب بطولة العالم للفورمولا1 للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المثير بجائزة الاتحاد للطيران الكبرى، الجولة الختامية لموسم 2021 على حلبة مرسى ياس في أبوظبي.
كما توج الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، البريطاني لويس هاميتلون الفائز بالمركز الثاني، ومحمد بن سليم نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، كارلوس سانشيز الفائز بالمركز الثالث، ومحمد الشرفاء رئيس مجلس إدارة الاتحاد للطيران مرسيدس بجائزة افضل الصانعين.
سباق مثير
وفي سيناريو يليق بموسم يعتبر من الأكثر إثارة في تاريخ البطولة، خطف سائق ريد، بولفيرستابن، لقبه العالمي الأول من غريمه في مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في اللفة الأخيرة.
وبكلمات تعكس تماماً ما حصل في الأمتار الأخيرة من السباق الإماراتي، قال الهولندي البالغ 24 عاماً «إنه أمر جنوني، لقد نلت أخيراً الفرصة وأريد أن أعيشها مع هذا الفريق للمواسم العشرة، أو ال15 القادمة».
ودخل السائقان السباق ال22 الأخير، وهما على المسافة نفسها من حيث عدد النقاط في سيناريو لم يحصل في البطولة منذ عام 1974، حين فاز البرازيلي إيمرسون فيتيبالدي باللقب بفارق ثلاث نقاط أمام السويسري كلاي ريجاتزوني.
وبدا هاميلتون في طريقه لحسم لقبه الثامن والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر (7 لكل منهما)، قبل أن يحصل حادث مع بقاء 5 لفات على النهاية، فدخلت سيارة الأمان لأربع لفات ومنحت فيرستابن لفة واحدة لمحاولة تجاوز غريمه ونجح في استغلالها على أكمل وجه، مستفيداً من إطاراته اللينة الجديدة التي وضعها على سيارته خلال وجود سيارة الأمان على الحلبة.
وللمرّة الثلاثين منذ انطلاق البطولة عام 1950، حسمت هوية البطل في الجولة الأخيرة. لكن هي المرة الثانية فقط، بعد 1974، يدخل سائقان السباق الختامي وهما على المسافة نفسها من حيث عدد النقاط.
وبات فيرستابن بهذا التتويج الدراماتيكي الأول لريد بول منذ 2013 حين توج به الفريق النمساوي للمرة الرابعة توالياً مع الألماني سيباستيان فيتل، أول هولندي يحرز اللقب، وقد توج به تحت أنظار والده السائق السابق يوس فيرستابن.
ونال فريق مرسيدس جائزة «ترضية» بمواصلته احتكاره للقب بطولة الصانعين بعدما أحرزه للموسم الثامن توالياً.
بداية مثيرة
وحقق هاميلتون انطلاقة مثالية ونجح في تجاوز فيرستابن المنطلق من المركز الأول، لكن الأخير بقي قريباً منه وأجبره على الخروج عن المسار، ومن ثم العودة أمام الهولندي الذي طالب بأن يعيد إليه البريطاني الصدارة، في وقت كان سائق ماكلارين البريطاني نوريس يتراجع من المركز الثالث إلى الخامس لمصلحة سائق ريد بول المكسيكي، سيرخيو بيريس، وسائق فيراري الإسباني كارلوس ساينس الذي أنهى السباق في النهاية ثالثاً.
ولم يفتح مراقبو السباق تحقيقاً بما حصل، ليبقى هاميلتون متصدراً مع فارق وصل إلى قرابة ثانية ونصف الثانية بعد ثلاث لفات.
ومع بدء السباق بالإطار المتوسط القساوة مقابل الإطار الليّن لفيرستابن، كانت الأفضلية واضحة بالنسبة إلى هاميلتون بما أنه قادر على البقاء لفترة أطول على الحلبة، فيما أسفر الضغط الذي مارسه الهولندي عن تأثر إطاراته وقد أعلم فريقه منذ اللفة التاسعة من أصل 58 أنه بدأ يعاني بعض الشيء.
فارق كبير
ومع الوصول إلى اللفة الحادية عشرة، وصل الفارق بين هاميلتون وغريمه الهولندي إلى قرابة أربع ثوانٍ ونصف الثانية بسبب «معاناة حقيقية مع الإطارات»، بحسب ما قال الهولندي لفريقه الذي كان متخوفاً من أن يخرج سائقه خلف سائق مرسيدس الآخر الفنلندي فالتيري بوتاس في حال دخوله في هذه المرحلة من السباق، ما كان سيؤخره أكثر فأكثر.
واضطر فيرستابن الى التوقف أخيراً في اللفة 14 والخروج مع الإطارات القاسية أمام بوتاس في المركز الخامس ثم الرابع بعد تخطيه نوريس من دون مقاومة من الأخير، لكن سرعان ما رد فريق مرسيدس ودخل هاميلتون لاستبدال إطاراته بأخرى قاسية بعد لفة فقط، ليخرج ثانياً خلف بيريس وأمام ساينس.
وتزامناً مع عجز فيرستابن عن تجاوز ساينس وإضاعته الكثير من الوقت، كان هاميلتون يسجل لفة سريعة تلو الأخرى حتى وصل الى بيريس الذي طلب منه بوضوح من الفريق بمحاولة تأخير سائق مرسيدس.
وبإطارات لينة متآكلة تماماً، قاوم بيريس بشراسة أمام هاميلتون وحتى استعاد الصدارة بعدما تجاوزه الأخير، ما سمح لفيرستابن بتقليص الفارق الذي وصل من ثماني ثوانٍ حتى أقل من ثانية ونصف الثانية مع الوصول إلى اللفة 21.
وبعد تخلصه من بيريس الذي توقف لاستبدال إطاراته بعدما سمح لفيرستابن بتجاوزه، تنفس هاميلتون الصعداء ووسع الفارق بعض الشيء عن غريمه الهولندي.
اللفة 33
ومع الوصول إلى اللفة 33، كان هاميلتون يبتعد بفارق أكثر من 5 ثوانٍ، ثم حافظ على هذه الأفضلية بل عززها من لفة إلى أخرى، قبل أن تُفَعَّل سيارة الأمان الافتراضية بسبب حادث لسائق ألفا روميو الإيطالي أنتونيو جوفيناتسي، الذي كان يخوض بدوره سباقه الأخير.
واستغل فيرستابن وجود سيارة الأمان الافتراضية لإجراء توقفه الثاني في اللفة 37 واستخدام النوع القاسي، في وقت قرر هاميلتون البقاء على الحلبة.
ومع عودة التسابق في اللفة 38، كان الفارق بين الغريمين أكثر من 17 ثانية بقليل، لكن هذا الفارق بدأ يتآكل من لفة إلى أخرى بسبب الفارق في عمر الإطارات بين السائقين.
إلا أن خبرة هاميلتون ابن ال36 عاماً لعبت دورها، وعرف كيف يرد في الأوقات الحاسمة لكي يمنع الهولندي من الاقتراب منه كثيراً، فوصل الفارق الى قرابة 14 ثانية مع بقاء 14 لفة على النهاية، قبل ان تكون اللفة الأخيرة حاسمة في تتويج فيرستابن الذي توج بما يشبه المعجزة.
8 نقاط بين أول وثاني نسخة 2021
أصغر الفوارق بين بطل العالم ووصيفه منذ 1950
بعد أن حسم الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول، الصراع على لقب بطولة العالم للفورمولا واحد لموسم 2021 لمصلحته، على حساب البريطاني لويس هاميلتو، هنا أقل الفوارق التي فصلت بين بطل العالم ووصيفه منذ النسخة الأولى عام 1950:
0.5 نقطة: لاودا - بروست 1984.
نقطة واحدة: هاوثورن - موس 1958، فيل هيل- فون تريبس 1961، سورتيس - غراهام هيل 1964، هانت - لاودا 1976، بيكيه - روتيمان 1981، شوماخر - دايمون هيل 1994، رايكونن - هاميلتون 2007، هاميلتون - ماسا 2008.
نقطتان: بيكيه - بروست 1983، بروست - مانسيل 1986، هاكينن - إرفاين 1999، شوماخر - رايكونن 2003.
3 نقاط: فارينا - فانجيو 1950، فانجيو - موس 1956، فيتيبالدي - ريغاتزوني 1974، سينا - بروست 1988، فيتل - ألونسو 2012.
4 نقاط: برابهام - بروكس 1959، شيكتر - جيل فيلنوف 1979، فيتل - ألونسو 2010.
5 نقاط: هولم - برابهام 1967، ريندت - إيكس 1970، كيكي روزبرغ - بيروني 1982، نيكو روزبرغ - هاميلتون 2016.
6 نقاط: فانجيو - أسكاري 1951.
6.5 نقطة: أسكاري - فانجيو 1953.
7 نقاط: سينا - بروست 1990.
8 نقاط: فيرستابن - هاميلتون 2021.
9 نقاط: برابهام - ماكلارين 1960.
155 نقطة: فيتل - ألونسو 2013.
وتجدر الإشارة إلى أنّ حسابات منح النقاط للسائقين وفقاً لتصنيفهم في كل سباق قد تغيّرت بشكل ملحوظ بمرور الوقت. على سبيل المثال، كان الفوز يساوي ثماني نقاط في عام 1950، وعشر نقاط بين عامي 1991 و2009 و25 منذ عام 2010.
رايكونن يودع منسحباً
بعيداً عن صراع الصدارة والفوارق الثابتة إلى حد كبير بين سائقي مرسيدس وريد بول، أنهى الفنلندي كيمي رايكونن سباقه الأخير في الفورمولا واحد بالانسحاب في اللفة 28 بسبب مشكلة في مكابح سيارة ألفا روميو.
تشارلي بطل السباق الاستعراضي ل«فورمولا 4»
افتتحت بطولة فورمولا 4 الإمارات فعالياتها للموسم الجديد بسباق مشوق شهد أحداثاً دراماتيكية، وحقق فيه تشارلي فورتز الفوز مع فريق أبوظبي للسباقات على مسار حلبة مرسى ياس في أبوظبي.
وسيطر الأسترالي الشاب على مجريات السباق الحماسي التي امتدت على فترة 25 دقيقة اجتاز مع ختامها خط النهاية في مقدمة المنافسين، كما سجل اللفة الأسرع بزمن قدره 1:25.23دقيقة، متقدماً على زميليه في الفريق كونراد الورسن وأندريا كيمي أنتونيللي، اللذين حلا ثانياً وثالثاً.
وشهدت أحداث السباق لحظات حبست أنفاس الجمهور وأعضاء الفرق، بعد حوادث اصطدام وقعت بين كل من حمدة القبيسي وريك كوين وديلانو فانت هوف وأندريا كيمي أنتونيللي.
وأجبر السائقان الهولنديان كوين وفانت هوف على إنهاء مشاركتهما مبكراً بعد حادثي اصطدام جمعاهما مع كل من حمدة القبيسي وأنتونيللي على الترتيب.
وبعد أن انطلقت حمدة من المركز الخامس، تسبب الحادث في تراجعها إلى الموقع الأخير في السباق في اللفة الثالثة، إلا أنها أثبتت شجاعتها ونديتها في المنافسة واستمرت في تقليص المسافة الفاصلة بينها وبين السائق الروسي بينغاسوف مواصلة الضغط عليه، حتى أجبرته على الوقوع في الخطأ لتتجاوزه في اللفة الثامنة، واستمرت بعد ذلك في تقريب الزمن الفاصل بينها وبين البريطاني إيدن نيت، حتى تمكنت من تجاوزه في اللفة 12 والأخيرة من السباق، منهية مشاركتها في المركز السادس.
مرسيدس تنال لقب الصانعين للمرة الثامنة توالياً
نال فريق مرسيدس لقب بطولة الصانعين للمرة الثامنة على التوالي، وهو أمر لا سابق له، لكن الهولندي فيرستابن حرم الفريق الألماني من الثنائية لأول مرة منذ 2014.
وبدأ السباق الختامي تحت الأضواء الكاشفة، وانتهى بإثارة الجدل، لكن بدون واقعة اصطدام، كما كان يخشى البعض.
وسيطرت دموع الفرحة على ريد بول، والغضب على مرسيدس الذي كان غاضباً من مايكل ماسي مدير السباقات، بعد تبخر حلم الفوز ببطولة السائقين.
ووجه هاميلتون رغم الخسارة التهنئة للبطل الجديد، وقال السائق البريطاني: «أعتقد أننا قمنا بعمل مذهل هذا العام. الفريق وكل العاملين في المصنع وكل الرجال والسيدات في الفريق عملوا بجد طوال العام في موسم صعب».
وتابع: «أنا فخور بهم وممتن لكوني جزءاً من هذه الرحلة معهم. قدمنا كل ما لدينا في الجزء الأخيرة من الموسم ولم نستسلم مطلقاً وهذا أهم شيء».
فرحة استثنائية للبطل الهولندي بعد اللقب الأول
عاش سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن فرحة استثنائية بعدما نال لقبه العالمي الأول من غريمه في مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في اللفة الأخيرة من جائزة أبوظبي الكبرى الختامية على حلبة مرسى ياس.
