شبابية بحكمة وخبرة

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

«الأفكار هي نقطة البداية لكل الثروات»، هكذا قيل على لسان أكثر الناس نجاحاً. من حين إلى آخر، يطل علينا أحد رجال الأعمال البارزين بأفكار ذاتية مبتكرة، تضيف معنى وقيمة جديدة لحياتنا الشخصية أو المهنية، في الوقت الذي يطرح فيه البعض الآخر أفكاراً غير نافعة لا يُعرف أساساً من أين أتوا بها ولا كيف!.
من وجهة نظري المتواضعة، ومتابعتي المنتظمة لمختلف مناحي الحياة، لاحظت أن من يطرح أفكاراً بناءة هو شخص يحيط نفسه بثلاثة أنواع من المستشارين: أصدقاؤه القدامى، والعاملون لديه في المناصب العليا، والشباب.
على هذا الأساس، يُلاحظ أن من يأتينا بأفكار جديدة ومميزة يأخذها في العادة من الشباب الذين يمتلكون نظرة مستقبلية، ومنظوراً مختلفاً لرؤية الأشياء، ولا يكتفون بما ورثوه من معرفة أو تعلموه في صغرهم؛ بل يفكرون دوماً في كل جديد، وتكون أفكارهم مغلفة بآلية عمل قابلة للتطبيق على أرض الواقع؛ لأنها مرت على العاملين لديه في المناصب العليا ممن أخذوها ووضعوها في حيز التنفيذ، إلى جانب أنك تجد في تلك الأفكار الكثير من المنطق والذكاء؛ لأنها مرت على أصحابه القدامى الذين وضعوها في إطار الحكمة والخبرة.
لهذا السبب بالتحديد، تجد بعض الأشخاص يخرج علينا بأفكار مختلفة ومذهلة، في حين يتساءل الناس باستغراب شديد: من أين أتى بهذه الفكرة العظيمة أو تلك؟ بينما تجد أشخاصاً آخرين يحيطون أنفسهم بمستشارين لا يقدمون لهم شيئاً سوى التصفيق الفارغ، وتأييد أي فكرة ينطقون بها حتى لو كانت عادية أو ساذجة لا تقود إلى نجاح ولا تقدم أي فائدة؛ بل يمكن أن توصل المرء إلى غياهب الفشل والضياع. ثم يقوم صاحب الفكرة بعد ذلك بإلباسها رداء النجاح وينمّقها لتظهر بصورة جذابة ومؤثرة، لكن الفكرة لا تلبث بُعيد خروجها أن تذبل وتموت، أو ترتطم بجدران الواقع الأسمنتية التي تعلن بشكل قاطع عدم قابليتها للتنفيذ.
إذا كنت اليوم تريد أن تحقق النجاح في أعمالك ومشاريعك الحالية والمستقبلية، فلا بد أن تحيط نفسك بأشخاص يمتلكون الخبرة ويتسمون بالحكمة والذكاء، ويواكبون متغيرات الواقع السريعة من حولك، وتوسع مداركك وآفاقك، وتطوّر مفاهيمك وأفكارك لتكون سابقة لعصرها، لا أن تحيط نفسك بأشخاص يصفقون لك طوال الوقت فقط لإرضائك، فأمثال هؤلاء لن يوصلوك إلى حيث تريد، ولن يرتقوا بك إلى حيث تطمح؛ بل سيكونون سبباً رئيسياً في بقائك حيث أنت دون أي تقدم يذكر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"