عادي
الأقمشة العضوية ضرورة صحية والأغذية الخضراء حتمية

26 طالبة يصممن 9 مشاريع مستوحاة من «إكسبو» وعيد الاتحاد

23:59 مساء
قراءة 5 دقائق
طالبات جامعة أبوظبي مشاريع التصميم الداخلي - تصوير: محمد السماني

إكسبو 2020 دبي: نجاة الفارس
صممت 26 طالبة من برنامج التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي 9 مشاريع مستوحاة من معرض إكسبو 2020 دبي، ومن احتفالات الدولة بالعيد الوطني الخمسين لقيام الاتحاد، وقد استخدمت الطالبات في تصميم المشاريع قطعاً من الأثاث المنزلي وأقمشة عضوية وألواناً مائية أيضاً عضوية، وأقمشة من البشت الإماراتي الذي يرتديه الرجال، إضافة إلى العديد من قطع الأثاث التراثية التي استخدمت سابقاً في الإمارات.

«الخليج» التقت منسقة برنامج التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي، إلى جانب عدد من طالبات البرنامج اللواتي أكدّن أنهن صممن المشاريع مشاركة في أفراح الدولة بعيد الاتحاد الخمسين، كما أنجزنّ دراسة عن الأقمشة العضوية ومدى تأثيرها في صحة المستخدمين، عند استخدامها في التصميم الداخلي بالمساحات الداخلية، وأثبتنّ أن نسبة استخدام الأقمشة في المساحات الداخلية نسبة عالية، موضحات ضرورة وجود أماكن مختصة ببيع الأثاث الذي تدخل في صناعته الأقمشة العضوية لصحتها وسلامة استخدامها.

4 سنوات

تقول الدكتورة صديقة عبد الله عبد الشكور، أستاذة بكلية الهندسة ومنسقة برنامج التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي: إن برنامج التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي مُعتمد من التعليم العالي في الدولة، ويستغرق 4 سنوات دراسية يتعلم الطالب في البداية مساقات أولية عن التصميم الداخلي ويتعلم كيف يرسم رسماً حراً يدوياً ثم ينتقل للرسم من خلال برامج الكمبيوتر، فيتعلم جميع المهارات التي تنمي خبرته وتصقلها في مجال التصميم الداخلي، ويستطيع خريج هندسة التصميم الداخلي أن يعمل في مصانع الأثاث كمصمم، أو في مكاتب الهندسة المعمارية في التصميم الداخلي، وفي البنوك وغيرها.

وتضيف الدكتورة عبد الشكور أن طالبات برنامج هندسة التصميم الداخلي في جامعة أبوظبي يشاركن الدولة فرحتها الكبرى بالعيد الوطني ويعبرن عن مدى الامتنان والشكر والتقدير للإمارات الحبيبة من خلال معرض يقدمن فيه مجموعة من أعمالهن ومشاريعهن، والتي بلغت 9 مشاريع بمشاركة 26 طالبة، واستلهمت الطالبات جميع أفكار المشاريع من تنظيم واستضافة الإمارات لمعرض إكسبو 2020 دبي، كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث، كما استلهمت الطالبات أيضاً الأفكار من العيد الوطني الخمسين للدولة، وقررنّ أن يصممن مشاريعهن من هذين الحدثين المهمين في الدولة، واشتمل المعرض على العديد من قطع الأثاث التي تم تصميمها وتزينها بالرسومات والأقمشة المستخدمة سابقاً والقابلة للاستخدام، واستغرق العمل على المشاريع 6 أسابيع، وقد تم عرض المشاريع على أعضاء لجنة تحكيم تضم أساتذة من جامعات أخرى، وفنانين تشكيليين، وفي المرحلة التالية سيتم عرض المشاريع في مزاد علني وسيتم بيع جميع المعروضات برعاية مؤسسة خيرية؛ حيث إن جزءاً من ريع المبيعات سيكون للطالبات وجزءاً آخر سيتم التبرع به للأعمال الخيرية.

شموخ الصقر

وتقول الطالبة علا محمود سليمان سنة ثالثة في برنامج هندسة التصميم الداخلي بجامعة أبوظبي: صممت المشروع مع زميلاتي فرح خميس بكر وساره علاء الدين وياسمين حازم، وهو عبارة عن كرسي مزدان بجناح صقر من القماش، وكرسي آخر مزدان بشعار إكسبو 2020 دبي، وهذا يرمز إلى أن دولة الإمارات تحلق بجناح صقر وتشمخ عالياً حتى وصلت إلى استضافة حدث مهم وعظيم مثل معرض إكسبو، وهذا المشروع انطلقنا به من خلال مساق يدرس لنا في السنة الثالثة في برنامج التصميم الداخلي حول الأقمشة.

وتضيف جمعنا عينات من الأقمشة المستخدمة سابقاً والقابلة للاستخدام، وعملنّ بها «باركود»؛ بحيث يستطيع المشاهد النظر إليها كأقمشة حقيقية وهي من أكثر الأقمشة استخداماً في مجال التصميم الداخلي، وأنجزنا دراسة عن الأقمشة العضوية ومدى تأثيرها في صحة المستخدمين، عند استخدامها في التصميم الداخلي بالمساحات الداخلية، وقد أردنا توصيل رسالة إلى المجتمع، مفادها أنه يجب على محال بيع الأثاث أن يكون لديها قسم لبيع الأثاث الذي تستخدم فيه الأقمشة العضوية؛ وذلك لتشجيع المستهلكين على شراء هذا المنتج، ولتشجيع الاستدامة، ومن أجل صحة وسلامة الأفراد والمجتمع والبيئة.

العضوية والصناعية

وبالنسبة للفرق بين الأقمشة العضوية والصناعية، تضيف الطالبة فرح خميس بكر، أن الفرق شاسع جداً، فالأولى تكون عضوية منذ بداية الزراعة لا توجد فيها أي مادة كيميائية، لا في الصباغة ولا في النسيج ولا في التصنيع، ولا سماد النبات، وتكون طبيعية مئة في المئة، وليس لها أي تأثير سلبي سواء على الإنسان أو الحيوان أو الجو فهي أقمشة صديقة للبيئة، وبعد عمر طويل يعاد استخدامها على عكس المواد المصنعة والتي تدخل الكيماويات في جميع عمليات تصنيعها وصباغتها ونسيجها، ولها عمر محدود وتذوب، وتستخدم لوقت طويل جداً قد يصل إلى 8 سنوات وأكثر، وهذا التوجه يتماشى مع توجيهات دولة الإمارات العربية المتحدة في الاتجاه نحو الطبيعة، خاصة في الوقت الحالي بزمن كورونا، أما الأقمشة المصنعة وما تحتويه من كيماويات قد يكون لها تأثير سلبي، مشيرة إلى أن أهم التوصيات التي توصلن إليها في الأبحاث، حث الناس على الاتجاه إلى العضوية وإلى الأخضر، وتقول: لاحظنا في الآونة الأخيرة أن معظم الناس اتجهوا نحو الطعام الصحي كالخضراوات والفاكهة غير المرشوشة بمبيدات، وبالتالي أيضاً لا بد أن ننتبه إلى هذه الأقمشة التي تمس أجسامنا وتتفاعل مع الحرارة ونسبة الرطوبة.

أهمية المرأة

أما الطالبات نور بارشيد ورجاء محمود وحصة الريس وآية رفعت طالبات سنة ثالثة في هندسة التصميم الداخلي بجامعة أبوظبي فقد قدمن مشروع خيوط إماراتية، وفيه قطع أثاث تراثية إضافة إلى كرسي استخدمنّ فيه أيضاً أقمشة عضوية ورسمنّ عليه بالألوان المائية العضوية، موضحات أن مشروعهن يعكس ويؤكد أهمية المرأة في المجتمع الإماراتي ومساهمتها في الماضي والحاضر وكذلك يشتمل على رسومات توضح تطور الحضارة في الإمارات منذ أيام الغوص وصيد اللؤلؤ حتى الوصول إلى مسبار الأمل وبرج خليفة وإكسبو 2020 دبي، كل ذلك تم تجسيده برسومات معبرة عن التطور والنقلة الحضارية في المعالم الإماراتية إضافة إلى رسم لفتاة بالزي التقليدي الإماراتي والحلي التراثية، في الوسط بين الماضي والحاضر، للتوضيح كيف أن المرأة الإماراتية متمسكة بعاداتها وتقاليدها وزيها الجميل إلى الآن.

عظمة وقوة

ومن المشاريع المتميزة مشروع تم تصميمه من ألوان وأقمشة البشت وهو الزي التقليدي للرجل في الإمارات، صممته الطالبات دانة يوسف عقاب، وفاطمة الزبيدي، ولجين وليد من جامعة أبوظبي، واستخدمن عدداً من العقال أيضاً في تصميم قطع أثاث المشروع، إضافة إلى إضاءة مستوحاة من شعار إكسبو 2020 دبي، وأوضحت الطالبات أنهن اخترن زي الرجل الإماراتي لما فيه من قوة وعظمة وشموخ.

مشروع آخر صممته الطالبات ميره أيمن، وسارة سامي ونور الهدى درويش، وسلام قرعان، باللون الأخضر الذي يعكس اخضرار الإمارات ومكافحتها للتصحر، وباللون الذهبي المستوحى من ألوان إكسبو 2020 دبي، وتم تزيين المشروع بمجسمات على شكل سعف النخيل مع حبات اللؤلؤ لتأكيد الهوية الإماراتية بشكل معاصر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"