حديثي هذه المرة مع سائق تاكسي «أوبر» في رحلة استغرقت قرابة نصف الساعة، اضطررت إلى استخدام التاكسي للوصول إلى مكان في دبي، عوضاً عن استخدام سيارتي لتخفيف التوتر بسبب ازدحام الطرق في هذه الأيام.
وكان هذا الحوار:
هل أنت مرتاح لقيادة سيارة في تطبيق «أوبر»؟ فأجاب: نعم، إنها أسهل وأفضل من قيادة التاكسي العادي.
وهل تجني أموالاً أكثر في نهاية كل شهر؟ فرد: «نعم، أكثر».
وكم تجني شهرياً مقارنة بالتاكسي العادي؟ فقال إنها تزيد بمعدل الثلث تقريباً.
وأردف قائلاً: «في الأشهر السابقة أجني تقريباً نحو خمسة آلاف درهم شهرياً وأعمل في حدود عشر ساعات يومياً، لكن مع مطلع الموسم الحالي وتحديداً في سبتمبر، زاد العمل بشكل متسارع وتمكنت من جني مبلغ أكبر، حيث زاد دخلي الصافي إلى مستوى يراوح بين تسعة آلاف وأحد عشر ألفاً في الشهر، وهو أعلى مستوى وصلت إليه منذ أن مارست هذه المهنة».
«لماذا برأيك هذه القفزة الكبيرة؟»، فقال: «إن الأمر يعود إلى الحراك الذي ولده معرض إكسبو والفعاليات الأخرى وزيادة تدفق الزوار ورجال الأعمال إلى الإمارات».
انتهى الحوار.
وصلت إلى المكان الذي أنشده وتمنيت للسائق السلامة على الطرقات.
قد يرى بعضهم أن ما تقدم هو «دردشة» عادية مع أي سائق، لكنه بالنسبة لي كان حديثاً له دلالات، أبرزها أنه يعكس المشهد الاقتصادي العام، ويشير إلى حجم الأعمال الآخذ في النمو، ويوضح على أرض الواقع جانباً من تفاصيل النشاط الذي ولّده معرض «إكسبو 2020 دبي» والمعارض والأحداث الأخرى.
يشير كلام السائق أيضاً إلى عودة ملموسة للسياح والزوار للتدفق لأسواقنا المحلية بعد مدة طويلة من تأثرها بسبب القيود التي فرضت لمواجهة جائحة كورونا التي أدت إلى تأثر حركة السفر الدولية.
وإذا أضفنا إلى ما تقدم، معرفتنا بضغوط تواجهها الفنادق والمطاعم الفاخرة في دبي لتوفير حجوزات لروادها سواء من المقيمين أو القادمين من الخارج، مراكز التسوق التي تعج بالزوار والمتسوقين أيضاً، فإن مشهد أسواقنا المحلية يكتمل بشكل إيجابي ينعكس على بقية مفاصل القطاعات الاقتصادية التي زادت وتيرة إنتاجها وأنشطتها لمواكبة الطلب المرتفع.
الإمارات التي تعاملت بأعلى درجات المسؤولية الصحية من خلال توفير الفحوص واللقاحات للجميع، وطبقت أعلى درجات الحذر في التباعد، وألزمت الجميع بارتداء الكمامات في الأماكن العامة، ذلك للتغلب على انتشار «كوفيد-19»، تجني الآن ثمار زرعها والتزامها، صحياً واقتصادياً.
